المرأة بين التطرف الاسلامي و النموذج الحضاري الغربي
ان واحد من بين الأوجه المتعددة للصراح الحضاري المرتقب بين النموذج الغربي الموجود و النموذج الاسلامي الذي يتم التنظير له، هو "قضية المرأة"
و ربما يتسائل سائل لماذا يوجد للمراة قضية؟ و الجواب هو في اعادة صياغة السؤال.
لماذا لا يوجد للمرأة قضية؟
ان القوانين و النواميس الكونية التي تقول بغلبة القوي و سيطرته لا نجدها فقط في عالم الحيوان بل يمتد أثرها الى عالم البشر بدرجات متفاوتة بحسب قربهم أو بعدهم عن فهم مقومات الحضارة و العمل بها.
فالمرأة التي خلقها الله لحكمة ما، مختلفة عن الرجل من ناحية التكوين الفزيولوجي و النفساني لتكون مكملة له اصطدمت بواقع غابت عنه هذه الحكمة و من ثم نظر اليها نظرة الدونية فظلمت المرأة عبر التاريخ و في كل المجتمعات تقريبا، و صار لها قضية، سواء كانت مدركة لها كما هو حاصل في المجتمعات المتحضرة أو جاهلة لقضيتها كما هو حاصل مع المجتمعات الأقل تحضرا.
ان الغرب الذي يشكل النموذج الأكثر تطورا لما وصلت اليه المرأة من حقوق،و على ما فيه من جوانب مظلمة سوف نتطرق اليها لاحقا هذا النموذج في الحقيقة هو أكثر انصافا لها من أي نموذج آخر.
لقد انطلق الغرب في نظرته للمرأة من الحضيض اذ رسم لها صورا نمطية مخزية انطلاقا من تفسيراته لكتبه المقدسة و اجتهادات العقول الدينية المتحجرة.
فمن "المرأة الشيطان" التي أخرجت آدم من "الجنة" الى المرأة الساحرة و جالبة الحظ السيء التي كانت تحرق أمام الملأ في الساحات بناء على أوامر المحاكم الدينية التي كانت صاحبة الحل و الربط لمدة طويلة من الزمن عانت فيها المرأة الأمرين.
ان الغرب و بالرغم أنه لم يستند في بحثه عن نموذج حضاري افضل، الى أرمادة من القوانين السماوية كما هو الحال في العالم العربي الا أنه توصل الى افضل النتائج و أحسنها مقارنة بالنماذج الحضارية الأخرى.
أظن أن هذه المقدمة كافية لفتح باب النقاش فقط أرجو أن نلتزم بالموضوع دون تجريح أو خروج عن الآداب العامة في التحاور.
|