بجوار الكعبة... ترحيب بالعملية الاستشهادية-بقلم: محمد العوضي-(11-8-2001)
لم أعلم بخبر العملية الاستشهادية الضخمة التي وقعت ظهيرة يوم الخميس إلا بعد صلاة المغرب أي بعد الساعة السابعة مساءً، وذلك عندما التقيت صدفة بمن في الحرم من المعارف وغير المعارف, والأمر الجامع بين هؤلاء الذين علموا بخبر العملية الاستشهادية هو الترحيب بالعملية, والافتخار بأبطال الأقصى.
أول من لقيته شاب عرّفني بنفسه، موسى العنزي، من الكويت من محافظة الجهراء مدينة القصور، الشاب يقول يا أخي الناس تريد أن تضحي من أجل الأرض والعرض والأقصى والثكالى والأطفال,,, ألا توجد طريقة يتفق عليها العرب في فتح باب الجهاد للشباب ضد اليهود,,, وبعده رأيت شابا اسمه بدر الوزان قال إنه رئيس قسم الاجازات في وزارة الأوقاف بالكويت يقول: أخذنا نهلل من الفرح أنا والسبعة الذين معي في الفندق بعد سماع الخبر.
وقبل آذان العشاء صادفني ابراهيم الشريجي، مراقب الشؤون الهندسية في وزارة الإعلام عندنا، ثم رأيت بدر السميط رئيس اتحاد طلبة الكويت في الجامعة كلاهما يبارك العملية الاستشهادية, وقبل ذلك التقيت عبداللطيف العلي جاء لتوه من المستشفى السعودي الألماني وقد أخبروه بإجراء عملية عاجلة لانسداد الشرايين في قلبه وان سفره في الطائرة فيه خطورة على صحته، لكن عبداللطيف يشعر بأن العملية الاستشهادية لينت بعض الشرايين ووسعت مجاريها.
واستوقفني شابان فلسطينيان من الأردن معهم أطفال صغار، قالوا: سبحان مجمع القلوب، ودار بيننا حديث طويل ولما ذهبنا إلى التوسعة وإذا بالدكتور عبدالله محارب يجلس, الحديث كله دار حول العملية الاستشهادية وقضية المسلمين في مأساة ما يجري على أرض فلسطين المغتصبة وجاء بعض شباب الثانوية من الإمارات العربية المتحدة يلفون على رؤوسهم العمائم ثم جاء زوج بنت العالم الراحل عبدالله الأنصاري، العالم القطري ثم عم الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ,,.
كل هذه اللقاءات وغيرها ممن لا أذكر أسماءهم ولا أعرف أشخاصهم كانت بين آذاني المغرب والعشاء، وكأن دوي الانفجار الهائل في القدس الغربية ضد اليهود أصوات تغاريد الطيور عند البكور في آذان المصلين.
ان المسلم ممنوع من الاعتداء حتى على النملة، ولكن ما تصنعه الوحشية الصهيونية بالمسلمين وتخاذل النظام الدولي والعربي، والكبت والاحباط التي تعيشها الشعوب تجاه حكامها وأنظمتها تجعلها أقل شيء أن ترحب وتدعو وتنتعش وتنفس وترجو أن يفعل هذا الرد على العدوان بالمثل تغيراً في الواقع,,, واقع الشعوب وواقع الحكام وواقع العدو,,, بعد صلاة العشاء ذهبت إلى مطعم الأموي في العزيزية، واذا بصديقنا الدكتور المعيد في جامعة أم القرى صالح الحويسي يبادرني بصحن فيه فلافل قلت ما هذا؟! قال أحد الزبائن يوزع الطعمية مجاناً فرحاً بالعملية الاستشهادية,,, ويوم الجمعة بعد صلاة الظهر والخطبة، ذهبت إلى «الراية» مركز تجاري كبير لأخذ الجرائد «الحياة» و«الشرق الأوسط»,,, واذا بمجموعة من المطربين غاية في الحماس يقرأون ويتحاورون ويباركون التفجير,,, باختصار أيتها الحكومات هذه هي الشعوب في مشاعرها ومواقفها واستعدادها فأين أنتم؟