بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي المنان الموجود أزلا وأبدا بلا مكان والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان وبعد:
الأخ وهاج, إن ما ذكره الأخ هو بعينه عقيدة أهل السنة والجماعة والمخطئ أنت ولا شك لأمور:
1- اتباعك للمتشابه وقد ذم الله تعالى المتشابهات وكلامك فيه تناقض لا ينطبق أوله مع ءاخره فكيف تعتقد بأن الله له استواء يليق به من غير أن تقول كيف ثم تثبت لله الجهة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
2- ماذا تقول في قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم. ؟ وهذه من الآيات المتشابهات
إن قلت معنا بالعلم فقد أولت تأويلا تفصيليا وهو مذهب الخلف وإن قلت معنا من دون تكييف فقد أولت تأويلا إجماليا وهو مذهب أغلب السلف.
وإن أخذت بها على ظاهرها فهذا مناقض لقوله بأنه تعالى في جهة فوق لأنك عندها تكون قد كذبت الآية إذ معناها يكون: وهو في كل مكان بذاته والعياذ بالله من الكفر وهذا مناقض لكونه في جهة فوق.
ماذا تقول في أن السماوات تحت العرش كما ورد بأن العرش سقف الجنة ومنه تنبع أنهارها؟ فلو قلت على العرش فقد نفيت كونه في السماء - وهذا صحيح فهو تعالى كما مر ليس في السماء ولا في أي مكان - كما نقل الإمام الطحاوي هذا عن أهل السنة والجماعة.
لم يعترض احد على الإمام الطحاوي وهذا من المسلمات ولم يقل أحد بأنه كذب في نقله هذا والإمام الطحاوي سلفي صالح إمام مجتهد بعيد كل البعد عن الافتراء على أهل السنة.
فكيف تقول بأن هذه النقول ضعيفة ولا قيمة لها؟ هذا الكلام ليس شيئا وقد قبل هذه العقيدة عصر السلف في زمن الامام الطحاوي إلى يومنا هذا فكلامك أنت يا أخ وهاج لا قيمة له البتة.
هل تستطيع ان تجيب على هذا السؤال: الله تعالى هو خالق المكان, وكان موجودا قبل المكان قطعا - ومن شك في هذا كفر - ثم خلق المكان والله تعالى غني عن العالمين, وهل خلق المكان ثم انتقل إليه والعياذ بالله؟ لو كان كذلك لكان متغيرا والعياذ بالله من الكفر والمتغير كما تعلم مخلوق ولو كان الله متغيرا فما معنى الآية إذا: ليس كمثله شىء.
يصير معنى الآية لغوا على حد كلامك لأنه لو كان في مكان لكان متغيرا من حال إلى حال بعد أن خلق المكان.
تستدل بآية الاستواء, ألم تعلم بأن استوى لها نحو ستة عشر معنى؟ فمن قال لك بأن المراد بالاستواء الاستقرار؟ هذا يستحيل على الله لأن لازمه التغير والتغير يكون في المخلوقين لأنه صفة الحدوث.
وقد نقل الإجماع - والإجماع قطعي لا تجوز مخالفته ولا شك - غير واحد من الأئمة على أن الله تعالى موجود بلا مكان - كما كان تعالى قبل خلق المكان - والله تعالى لا يتغير.
أما قولك بأن المسلمين وكذا الكفار إذا أرادوا شيئا فيه طلب ودعاء يتوجهون إلى السماء, فهذا لا يصلح دليلا ولا أدري كيف اعتبرته دليلا والناس يتوجهون إلى الكعبة في الصلاة لأنها قبلة الصلاة والسماء قبلة الدعاء كما قال الأئمة ومنها تهبط الملائكة بالرحمة والعذاب.
أليس الله كان بلا مكان قبل المكان؟ بلى لأنه خالقه, والله ليس كمثله شىء وكما هو حال المسلمين يقولون: سبحان اللي بيغير وما بيتغير.
وهذا - مع عدم صحة الاستدلال بالناس - إلا أنه جواب مناقض لما تدعيه من الفطرة فسبحان الله وقد قال الإمام البيهقي في كتابه ( الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة) بأن الاستواء ليس بمعنى استقرار بعد تحرك او استقرار في مكان ..... إلخ.
هــــــذا هو اعــــــــتــــــــــقــــــــــاد السلف أهل السنة والجماعة ومن اعتقد أن الله موجود في مكان فقد خرج عن اعتقاد أهل السنة والجماعة والنصوص على هذا كثيرة جدا لا تحصى
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الأمين
|