رد شيخنا ووالدنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك على الوليد بن طلال-هداه الله-
رد شيخنا ووالدنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك على الوليد بن طلال-هداه الله- وجوب الحذر من التلبيس ولبس الحق بالباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله,,,أمابعد: فإن من أخلاق اليهــــود التي ذمهم الله بها في القــــــرآن لبس الحق بالباطل قال الله تعالى في خطابه لأهل الكتاب؛اليهود ((ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحـــــق وأنتم تعلمون)) وقال : ((يا أهل الكتاب لم تلبسون الحــــق بالباطـل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)) .
ولبس الحق بالباطل خلطه به ليروج الباطل ويقبل لأن في ذلك تلبيساً على الجهال ممن لا بصيـــرة له ولا فرقان . وقد وقع من كثير من الكُتّاب والصحفيين مشابهـة اليهود والنصارى في ذلك , ومن أسوأ ما نشر في بعض صحفنا المحلية مما يتضمن هذا المسلك التضليلي الإعلان الذي يتضمن دعم ودعوة شركة المملكة الشابات السعوديات اللاتي يرغبن أن يكن كابتن طيار وفــق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء على حد قولهم . وقد تضمن الإعلان عدداً من المنكرات :1/ نشر صورة المرأة سافرة حاسرة عن رأسها وهي تصافح مديرالشركة بحضور والديها,وهذا مشهد منكر باتفاق أهل العلم.
2/ الإشادة بالعمل الذي اختارته كابتن طيار ونسبة ذلك الاختيار إلى حسن تربية والديها , واعتبار ذلك من آثار تربيتها تربية إسلامية صالحة .
وفي هذا من التلبيس والافتــــراء على الإسلام مالا يخفى على عوام المؤمنين فضلاً عن العلماء , فهل يدعو الإسلام إلى تعمل المرأة كابتن طيار مع ما يصاحب هذا العمل من تبرج واختلاط ومصافحة للرجال وسفر بغير محرم . والصورة في الإعلان شاهدة على أن ذكر الإسلام زور وتلبيس .. هذا من الجهة الشرعية , وأما من جهة العقل كيف تُقدم امرأة من طبعها الضعف وسرعة الانهيار عند الأزمــات والأخطـــار كيف تقدم على الشباب الرجال الذين جعل الله في طبعهـم القوة والشجاعة والقدرة على التصرف في المواقف الحرجة ولأجل ذلك كان عمل المرأة كابتن طيار عمل شاذ لا يقدم عليه من النساء إلا القليل في حالات نادرة . ومن نماذج التلبيس في الإعلان تصديره بآية وحديث إشارة إلى شرعية عمل المرأة في جميع المجالات التي يعمل فيها الرجال وللإمعان في التلبيس تأتي العبارة المألوفة [ وفق تعاليم الشريعة الإسلامية ].
وفي الختام : ندعو الجميع إلى التــوبةإلى الله من جميع المنكرات والمجاهرة بهاوالتلبيس على الناس بزخرفة الباطل بإظهاره بصورة الحق المشروع .
نسأله تعالى التوفيق للتوبة النصوح , والعصمة من مضلات الفتن ماظهر منها ومابطن .. إنه التــــواب الرحيــم والمنان بالهداية إلى صراطه المستقيم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أملاه /عبدالرحمن بن ناصر البراك
..حفظه الله..
________________________________
الشيخ :عبدالرحمن بن ناصر البراك
..حفظه الله
أسمه ونسبه:
عبد الرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك ، ينحدر نسبه من بطن آل عُرينه المتفرع من قبيلة سُبيع المُضريه العدنانيه ، ميلاده: -ولد الشيخ في البكيرية سنة 1352هـ0 -كف بصره وهو في التاسعة من عمره0 -توفي والده وهو صغير فلم يدركه ، وتولته والدته فربته خير تربية .
مشايخه:
بدأ الشيخ طلب العلم صغيرا ، فحفظ القران باكرا ، ثم شرع في القراءة على العلماء ، من مشايخه : الشيخ: عبد العزيز بن باز ، الشيخ: محمد بن مقبل المقبل(قاضي البكيرية) ، الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله السبيل (قاضي البكيرية والخبراء والبدائع بعد شيخه ابن مقبل) ، الشيخ: صالح بن حسين العراقي00قرأ عليهم الشيخ في التوحيد والفقه والحديث والتفسير والعربية والفرائض والأصول0
دراسته في المعهد والكلية:
التحق الشيخ بالمعهد العلمي في الرياض أول افتتاحه في 1/1/1371هـ ، ثم تخرج في كلية الشريعة سنة 1378هـ ، وتتلمذ في المعهد والكلية على مشايخ كثيرين أبرزهم: محمد الأمين الشنقيطي و عبدالرزاق عفيفي وآخرين0 و أكبر مشايخه عنده وأعظمهم أثراً في نفسه شيخه ابن باز الذي أفاد منه أكثر من خمسين سنه بدءاً من سنة 1369هـ في الدلم إلى وفاته سنة 1420هـ ثم شيخه العراقي الذي أفاد منه حب الدليل ونبذ التقليد ، والتدقيق في علوم اللغة والنحو والصرف والعروض0
الشيخ والتدريس:
مارس الشيخ التدريس في معهد الرياض سنة 1379هـ الى سنة 1381هـ، ثم انتقل إلى كلية الشريعة ثم إلى كلية أصول الدين بعد افتتاحها إلى أن تقاعد سنة 1420هـ ، ورغبت الكلية التعاقد معه فأبى ، كما راوده سماحة الشيخ ابن باز على أن يتولى العمل في الإفتاء مراراً فتمنع ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في الصيف في دار الإفتاء حيث ينتقل المفتون إلى الطائف ، فأجاب الشيخ حياءً ، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه0 وبعد وفاة الشيخ ابن باز عاود خلفه سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الطلب إلى الشيخ عبد الرحمن أن يكون عضو إفتاء وألح عليه في ذلك فامتنع وآثر الانقطاع إلى التدريس في مسجده الذي هو إمام فيه وهو مسجد الخليفي بحي الفاروق شرق الملز ، والتدريس في بيته وفي مساجد أخرى ، إضافة إلى إلقاء المحاضرات في مدينة الرياض وغيرها من مناطق المملكة وتبلغ دروسه الأسبوعية أكثر من عشرين درساً في علوم الشريعة المختلفة ، ويتميز الشيخ بإقراء علوم اللغة والمنطق والبلاغة ، وغالب طلابه من أساتذة الجامعات والدعاة ومن المدرسين ، وكلهم به بررة ، محبون له معظمون لعلمه0
وللشيخ زهد في الشهرة وولع بهضم نفسه وتواضع عجيب ، ومن ذلك استنكافه عن التأليف مع استجماعه لأدواته وعدته من سعة المعلومات وحفظ الأدلة والعقل الحصيف الذي يميز مدارك الناس ومناط الخلاف وله قدرة عجيبة في تحرير محل النزاع ، ولو فرغت الأشرطة التي سجلت دروسه ولو جمعت تعليقات الطلاب التي تلقفوها من بين شفتيه لرأى الناس في الشيخ عالماً نحريرا وبحراً دفاقاً0 أسأل الله أن يهيئ للشيخ من يجمع علومه ويدون فتاواه فإنها محررة قائمة على الدليل والتحري ، وبعد النظر ، أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله ، كما اسأله سبحانه أن يمد في عمره على العافية وتقوى الله سبحانه وتعالى . وأملي في الله أن لا يكتشف الشيخ كاتب هذه الأسطر ، فلو علم به لغضب عليه ولحاسبه حساباً عسيرا
|