مكة ترتدي الثوب الأبيض في وداع الحجيج
مكة المكرمة - عادل صديق - إسلام أون لاين.نت
كست الثلوج منطقة مكة المكرمة في الأيام الأخيرة من أيام التشريق، وذلك في وداع الحجيج الذين قضوا مناسكهم، ولم يتبق سوى أعداد قليلة صمدت في مواجهة وبرودة الطقس الذي لم تشهده المشاعر منذ 3 عقود.
فمنذ ما يقارب الثلاثين عامًا لم تشهد السعودية انخفاضًا في درجات الحرارة مثلما شهدته مؤخرًا، خاصة المناطق الساحلية والجبلية المرتفعة في مدينة الطائف جنوب منطقة مكة المكرمة التي تساقطت عليه الثلوج بكثافة غير معهودة.
ورغم قضاء الحجيج لمناسك الحج الأساسية فإن انخفاض الحرارة بالمشاعر المقدسة لتصل إلى 10 درجات مئوية قبل فجر الثلاثاء 2-1-2007، وبلوغ سرعة الريح مابين 8 إلى 16 كم، والرطوبة ما بين 41 إلى 48% -بحسب الرئاسة العامة للأرصاد في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة- أدت لخلو مخيمات ضيوف الرحمن والممرات الفاصلة ليلة الإثنين وصباح الثلاثاء (آخر يوم من أيام التشريق) من المارة إلا من بعض العاملين في موسم الحج.
برودة وأمطار
تأثير البرودة امتد أيضًا للقاطنين في مكة المكرمة الذي لجئوا إلى مساكنهم للاحتماء بها من شدة البرودة، حيث لم يكن يدور بذهن أحد أن يتعرض موسم الحج لمثل هذا الجو.
كما أدى انخفاض درجات الحرارة وسرعة الرياح المحملة بالأتربة إلى خلو الشوارع في منى من المارة، وذلك في الأيام الخيرة من الحج وبشكل لافت ومفاجئ لم تشهده منطقة المشاعر المقدسة منذ عقود.
إلا أنه كان هناك منتفعين من هذه البرودة وهم بائعي الأغطية الثقيلة والمعاطف الشتوية بعد ارتفاع مبيعاتهم بشكل غير مسبوق، بعد أن امتلأت الطرق الرئيسية داخل مشعر منى بعشرات البائعين منهم، في حين أثرت برودة الجو على أسعار المواصلات ارتفاعًا.
واتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الحجاج في صعيد منى 3 أيام (11 و12 و13 من ذي الحجة)، أو يومين لمن تعجل؛ لرمي الجمرات الثلاث، لتكتمل بهذا شعائر خامس أركان الإسلام.
وأنهى الحجاج الإثنين 1-1-2007 رمي الجمرات الكبرى والوسطى والصغرى، وفق الخطة التنظيمية التي أعدتها وزارة الحج السعودية، بعد أن باشر بعضهم الرمي منذ ساعات الصباح الأولى، عاملين بالفتاوى التي تجيز الرمي قبل الزوال، الأمر الذي حد بدوره من شدة الزحام.
وأدى هطول الأمطار المصحوبة ببرودة شديدة في مناطق عديدة من مدن المملكة إلى وفاة شخص في منطقة حائل؛ بسبب البرد الشديد حسب ما ذكرت صحيفة الوطن السعودية.
تعطل الرحلات البحرية
الطقس لم يؤثر فقط على البشر، بل امتد ليعطل رحلات بحرية معتادة في مثل هذا الوقت من السنة في ميناء الملك عبد العزيز في جدة على أثر ارتفاع سرعة الريح والموج في البحر الأحمر.
وفي هذا الشأن صرَّح الكابتن ساهر طحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي بأنه توقفت بعض الرحلات وسفن البضائع والحاويات بعدما ارتفعت سرعة الريح إلى 40 عقدة.
الرحلات الجوية في مطار جدة كانت أيضًا ضحية للطقس السيئ والأتربة، بعد أن توقفت الثلاثاء 2-1-2007 حركة إقلاع بعض الرحلات من مطار الملك عبد العزيز في جدة لساعات بانتظار تحسّن الرؤية.
وإثر تحسن الرؤية، شهد المطار إقلاع أكثر من 100 طائرة في رحلات مجدولة الثلاثاء نقلت ضيوف الرحمن الذين أدوا المناسك إلى بلدانهم بيسر وسهولة.
وعاد عدد كبير من الحجيج إلى أوطانهم بعد انقضاء موسم الحج بنجاح وآمان دون حوادث تدافع أو تزاحم.
ولم يسفر موسم الحج عن حوادث تذكر باستثناء الحريقين في مقرين لسكن حجاج يمنيين وبحرينيين لم يسفرا عن وقوع ضحايا.