مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-08-2001, 02:50 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb كتاب: هل الكتاب المقدس كلام الله؟ الفصل الثاني ــ الرأي الإسلامي.

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى الحق وسواء السبيل، وإلى صالح الأعمال، وإلى خير الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الذي أخرج اللهُ به الناس من عبادةِ العباد إلى عبادتهِ وحدهِ، ومن جورِ الأديان، إلى عدلِِ الإسلام، والذي أبان اللهُ عزَّ وجل َّ بهِ الحقِ من الباطلِ، والضلالَ من الهدى، أما بعد:

الفصل الثاني ــ الرأي الإسلامي.

صفاقة المسيحيين.

لن تصادف منصراً واحداً من المسيحيين من لا يستوجب من المتحول المأمول(1) أن يقبلَ بداهة بكتابه المقدس، على أنه المصدر الديني الوحيد، سواءً كان يتبع المسيحية الكاثوليكية(2) أو المسيحية البروتستانتية(3)، أو أية طائفة أخرى من بين الألف طائفة وطائفة في الأمة المسيحية. وإن الرد الوحيد، الذي يحتاج أن يستعين به من يواجهُ محاولة منهم إلى تنصيرهِ، هو الاستشهاد بفقرات من الكتاب المقدس، فهي التي ستنفي وتفند تأويلات المنصر.

السؤال الماكر.

وإذا ما أثبت المسلم حجته من الصحائف المقدسة نفسها لِلمسيحيين، ولمْ يستطع أولئك الرهبان أو القساوسة أو الأساقفة دحضها ومعارضتهم لها، فإن المهرب الأمثل لهم طرح تسألهم التقليدي: " ألا تقبل بالكتاب المقدس على أنه كلام الله؟ " وظاهر الأمر أن السؤال يسير، إلا أنه لا يمكن إعطاء جواب مقتضب بنعم أو لا، في أمر مثل هذا. فكما تدركون أنه يحق لِلمسؤول أن يوضح رأيه ويفصل فيه، إلا أن المسيحيين لن يهيئوا له الفرصة أبداً، فإنهم يفقدون صبرهم بسرعة، ويصرون على: " أجب: بنعم أو لا؟ "، لقد تصرف اليهود مع يسوع المسيح بالأسلوب نفسه، باستثناء أنهم على نحو عجيب لمْ يرموه بالجنون، كما هو ديدن هؤلاء المنصرين في هذا الزمان!

ولابد أن القراء يتفقون معي، على أن الأشياء ليست دوماً، أما أسود وإما أبيض، فيوجد بين هاتين النهايتين درجات متعددة من الظلال الرمادية.


فإن الإجابة عن هذا السؤال بنعم، تعني أن المتحاورَ مع المنصر ـ وقد يكون داعية لِلإسلام ـ قد وقع في المصيدة وازدرد الصنارة والمثقال والخيط، قد قبل بالكتاب من سفر التكوين(4) وإلى سفر الرؤيا(5)، وإن الإجابة بلا، ستنقذ المتحاور من الشركِ الخبيثِ الذي نصبَ لهُ، إلا أن المنصرَ عندها سيستنجدُ بمتبعي ديانتهِ من الحضورِ محتجاً: " إذا لمْ يكن هذا الشخص مؤمناً بالكتاب المقدس، فكيف يحق له الاستشهاد بنصوصه؟ "إنهم كالأفاعي الخرافية متعددة الرؤوس، وستجده راضياً بهذا المفر الذي تخلص به من مواصلة النقاش. فما الذي يتوجب على الداعية عمله؟

يجب عليه أن لا يعير سلوكهم هذا أي انتباه، وعليه أن يستمر في تعزيز رأيه من كتابهم المقدس ذاته، فهذا ما يفترض فيه أن يتبعه سواءً اقروا له بذلك أم لا.

توضيح الآثار الثلاثة.

