ما لم تسمعوه من شهادات اسرائيلية حول المقاومة
بقلم : صالح النعامي *
من المؤسف حقاً أن أصوات التثبيط المتصاعدة في العالم العربي، تأتي في ظل تواتر الشهادات بالغة الأهمية التي أدلى بها عدد من قادة الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية حول تقييمهم لنجاحات المقاومتين الفلسطينية واللبنانية؛ والتي يشعر معها كل عربي ومسلم بالفخر لانتسابه إلى أمة تضم هؤلاء المقاومين.
فقد قال كارمي غيلون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية " الشاباك " في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، 14/7/2006 : " أنني متأكد أن الحركة الصهيونية لم تكن لتستطيع الاعلان عن قيام دولة إسرائيل لو كان قبل العام 1948 عرب على شاكلة رجال المقاومة الفلسطينية و مقاتلي حزب الله ".
ويضيف غيلون قائلاً :"لولا ما يحدث هو حقيقة ماثلة للعيان، لاعتبرنا أن ما تشهد دولتنا هو مجرد كابوس قاس، عندما تستنزف طاقتها في مواجهة تنظيمات قليلة الإمكانيات، مع كل ما نملكه من أسباب القوة ".
ويذهب سلفه في المنصب الجنرال عامي ايالون ، والذي اشغل أيضاً منصب القائد السابق لسلاح البحرية والنائب عن حزب العمل الإسرائيلي حاليا، بعيداً بقوله خلال اجتماع لكتلة حزب العمل في البرلمان الإسرائيلي "يجب أن نكون واعين إلى أن ما حصل في الشمال وفي الجنوب كان قصورا. ولكن هاتين العمليتين اللتين نفذتهما حماس في كرم سالم وحزب الله في الشمال كانتا عمليتا كوماندو مركبتين ومهنيتين. انا رجل عسكري مع ماض جدير، واقول لكم أني كنت سأفخر بأن اقودهما".(معاريف 16-7-2006 ).
وهناك من جنرالات الصهاينة المتقاعدين من اعتبر ما قامت به حماس وحزب الله يمثل سبب كافي لكي تنطلق دولة الاحتلال لتوقيع اتفاقيات سلام مع الدول العربية. ويقول الجنرال شلومو غازيت، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية " أمان " في مقابلة مع الاذاعة الإسرائيلية بتاريخ 15/7/2006: " أن كان ثمة استنتاج عاجل يتوجب أن نستخلصه من الخزي الذي ألم بدولتنا في المواجهة الحالية مع حزب الله والفلسطينيين هو أنه يتوجب أن نتوصل لتسويات سياسية مع الأنظمة العربية الحالية، ودفع الأثمان لقاء ذلك. فيحظر على إسرائيل أن تنتظر حتى يصل المتطرفون الى سدة الحكم في الدول العربية. أن تجربتنا القاسية تؤكد باستمرار أننا لا يمكن أن نتوقع في العالم العربي، إلا المفاجآت الصعبة، لذلك فلنتحرك سريعاً لعقد تسوية تقطع الطريق على المتطرفين العرب امكانية استغلال الصراع القائم من أجل الدفع نحو تعاظم قوتهم، فهذا هو الخطر الاستراتيجي الذي يتوجب علينا ألا نسمح له بالتحقق........ وهذا الى حد ما بأيدينا، فكفانا صلف وغرور في غير محله ".
ويسخر افرايم هليلفي الرئيس السابق لجهاز "الموساد " من رهانات إسرائيل على ايجاد " صنائع " لها في العالم العربي، ويقول في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ15/7/2006 : " أن أخطر ما يمكن أن تتوقعه إسرائيل من العرب أن يتوحد الدين مع التوجهات القومية، أن ما نعيشه حالياً يمكن أن يكون نكتة لما قد نعيشه في المستقبل في حال تواصل المد الإسلامي المقاتل في مواجهة الدولة العبرية".
ويضيف قائلاً " إن هذا هو الذي يتوجب أن يقلقنا بشكل كثير، وللأسف أننا لا نحرك ساكناً في سبيل قطع الطريق على تعاظم هذا الخطر عن طريق رفضنا ابداء تنازلات ولو شكلية ". ويحذر من تصديق قادة الدولة العبرية الذين يعدون الجمهور الإسرائيلي بالقضاء على حزب الله من أجل السماح بإيجاد بديل لبناني متناغم من المصالح الصهيونية.
ويقول :"لقد سكرنا من شدة الفرح عندما أعلن شارون بتبجح في العام 1982 أنه طرد منظمة التحرير من لبنان، لنبكي بعد ذلك عندما فوجئنا أن من حل مكان منظمة التحرير هو حزب الله، العدو الأكثر خطراً، الذي مرغ أنف دولة بأكملها في التراب ".
ويحذر وزير الحرب الصهيوني الأسبق موشيه أرنس، من مغبة انضمام شباب المسلمين في أرجاء العالم للمواجهة ضد دولة الاحتلال. ويقول أن ما ينجزه المتدينون المسلمون في مواجهتنا سيدفع مئات الملايين من العرب والمسلمين للاندفاع نحو الحرب المقدسة ضد إسرائيل. أن على دولة إسرائيل ألا تسمح لأصحاب الدعوات الدينية بالنجاح في هذه المعركة، هذا يعني تهاوي قدرة الردع الإسرائيلية في مواجهة العرب والمسلمين، فبعد ذلك سيتجرأ علينا الجميع، عندها سنتحول الى اضحوكة أمام دول العالم ".
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بعد كل هذه الشهادات يمكن أن يتفهم المرء اصوات التثبيط المنطلقة من هنا وهناك.
|