من فيض آلامها وآلامي وبلسانها تحدّث لساني
فنزفنا هذه القصيدة
كــيـف التـجــــــلّدُ والأسـى أوطـانـي
والذلّ أمـــسـى مــربطـي ومــكــانـي
كــيف التجـــلّد خــــير أمــــتـنا غـــدا
نهــــباً لكــلّ مــــلفـّــقٍ وجـــــــــــبانِ
كــــيف التجـــــلّد والرزايا جــــــــمّةٌ
نســري لصبحٍ فــيه كـــــلّ هـــــــوانِ
كـــيف التجــــلّد والهــزبر مـــقــــــيّدٌ
والضـبع أضـحـى ســـــــيّد الفــــتـيانِ
كـــيف التجـــــــــلّد والجـــراح نـديّـةٌ
قــد ســـال نزف الجـــــرح كالطوفانِ
كـــيف التجــــلّد والدماء رخـــــيصـةٌ
أكــــــذا تراق بأبـخــــس الأثـمــــــانِ
وقــوافـل الشــهــداء تـمــضي جـمـلةً
وشـــهــيـدنا كــم صـاح يا إخـــوانـي
وهــناك أهــلي إخـــوتي وأحــــبـّـتـي
يســـتنجــدون فــمــن يجــيب العــاني
يســتصرخون ويهــتفــون فـمــا أرى
غــير التجــاهــل إخـــوة الرحــمـــن
يســتصرخون ويهــتـفــون بحــرقــةٍ
عـــنـد الشـــروق وعــــنـد كـــلّ أذانِ
ومـعــالم الإســـــلام صـارت لعــــبـةً
فــحـــــــنـيـنـهـــا للواحــــــــد الديـّان
ربـّاه قــومــي هــم أســاس مــصيبتي
هــم أســـلمــوني هـــدّمــوا أركـــاني
ضــجّ الأنـيـن وضــجّ مــــــــنّـا ذلّنـا
هـل تســمــعــون صـداه في الأكـوانِ
فـاليوم أنســج أحــرفي مــن لوعـــتي
مــمّــا يمــور بكــامــن الوجــــــــدانِ
وأصوغ شعـري عن دواخل مهجـتي
ياللحــبيبة حــرّكــت أشـــجـــــــــاني
هــذا لســـــــــاني ناطـقٌ عــن مـا بنا
هــو التوحـــــّد نطقــهـا بلســـــــــاني
آهــــــــــاتها من غـــصـّـتي وتألّمــي
هــل تـشــعـــرون بفــورة الغــــــليانِ
إنّي لأبكـي كــــــــــــلّ أنّة مـــســــلمٍ
فــكــأنّ قـــلبي مــركــز الأحــــــزانِ
فـالمــســلمـون جـمـيعـهـم حــــلّوا بهِ
والمــســلمـون جـمـيعــهــم عــنواني
إن غــاب طفـــلٌ بالرصـاص كــأنّمـا
طـفـلي أصـيب بطلقــة الطغــــــــيانِ
وكــلّ أنثى قـد بكــت مــن خــوفــهــا
قــد أيـقــــــــظـتـني أشــعــلت نيراني
وكــلّ عــرضٍ قد اســتباحـه مـجــرمٌ
في هــــتـكــه كـم كـنت فـيه الجـــاني
كـلّ الأرامــــــــل واليتامـى هــاهـــنا
كـلّ الثـكـــالى فــجّـــــروا بركــــاني
يا أمــّــــــــــتي والليل حـــلّ بأرضـنا
ومــصابنا قــد هــــــزّ كـــلّ كــــياني
هــيّا انهــضي مـن الركـام كـمـــــاردٍ
قــودي الجــمــوع بثورة الإيمـــــــانِ
هـذي فـلســطين الحـــــــــبيبة لم تزل
رهـــن القـــيود لعـــصبة الشـــــيطانِ
فـالقـــدس تصرخ والمـآذن تشـــتكـي
وهـناك رجــــعٌ في ذرى الشــيشـــانِ
كوســوفَ تنعي أخــتها مـن قــــــبْلها
وإلى ســراييفــو مــضى جـــثمــاني
كــشـمــير جــرحٌ في فــؤادي نازفٌ
وتورَبُورا قــــــــــــصـفـــهـا أرداني
جـونتنامــو كــم بكــت مــن عــــارنا
وقــلاع جـنجـي كـم تـثـيـر جــــناني
أمــّا العـــــراق فــقــصـةٌ لا تـنـتـهـي
فـهـــيَ البـدايـة مــن يـعـِـــي لبـيـانـي
مــن بعــد هــذا كــيف يُـقـــبل غـافــلٌ
عــجــــباً ويســــأل مــاالذي أبكـــاني
ياسـادرون وكـيف يحــلو عــيشــكمْ؟
عــَمــِيَت عـــيونٌ مـا بكـــت أوطـاني