نحن المسلمين لن نتردد في توضيح رأينا في كتابهم المقدس. فأن المطلع عليه أو الدارس له، يجد فيه ثلاث آثار مختلفة، بل بينة الاختلاف، ولا نحتاج إلى دراسة متعنية لِتميزها، وهي:ـ

(1) ـ فإن القارئ له يستطيع أن يميز الأثر الذي يمكن أن يوصف بأنه كلام الله سبحانه وتعالى.
(2) ـ وإن القارئ له يستطيع أن يميز الأثر الذي يمكن أن يوصف بأنه كلامُ أنبياءِ اللهِ تبارك وتعالى.
(3) ـ كما أن القارئ له يستطيع بيسر أن يميز الأثر الثالث، وجل محتوى الكتاب منهُ، وهو عبارة عن تسجيلاتِ أناسٍ مِمَنْ عايشوا الأحداثَ التي مرت بالناس، أو أناسٍ ممن حُكيت أو نقلت لهم أخبارها، وبذلك فكليهما روايات المؤرخين لِتلك الأحداث.

وحتى أجنبكم مشقةَ البحث عن شواهدٍ أو أمثلةٍ على هذه الأصناف الثلاثة التي يحتوي عليها كتابهم المقدس، فإن الاستشهادات التالية تجلوها لكم، جلاء البلور لِما وراءهُ:ـ

الصنف الأول.

أ ـ " أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. " (سفر التثنية 18:18).

ب ـ أنا ؛ أنا الرب وليس غيري مُخَلِص " (سفر أشعياء 11:43).

ج ـ التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر." (سفر أشعياء 22:45).

فإذا ما دققنا في المعاني، ولاحظنا الضمير المنفرد المتكلم، سواءً المنفصل أو المتصل أو المستتر في الاستشهادات السابقة، فدون مشقة سيسهلُ علينا الموافقة على أنها تبدوا كأنها من كلام الله عزٍَ وجلٍَ.

الصنف الثاني.

أ ـ " صرخ يسوع(6) بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لمَ شبقتني إلهي إلهي لماذا تركتني." (متى 46:27).

ب ـ " فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل: الربُ إلهنا ربٌ واحدٌ " (مرقص 29:12).

ج ـ " فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله. " (مرقص 18:10).

حتى الصبي الصغير يستطيع أن يقول بأن " يسوع " صرخ ؛ و " يسوع " أجاب ؛ و " يسوع " قال ؛ هي كلمات الشخص المنسوبة إليه، وبالتدقيق في معانيها يمكن القول أنها تبدو من كلامِ الأنبياء.

الصنف الثالث.

" فنظر شجرةََ تينٍ من بعيد عليها ورق وجاءَ لعلهُ يجدُ فيها شيئاً فلما جاءَ إليها لمْ يجدْ شيئاً إلا ورقاً، لأنه لمْ يكن وقت التين. " (مرقص 13:11).

المُجْمَلَ الغالبُ من محتوى كتابهم المقدس على هذا النحو الوارد في الاستشهاد المتقدم، أي من الصنف الثالث، لاحظوا ضمير الغائب المستتر، فهو ليس من كلام الله جلَّ وتقدس، ولا كلام نبيٍ من أنبياء الله تبارك وتعالى، بل روايةُ مؤرخٍ، شاهد ما حدثَ لِيسوعَ فرواهُ.

المسلمون يسهلُ عليهم تميزُ كل صنفٍ من هذهِ الآثارَ الثلاثةَ المذكورة آنفاً. فإن التراثَ الإسلاميَ يشتملُ على الأصناف الثلاثة، أيضاً. ولكن بين أتباع الديانات المختلفة، يحظى المسلم والحمد لله تبارك وتعالى بالوضع الأمثل، فبرحمة الله وفضلهِ مصادرهُ الدينيةُ محفوظةٌ في كتبٍ مختلفةٍ ومستقلةٍ عن بعضِهَا:

أولها:ـ أشرف الكلام ، وهو كلام الله عزَّ وجلَّ، وقد أوكلَ حفظهُ لِذاتهِ العلية، ولمْ يعهدْ بذلِك لِبشرٍ، ويُوجدُ في مصحفٍ مستقلٍ لا يخالطُهُ كلامٌ آخر، وقد سماهُ الله تبارك وتعالى القرآن: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً } (النساء:82) أي أن تسميته بالقرآن كانت من الله جلَّ وتقدسَّ؛ { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (لأعراف:204) وغيرها كثير من الآيات. وكما أن له أسماء أخرى لها دلالات عظيمة، الفرقان { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } (الفرقان:1)، الذكر: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر:9)، وغيرها.

