بسم الله الرحمن الرحيم
( المطلوب صالح العوفي يتلقى أعظم خيانة وغدر ، وليشهد التأريخ)
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي أصطفى وبعد:
يقول الله تعالى:
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10)
ويقول: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) [الصف: 5] .
وقال تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) [الأنعام: 110] .
الجميع سمع بما حصل أثناء مداهمة رجال الأمن البواسل ، الفرقة المارقة
أحفاد أبن ملجم في حي الملك فهد بمدينة الرياض وماذا حصل أثناء المداهمة
حتى مكن الله جل بالقضاء على بعض المطلوبين أمنياً ،
والذي يهمني في هذا المقام ، هو الوقوف على الموقف العجيب الذي حصل أثناء المداهمة ،
ذلك الموقف الذي يدل على خسة ونذالة وحقارة هذه الفرقة المارقة ، التي جعلت من الخيانة والغدر والغش شعاراً لها.
نعم لقد حصل موقف يدل على فساد معتقد هؤلاء وعلى فقد إحساسهم وعلى سوء نياتهم وفساد قلوبهم.
لقد قاموا ورب الكعبة بعملٍ مخجلٍ ومؤسفٍ ومخزي والعياذ بالله .
ذلك العمل يتمثل:
بهروب المطلوب
صالح العوفي مع بقية المطلوبين تاركاً من يا ترى؟
هل ترك البقية من أخوانه المطلوبين؟
هل ترك ماله وسلاحه؟
كلا ورب الكعبة؟
بل ترك أغلى شيء في حياته بعد والديه؟
ترك زوجته المسكينة وأطفاله المظلومين تحت هدير صوت الرشاشات
وتفجير القنابل وبين من لايخاف الله جل وعلا ممن يدعي حب الجهاد والإسلام ،
لقد تركهم وهم في حاجة ماسة إليه وهم يصارخون ويبكون من هول مايسمعون ويشاهدون ،
لقد تركهم بعد أن ظنوا أن والداهم صالح العوفي سيحميهم من غدر الخونة [المجاهدين]
الذين غدروا به وغدروا
بزوجته وأطفاله وجعلوهم دروعاً بشرية ، لتبقى أجسادهم سليمة من الرصاص ...!
لقد تركهم وجراحهم تنزف..!!
وقلوبهم تتمزق خوفاً وهلعاً..!!
وجفونهم تلتهب وعيونهم تبكي!!
ومشاعرهم مجروحة..!!
لقد تركهم
صالح العوفي..!!
للعقول الحائرة..!!
والروؤس الخادعة والجاهلة..!!
أهذه الأخوة الجهادية يا صالح العوفي؟
أهذا هو جزاء زوجتك وأطفالك؟
أهذا هوحقهم عليك؟
أهذا هو مصيرهم؟
أهذا ماكنت تريده ممن تسميهم بالمجاهدين؟
أهذا الذي كنت تسعى إليه وبقية من معك؟
لو قال لك واحد من هؤلاء الأوغاد إني سأعجل من زوجتك
وأطفالك دروعاً بشرية عند الحاجة إلى هذا الأمر ؟ أكنت راضياً بذلك؟
كيف تجرأ ياصالح العوفي وتترك
زوجتك وأطفالك بين يدي هؤلاء الأوغاد؟
بل كيف تأمنهم في بيتك وهم قد خانوا الله ورسوله؟
أي إسلام هذا وجهاد يدعونه أصحابك ياترى؟
وأي عز للدين يبحثون عنه وهم قد جعلوا
الزوجة المسكينة مع أطفالها دروعاً بشرية؟
مستغلين هروبك
ياصالح العوفي؟؟!!
