ابتعدنا عن الخيمة .. فما زادنا البعد إلا وجدا ،
واستبدلنا بها سواها فلم نجد داراً بدارٍ وخلاناً بخلانِ إلا فيما ندر ،
ولمّا أتعبنا التطواف وأرهقتنا غربة الروح بين مجاهل الحداثة ومراهقي المنتديات ،،
لم نجد كعربٍ صحاح بدّاً من أن نعود فنقطع صحراءنا من جديد عائدين إلى الخيام كرّةً أخرى
فالشوق دافعنا والحنين جواز عبورنا إليها .
ولا أملك إلا أن أوجه دعوةً إلى كلّ الطيور المهاجرة للعودة إلى رياض العزّ مرّةً أخرى
كم في ظلالك من تبرٍ ومن دررِ *** وفي نخيلكِ من زهوٍ ومن ثمرِ
يا خيمة الحبّ ألقت رحلها سفني *** كم لي إليكِ إذا ساعفتِ من وطرِ
منائر الحبّ أعلت في تطاولها *** ما بيننا في رحاب الحب من صورِ
متاعي الحرف مزجىً جئت أُبدِلهُ *** صرفاً لديكِ، فهل تقضين لي وطري؟
***************
ويح اللياليَ ما أبقت وكم أخذت *** من الخيامِ ، فهل في الحيّ من أثرِ
أصوّح الروض بعد الحزن! وازدهرت *** أرضٌ تغصّ بما في الغربِ من فِكَرِ
ما أنصفوكِ، ولو قالوا لما وسعت *** كل الحروف رياضاً زانها الزهرُ
***************
أعود يا خيمتي بالجرح يثقلني *** والدمع يعزف لحن الشوق بالوترِ
أعود أرجم إبليساً فكم حفرت *** كفاه للحبّ والإخوانِ من حُفرِ
أقتات منكفئ الأحزان في غصصٍ *** ويح التذكّرِ ، كم يودي بمصطبرِ
أعود يا خيمتي بالحبّ .. هل فُتحت *** نحوي ذراعاكِ لمّا جئتُ من سفري
تحياتي .... المعتمد