=========================================
بعد ان خرج سكان جيلو فزعين يسبون شارون
استعجال السلطة حرم المقاومة تسجيل
انتصار كبير على شارون في بيت جالا
الاراضي المحتلة - السبيل
ما حدث في «بيت جالا» اثبت بما لا يدع مجالا للشك بان هناك حدوداً لتأثير القوة العسكرية الهائلة التي يمتلكها الكيان الصهيوني في مواجهة الشعب الفلسطيني في انتفاضته. وبات واضحاً أن حدود المناورة للآلة العسكرية الإسرائيلية في هذه المواجهة محدود الى حد كبير. فالجيش الاسرائيلي الذي اقتحم بيت جالا لكي يعيد صياغة قواعد اللعبة تبين له انه تورط بشكل لم يكن متوقعاً، فقد اقتحم الجيش بيت جالا بناء على وعد قطعه شارون لسكان جنوب القدس اليهود، اذ قال لهم انه في حال قام المقاتلون الفلسطينون باطلاق النار عليهم من بيت جالا كما كان سائدا، فان الجيش سيقتحم المدينة لكي يوقف عمليات اطلاق النار، لكن ما ان وطأت اقدام الجنود الاسرائيليين ارض بيت جالا حتى تضاعف العبء على اليهود في جنوب القدس، الجيش الاسرائيلي لم يفشل فقط في وقف اطلاق النار على اليهود في القدس، بل ان الفلسطينيين صعدوا من هجومهم على مستوطني القدس من اليهود، اذ قاموا لاول مرة باطلاق قذائف الهاون على المستوطنات الجنوبية في القدس، سيما جيلو، الصهاينة شعروا بحجم التورط، النار اصبحت تطلق على مستوطنة جيلو من محاور لم تشهد عمليات اطلاق نار من قبل، السكان اليهود في مستوطنات جنوب القدس خرجوا فزعين، واخذوا يسبون الجيش والحكومة، واتهموا شارون بانه فشل في جلب الامن، وان قراره اقتحام بيت جالا قد زاد من التدهور الأمني وعمق شعورهم بالخوف، حتى إن السكان اليهود اتفقوا على عدم افتتاح العام الدراسي الجديد حيث خافوا على اولادهم من التوجه للمدرسة، الحكومة الاسرائيلية كانت في مأزق حقيقي، وكما تقول الصحافية كيرن نويبخ انها تحدثت مع معظم الوزراء في حكومة شارون وقد اكدوا لها ان قرار الاقتحام كان خطأً كبيراً وانه افاد الفلسطينيين وورط (اسرائيل) واحرج شارون امام ناخبيه. شارون ادرك خطأه الكبير، فلم يتورع ان يوقظ بيريس من نومه في الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء الماضي طالباً منه الاتصال فوراً بعرفات ومطالبته بوقف النار مقابل ان تنسحب القوات الاسرائيلية فورا من بيت جالا، عرفات استجاب على الفور، ولم يمض وقت طويل حتى تم انقاذ شارون و(اسرائيل) من اكبر ورطة كان من الممكن ان يجد نفسه فيها. اللافت للنظر ان الحكومة الاسرائيلية التي طلبت وقف إطلاق النار في محور بيت جالا القدس لم تبد أي استعداد للتنازل في محاور اخرى مثل رفح والخليل ورام الله، فهناك تريد الحكومة مواصلة الاقتحام والقصف كما تشاء لانه لا يوجد في محيط هذه المحاور تجمعات سكانية يهودية كبيرة كما في القدس. الكثير من المعلقين في الضفة الغربية وقطاع غزة انتقدوا بشدة الموافقة الفلسطينية على وقف اطلاق النار في محيط القدس دون ربط ذلك بوقف العدوان الاسرائيلي الجنوني على المناطق الاخرى، هؤلاء المراقبون يؤكدون ان الجانب الفلسطيني كان بامكانه ان يفرض قواعد جديدة للعبة، تقوم على توجيه رسالة للحكومة الاسرائيلية مفادها: في حال لم يشعر سكان رفح والخليل بالهدوء فان سكان مستوطنة جيلو وغيرها من الاحياء اليهودية في القدس لن يشعروا بالأمان ايضا، لكن ما حدث الان هو ان حكومة شارون ضمنت ان تعمل اجهزة السلطة الامنية على تهدئة ساحة بيت جالا في حين تظل المحاور الاخرى تحت رحمة الدبابات الاسرائيلية. من هنا يرى المراقبون الفلسطينيون ان السلطة الفلسطينية ضيعت فرصة ذهبية كان بالامكان معها تسجيل انتصار على شارون.
========================================
عن السبيل الأردنية