# آفـة للعقـل وبــلاء للمجتمــع .
وصلت مشكلة إدمـان المخدرات والمشروبات الكحولية إلى مرحلة حرجة عند البعض في كل أنحاء العالم ، وعلى الرغم من قيام أعداد كبيرة من المتخصصين في العلوم الصحية والوقائيـة بمعالجة المشكلة ، فإنهم لم يصلوا إلى نتائج مرضية كما كانوا يتوقون ، لأن الحل الأساسي والمعالجة الرئيسية يجب أن يكونا من قبل كل أفراد المجتمع .
في الوقت الحاضر وضع الكثير من الشباب وكبار السن وحتى الأطفال عقولهم وأفكارهم تحت سيطرة المواد السامة .
ويمكن تقسيم فئات الإدمان إلى ثلاث مجموعات .. الأولى يدمن أفرادها السموم لأن فضولهم يدفعهم إلى استكشاف تلك المواد وآثارها ، والثانية تدمن تلك السموم لإعتقادها الخاطئ بأنها تجلب الإطمئنان النفسي واللـذة ، والثالثة يحاول أفرادها نسيان الواقع عن طريق الإدمان لتأثرهم بحوادث الحياة المضطربة أو باالتجارب المؤلمة .
وعلى الرغم من أن استعمال المواد المخدرة يرجع إلى قرون متأخرة في التاريخ البشري ، إلا أن هذا البلاء يرجع إلى قرون متأخرة في التاريخ البشري ، إلا أن هذا البلاء الإجتماعي وصل إلى حد الذروة والوقاحة في الوقت الحاضر .
إن مشكلة الإدمان من المصائب البشرية حالياً حيث يفقد المدمن أعظم نعمة إلهية أنعم بها الله سبحانه عليه وهي نعمة العقل والتمييز .
فإذا كان العقل هو قوة الروح في الإنسان ، فيمكننا تشبيه الروح باالسراج والعقل باالأنـوار الساطعة من هذا السراج ، أو أن الروح هي الشجرة والعقل هو الثمر ، لأن العقل في النهاية هو كمال الروح والصفة الملازمة له مثلما أن شعاع الشمس من اللوازم الذاتية للشمس والصفة الملازمة لها ، ومن الواضح أن قوة العقل والتعلم بميزان الإنسان عن سائر المخلوقات وحفظ هذه الموهبة والنعمة الإلهية يحتسب من الوظائف الأساسية للإنسان ، ولا يقف تأثير المواد المخدرة عند حـد الفتك باالعقل البشـري ، بل يتعداه إلى الجسد الذي هو عرش للحقيقة الروحانية لكل إنسان ، حيث أن في الإنسان طبيعتين جسدية وروحانية والطبيعة الجسدية مصدر لكل كمال ، وإذا ما اكتملت هذه الطبيعة فيه فسوف تظهر كل الصفات والكمالات العالية لديه ، وإذا ما تفوقت الطبيعة الجسدية أو المادية ، فإن صفات السـوء والشـر تعـم عليه مثل عدم العدالة والطمع ، واغتصاب الحقوق ، وغيرها من التحركات الغريزية في الإنسان ، أي أن الأعمال والصفات السيئة تظهر إذا ما تسلطت الطبيعة المادية ، وهذه الطبيعة هي التي تقرر استعمال المواد المخدرة ليأتي هنا دور الإرادة في الإنسان التي تعمل على محاربة المدمن لمشكلة إدمانه ودفعه إلى اتخاذ القرار الحاسم ضد هذه السموم ، لأنه سيدرك تماماً أن استعمال مادة خارجية لملء الفراغ الذي يحس به من الداخل ، أو لإيجـاد حس الإعتماد والإطمئنان ، عمل لا فائدة منه حيث لا راحة لأي إنسان إلا بإعراضه عن نفسه الأمارة باالسوء ، وإقباله على الله سبحانه وتعالى وسيقول في نفسه: " لقد خلقني الله غنياً فكيف أفتقر عزيزاً ، فكيف استذل ؟ " . وليردد دعاء يدخل الطمأنينة إلى النفس باالقول: [ ربي اجعل رزقي جمالك وليكن شرابي وصالك ، اجعل أملي رضاءك وعملي ثناءك وليكن أنسي ذكرك ، ومعيني سلطانك ومستقري مقرك لأنك أنت الله المقتدر العزيز القدير ] .