لنحول إتجاه الموضوع نحو تطويره و نبدأ من فكرة أن الحضارة الغربية (أحسن) من الحضارة الإسلامية أو من غيرها...ردي سوف يكون بمناقشة الفكرة من زاوية نظريات التفوق الغربي و من تولى هده النظرية طبعا أناس كثيرون على رأسهم يقف فوكوياما و هنتنغتون
و رغم الداء و الأعداء, كما يقال،و رغم الإعتراضات التي جوبهت بها فكرة نهاية التاريخ فلم يستنكف صاحبها أبدا أن يستمر معانقا تفسيره الخطي للتاريخ مبشرا بالرأسمالية الليبرالية كفردوس في الأرض لم يسبق للبشرية أن عرفت له مثيلا و لن تعرف أبدا خيرا منه
و لا يفوت فوكوياما أن يلبس الظرف الراهن ليركب على موجة العداء ضد الإسلام الدي يصفه بأنه النضام الثقافي الوحيد الدي ينجب أمثال أسامة و الطالبان من الدين يرفضون الحداثة و كراهيتهم ناتجة عن شعور بالحقد ضد التفوق الغربي
هكدا و بتهافت سادج ينشر فيما هو يحاول إنقاد فمرته عن نهاية التاريخ من مواتها أفكارا لا يمكن أن تصنف الا ضمن التحريض ضد الإسلام و المسلمين
فما جام المسلمون هم الأكثر تبرما من الحداثة الغربية فلا بأس من شن حرب مقدسة ضدهم و مسحهم من على وجه البسيطة
ثم هنتنغتون و رغم أنه يبدو من الداخل مختلفا عن إنغلاقية فكرة نهاية التاريخ باعترافه بأن هناك حضارات أخرى منها الإسلامية فإنا نجده يقترح على الغرب خطة طوارئ تدعو الى سحق كل الحضارات المعادية و احتواء الحضارات القريبة انطلاقا من بدهية نشوب الصراع أو الصدام
و هو في النهاية(هنتنغتون) يقودنا الى تأكيد إيمانه بالنمودج أحادي الخط أي تفوق الحضارة الغربية
و هكدا تلتقي في المحصلة النهائية نظرية نهاية التاريخ و نظرية صدام الحضارات في اعتبار حضارة الغرب هي الحضارة العالمية المناسبة لكل البشر و كل منحرف عنها هو إنسان غير طبيعي
و بقي أن نتساءل نحن
هل فعلا حضارة الغرب هي سقف التطور الإجتماعي و البشري الدي لن يسمح التاريخ باختراقه؟
لا شك أنها قراءة سادجة للتاريخ, و لجدليته و لمنطق التدافع و التنافس بين الناس و حتمية الدورة التاريخية كما وصفها ابن خلدون
و لدور الهوية و الدات واللغة و الدين و التقاليد و اختلاف ثقافات البشر و حضاراتهم
قراءة سادجة و ربما مريضة هي التي تفضي بأصحابها الى تمجيد النمودج الواحد و افتلراضه الأكمل و الأمثل
من يحكم على البشرية بالإختيار الحضاري كمن يحكم عليها بأن تموت قبل أن تموت
و إلا فمن يصدق فعلا أن حضارة الغرب هي الكمال لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ؟
كيف لعاقل أن يمجد نضضاما حضاريا تكون إسرائيل وليدته المدللة؟
و مادا عن الحروب الفضيعة و الآلام التي شنها الغرب الإمبريالي و ما يزال ضد شعوب العالم الثالث
بما فيه العربي و الإسلامي التي لم تترك لحالها مند بدأت تشتم أولى نسمات النهضة إبتليت بويلات الإستعمار البريطاني و الفرنسي و غيره
ثم زرع في كيانها نبت شيطاني اسمه اسرائيل، ساق العرب الى حالة من الحرب و اللاحرب،من السلام الكادب و الإقتتال و الإستنزاف كما ساق قادتهم إلى حالة يرثى لها من الإنبطاح لم تزدها حرب الخليج و الحرب الراهنة إلا رثاتة و تهرِؤا؟
و لم يترك الغرب الإمبريالي شعوب العرب و المسلمين أحرارا في اختيار أنظمتهم بل أحصت عليهم أنفاسهم و ساندت عديدا من الحكام المستبدين القائمين عليها
من كان يتصور أن يصير الجمر خبيثا إلا في هده الحضارة الغربية التي ينظر فوكوياما و هنتنغتون لكمالها و (عدلها المطلق)؟
إن أقل ما يمكن أن يعتبر فكر هدين المحللين الإستراتيجيين هو أنه من صنف الفكر الدعائي الدي عرفته كثير من أزمات التاريخ
فكر أهون من بيت عنكبوت لا يلبث أن يتبخر بتبخر الأنظمة التي تسعى الى أسر البشرية في نفق العقل الواحد و القلب الواحد
رغما عن أنف فوكوياما سيل التاريخ يسير
و ضد هنتنغتون حضارتنا الإسلامية قادمة و لن تحتاج إلى صراع أو صدام مع حضارته لأنها تحتضر الآن....و موتها صار مسألة وقت فقط
و دمتم
__________________
حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ...
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ...
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ...
|