أي خيانة تلك التي ملئت قلوب أصحابك
يا صالح العوفي؟
وأي غدر هذا الذي أستهدف أعز من تحب بعد الله والوالدين
يا صالح العوفي؟
وهل ستأمن بمن غدر بزوجتك وأطفالك أن لايغدر بك وجعلك درعاً بشرياً مستقبلاً؟؟
وياليت شعري ، لو أنك رأيت ذلك الموقف المخزي والعار الكبير من أخوانك
الذين تسميهم بالمجاهدين وقد جعلوا زوجتك وأطفالك المساكين
تحت هدير صوت الرشاشات دروعاً بشرية فماذا عساك أن تقول وماذا عساك أن تفعل؟
أنها الطامة الكبرى والمصيبة العظمى التي نتجت عن التجرد والضمير والإحساس والشعور
تحت شعارات جهادية ملئية بالغدر والخيانة والعربدة ، بتخبط وعشواء؟
إن جرح زوجتك وأطفالك الذي يتسع بتركك لهم وبغدر أخوانك
من المطلوبين والقلوب التي كادت أن تتوقف حتى أظلهم الموت
وحام عليهم الهلاك ، كل ذلك في غياب المنهج الرباني والبعد عن الشريعة
الغراء وجفاء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الولاء ياصالح العوفي لمن غدر بك وبأهلك يشكل أقبح صورة
وأقذر المعاني في سلسلة من المؤامرة والخيانة من أصحاب القلوب
المريضة الذين أصبحت الغاية عندهم تبرر الوسيلة مهما كانت الوسيلة ومهما كانت الطريقة ،
حتى لو خرجت على القيم ولو تجردت المبادئ ولو عدم منها الرحمة
ولو أدت إلى قتل الزوجة والأطفال أوهدم المجتمع أو القضاء على الأمة ،
فلا غرابة أن نرى ذلك من أصحابك يا صالح العوفي فالغدر والخيانة
سمة وشعاراً لهم ، ولنا في قصة عامر الشهري وراكان الصيخان
خير شاهد ودليل على ضياع الهوية وفقدان الإنسانية والرحمة.
والواقع خير شاهد على ذلك وماحصل من قبل الخوارج مع زوجتك
وأطفالك الأبرياء أكبر دليل على فساد عقائد أصحابك الذين خدعوك ،
بل إنهم ليشهدون على أنفسهم بما لايدع لأحد أدنى شك في إنحطاط مستواهم الفكري والعقدي.
أفلا يخجلون ويطأطئون رؤوسهم؟!!
وإني اقول لك ياصالح العوفي؟
ألا من توبة؟
ألا من رجعة؟
ألا من عودة إلى الله؟
ألا من غيرة على زوجتك وأطفالك وعلى أمتك الجريحة؟
بل أين نخوتك وفطرتك؟
إلى متى ستسمر هذه الغفلة؟
قل لي بربك؟
هل تنتظر أن تصبح درعاً بشرياً بين يدي هؤلاء الأوغاد أو ترمى
في حفرة خارج البلاد كما رمي عامر الشهري أو اتنشر كما نشر غيرك؟؟
إن الأمر لمخزي وإن الحال لمحزن وإن الخطب لجليل وإن الخطر عظيم
أيها المطلوب صالح العوفي مازلت أنتظر منك رجوعك إلى الحق والمسارعة
بتسليم نفسك والتكفير عما بدر منك في حق أمتك ووالديك وزوجتك وأطفالك
الأبرياء الذين افتقدوا حبك وحنانك عليهم وحقن دماء المسلمين والرجوع
إلى جادة الطريق والهدى ، فالحق أحق أن يتبع ولا تجزأ الحق أبداً
ولا يتعدد فالحق واحد والباطل زاهق ولو كانت الغلبة لأهله حيناً من الدهر.
أسأل الله تعالى أن يهديك إلى رشدك وأن يمن عليك بالهداية
والتوبة من عنده ، وهذا ليس على الله بعزيز. وتذكر ان الله تعالى قال:
(ولو انهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا)
وقال جل شأنه وقال تعالى : (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) [المائدة: 49]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
هذه صورة من جريدة عكاظ لزوجة وأبناء صالح العوفي..
وهذه صورة للأسحلة التي ضبطت في بيت العوفي أثناء المداهمة
قاله وكتبه البربهاري
المملكة العربية السعودية
من الساحات