الدكتور سليمان الخضاري شكرا لك علي هذا الموضوع و هذه المقالة والراي للكاتب داود البصري .......وحيث هناك نظرة اخري لنفس الموضوع للكاتب عبدالرحمن الراشد نشرت في الشرق الاوسط يوم الاثنين 21/4/ 2003 احببت ان تكون هنا وجهة نظر مختلفة ومن زاوية مختلفة .
____________________
الكبيسي دليل نجاح العراق أو..
عبد الرحمن الراشد
المشهد الأول الغريب، عربيا، كان تدافع العراقيين شامتين في تماثيل رئيسهم المخلوع، والمنظر الثاني ظهور الشيخ احمد الكبيسي كأول المستفيدين من النجاح الاميركي، رغم انه كان اول الشاتمين للحملة قبل ان تبدأ! مع هذا فوصوله الى مسجد ابوحنيفة في بغداد وقيادته الجماهير المتظاهرة في أول تحرر شعبي بعد الحرب يوم الجمعة الماضي، تحت الحماية الاميركية، دليل على نجاح التغيير السياسي.
لكن كيف انتقل الشيخ من استوديو دبي الى جامع ابوحنيفة، سؤال اثار انتباه الكثيرين وقسمهم بين مؤيد متحمس ورافض مستنكر. فالمؤيدون يرون فيه مواطنا عراقيا من حقه ان يعود الى بيته، ويخطب في مسجده، ويقود جماهيره، ويمتدحون رسالته بالتوفيق بين ابناء الطوائف على انها شهادة له، كما ان موقفه ضد الاميركيين شجاعة تحتسب له ايضا.
اما الرافضون فهم غير مصدقين ان الرجل الذي كان يعارض الحرب ويحذر من نتائجها يصبح اول المستفيدين منها. قال احدهم مستغربا، ألا ترى ان المعلقين العرب ظلموا احمد الجلبي لأنه جاء مع القوات الاميركية. على الاقل الجلبي هو الذي دفع الاميركيين باتجاه مقارعة صدام، وافنى عشر سنوات من حياته لا شغل له سوى ترتيب اطاحة صدام، وبالتالي يستحق ان يعود ويشارك في الحكم. اما الشيخ الكبيسي فانه امضى سنواته الماضية مهادنا للنظام مسترخيا في دبي، وها هو يقفز في اول فرصة ليحصد ما قاتل غيره من اجله، ثم يدعي بطولة مواجهة القوات الاميركية بعد ان كان يتحاشى نقد النظام العراقي.
والحقيقة لا يستطيع احدنا ان ينكر على الكبيسي شيئا لان حساباته السابقة كانت خاطئة عندما قال ان الحرب لن تفلح، فافلحت فصار من اول قاطفي ثمارها. اعتقد ان الكبيسي لم يتجن على احد عندما ذهب الى مسجده لكنه بالتأكيد اخطأ في نقل تجربة الفضائيات الى المسجد فضمن خطبته شتائم وسخرية شخصية لا تليق بمكان المسجد ولا رسالته ولا تنسجم مع دعوته للتسامح. كنا نتمنى ان تتنزه الوسائل الاعلامية عن هذا الاسلوب لا ان تصيب المساجد بعدواها، فيحول الكبيسي خطبة الجمعة الى برنامج ساخر يهزأ فيه من رئيس دولة ومسؤول الجامعة العربية والامم المتحدة. نريد ان نحارب ثقافة الاعلام الشعبي لا ان يستخدمه الكبيسي في موعظة الجمعة. لا احد يريد ان يرى الوزير المخلوع الصحاف يخرج من حياة بغداد ومعه لغته وشتائمه ليدخلها امام مسجد يعتلي المنبر مقلدا اللغة نفسها، بعد ان ظننا اننا مقبلون على سنة جديدة فيها احترام للآخر مهما اختلفنا معه ومهما كان منصبه.