ثانيها:ـ أصدق وأشرف قول بعد كلام الله سبحانه وتعالى وهو: حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في كتبٍ مُستقلةٍ عُنِيتْ بجمعها وروايتها والبحث في أسانيدها ورواتها، وتُعرف بكتب الحديث أو السنة النبوية.

ثالثهما:ـ الأثر الإسلامي الثالث بين هذه الأصناف، وهو ما يعرف بالسير أو التاريخ الإسلامي، ويوجد أيضاَ في كتب مختلفة ومتعددة، في مجلدات كبيرة وكثيرة، كتبها وأعدها علماء وموثقون، ومفكرون ومؤرخون أفذاذ، وقد كتب من هم أقل مرتبة من هؤلاء، كما أن هنالك علوم تفرعت لِخدمة القرآن والسنة(7)، صنفت لها الكثير من المُؤَلفات والكتب، حرص المسلمون عبر العصور المختلفة على العناية الفائقة بحفظها وتمايزها من بعضها، في مجلدات مختلفة بوضوح تام.

فلقد ترتب على حفظ الله عزَّ وجلَّ لِلقرآن الكريم، حفظ أحاديث نبيهِ الخاتم صلى الله عليه وسلم، وبقية التراث الإسلامي. والمسلمون وهم مدركون لِهذا الخير، حرصوا على العناية بالحفاظ على هذه النعمة ورعايتها بحذر شديد، وعدم التفريط في ذلك، لِلنجاة مما وقعت فيه الأمم من قبلهم. فكانوا بذلك أسعد أهل الديانات في الدنيا، وعبر التاريخ الإنساني الطويل. بينما نجد أن الكتاب المقدس لِلمسيحيين يحتوي على مزيج متباين ومختلف من الصياغة. فمنها ما يتشكل من نوع مختلط، بل منها ما هو من نوعٍ خسيسٍ ودنيءٍ، ومنها ما هو من نوعٍ فاحشٍِ وداعرٍ. وكل هذه الأنواع جمعت في مجلد واحد، على أنها كلام الرب ـ سبحان الله عما يقولون علواً كبيراً ـ وبهذا تتجلى تعاسة المسيحيين وشقائهم، فهم مجبرون على أن يمنحوا كُلاً من هذه الأنواع ، مقداراً متساوياً من الثقة والاهتمام والتعويل الديني. ومن الغريب أن هذا الاسم أو العنوان لا وجود له في طيات الكتاب المقدس، أي أن الاسم أو العنوان من وضع البشر وليس من وضع الرب، أيضاً.

انتهى الفصل الثاني بحمد الله، ويليه، إ ن شاء الله تبارك وتعالى، الفصل الثالث. فإلى اللقاء أيها الأصدقاء.

وجزى الله عنا الشيخ أحمد بن حسين ديدات خيراً، على أبحاثه القيمة التي أراد بها، أن يساعدنا على الرد على المسيحيين الذين تسلطوا علينا في كل مكان، هذه المواد نافعة لِلدعاة ولعامة المسلمين الذين يتعرضون لأذى المنصرين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخوكم المحب في الله / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين. وآخر دعوانا أن الحمد للهِ رب العالمين.

##############

هوامش: ـ

(1) ـ المتحول المأمول: يقصد المؤلف الشخص الذي يأمل المنصر إقناعه بالتحول إلى المسيحية. ### .
(2) ـ المسيحية الكاثوليكية: هي طائفة مسيحية، واللفظة تعني: كوني، شمولي، علم، متحرر، واسع أفق التفكير. ### .
(3) ـ أو المسيحية البروتستانتية: هي طائفة مسيحية، واللفظة تعني: المحتج، أو المعترض. ### .
(4) ـ سفر التكوين: أول أسفار الكتاب المقدس لِليهود والمسيحيين. ### .
(5) ـ سفر الرؤيا: أو سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، وهو أخر أسفار الكتاب المقدس لِلمسيحيين. ### .
(6) ـ يسوع: هو أسم المسيح في أسفار المسيحيين. ### .
(7) ـ وتحقيقاً لِهذا الحرص فقد أوجد المسلمون من ضمن العلوم التي أحدثوها علم الإسناد واعتنوا به عناية فائقة. وهو العلم الذي يتحققون به من صحة رواية الحديث وسنده إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م