لكن الموضوع الأكثر خطورة من ترويج بذيء الكلام هو اشاعة الفتن السياسية. وهنا احسن الكبيسي عندما أم مواطنيه شيعة وسنة ووعظ في خطبته على ما يجمع لا ما يفرق. فصدام، بما ارتكبه، وحد العراقيين على كراهيتهم له ونظامه، وما كان السنة عربا واكرادا الا من ضحاياه، بل وكما رأينا حتى اهل بلدته تكريت.
لكن على البعض ألا يوحي له ظهور الكبيسي على المنبر بانه عمل سياسي بارع، كسني يقف في نفس خندق البغداديين ليصبح صوتهم الموازي للقيادات الشيعية والكردية. الحقيقة انه ليس عملا بارعا، لانه سيكون مثل تاريخ ارسال بن لادن لتحرير افغانستان من السوفييت، فالثمن صار اغلى من السلعة. ان العراقيين، رغم ما وصموا به ظلما، من تفكك وتناحر، تعايشوا بينهم اكثر من كثير من المجتمعات العربية والاسلامية. فمعظم صراعاتهم محصورة بين القيادات السياسية. فالحل لفسيفساء العراق مدني، يحترم الناس كافراد ويمنحهم حق الاختيار الحر، بعيدا عن حصرهم في دوائر شيعية او سنية او كردية او تركمانية او مسيحية.
__________________________
شكرا لك دكتور حيث شجعتني علي نقل وجهة النظر المختلفة
كما نشرت الشرق الوسط في عدد يوم الاحد 20/4/2003 الموضوع التالي علي وجه الصفحة الاولي والخامسة كما يلي :
___________________
مفاجأة ظهور الكبيسي في بغداد تثير موجة تأويلات وتفسيرات
الداعية العراقي مقيم منذ سنوات في الإمارات ومعروف بمواقفه الحادة ضد معارضي صدام
أبوظبي: «الشرق الأوسط»
فتح الظهور المفاجئ للدكتور احمد الكبيسي، الذي أمّ صلاة الجمعة في مسجد ابي حنيفة اول من امس في حي الاعظمية، الباب امام تفسيرات وتأويلات وجدل في الاوساط السياسية والاعلامية العراقية والعربية.
ومصدر المفاجأة ان الكبيسي المولود عام 1935 في محافظة الانبار بالعراق يقيم في دبي بدولة الامارات منذ 5 سنوات وهو معروف كداعية اسلامي بفضل برامجه واحاديثه الدينية في القنوات التلفزيونية العربية خاصة قناة دبي، وهو ليس محسوبا على المعارضة بل ان البعض يعتبره اقرب للنظام السابق، فتصريحاته الى ما قبل سقوط بغداد بقليل كانت تصب في مجملها لمصلحة نظام صدام حسين، وكان يهاجم المعارضة العراقية ويصفها بأقذع الاوصاف. وكان الكبيسي يعمل حتى 1997 استاذا للدراسات الاسلامية في جامعة بغداد.
ومن بين ابرز التأويلات لظهوره، القول بأن الدكتور الكبيسي ذهب الى بغداد على عجل لسد الفراغ الموجود في الشارع السني ومواجهة الحشد الذي تشهده الساحة الشيعية التي بدت وكأنها تسيطر على كامل المشهد السياسي.
وهناك تفسير آخر وهو ان الدكتور الكبيسي حاول الاستفادة من حالة الالتباس حول موقعه من النظام السابق ليكون جسرا بين قوى المعارضة الجديدة خاصة السنية منها وبعض اركان النظام السابق الذين يمكن اعادة تأهيلهم وادماجهم في الحياة السياسية من جديد.
والتفسير الثالث هو ان الدكتور الكبيسي شكل رأس رمح لقوى سياسية واقتصادية اقليمية تحاول ان يكون لها دور في العراق الجديد.
________________________
الشرق الاوسط 20/4/2003