ورقة اعتراف لرجل سوف ينطفئ راحلاً

[مظاهر اللاجامي]

ورقة اعتراف لرجل سوف ينطفئ راحلاُ
بعد منتصف الليل من كل يوم..تتعانق الأصوات..يتوقد ملاكا روحينا..يشرق الله في همساتنا..ترتشف النجوم كلماتنا..وحدها الأجساد تحتاج إلى جواز عناق
كلّ هذا كان بيننا..
أنظر إلى شحوبه منكسراً..ماله يذوي صامتا منذ ليالٍ كقصيدة رومانسية.. أشنِق في مزابل العادات أم مات محترقاً في ألمه؟!!..لا..لا..لم يمت..أنا أعرف شانقيه..سأقول يوم القيامة أمام محكمة الله من شنقه..
شحوب المقابر كله تجمّع في عزلتي..يولد من وجهي كاحتضار نورسة تحت خسوف القمر..كأطفال تنحدر الدماء على تجاعيد وجوههم..أحمل تابوتي وأستلقي كميّت على براكين سريري..البيت يغوص بضوضائه وصراخ أطفاله وأنا في مقبرتي الحمراء لاشيء أسمعه..لاشيء أرآه إلا "أنت"..
يتساقط ضوء القمر على نعوش وجهي..يجتاحني حنين مجوسي لنارك المقدّسة."أحتاجك..أشتهيك نائمة بقربي أنت يامن كنت لاأعرفها" .."الدفئ الطفولي في ثمالة حروفك يذبحني شوقاً"
"شعرك الكستنائي ياقطيفية العينين أحسّه مع إيقاع الريح في معبد المساء".."أنا لست قطيفية أنا عوّامية"..
كلماتك يا"عصفورتي" تشرق من مئذنة أثيريّة..تشرق كلّ يوم بعد منتصف الليل..
يا"حبيبتي"..يا"زرقة هذيان رفضت تسابيحي"..
الصمت من حولي.. وحده صوتك يأتيني كملاك يحرسني أو كليل يعذّبني ..لست أدري..
"أحبك.. أنا لست عصفورة.. صوتك نشاز.. لن يحدث شيء مما تفكر فيه حتى بعد الحصول على الجواز..
حرام..حبيبي تعال.. نفسي تريدك.. أحبك عاشقا روحياً لاعاشقاً جسدياً.. كم اشتقت لهذه الموسيقى ومعها صوت الديك......" ..لم كل هذا؟...أين أنت الآن ..أتعرفين بأني أحيا في لوحة سريالية..في داخلي جحيم وغي غرفتي ظلال باردة تشتاق الدفئ في محرابك ياحلوتي..
"حبيبتي المجنونة".. أتقضين وقتك وأنا مبحر في ذهنك وروحك كما أنا الآن..أتعرفين ياحبيبتي..كنت في الماضي أتمنى الموت هناك ..إلى حيث ترحل عيوني كلّ يوم قبل كل صلاة إن حدث وصلّيت..في فلسطين والقبة الصفراء تحنو على جراحي..أما الآن فاتمنى قبل وبعد كلّ صلاة وأنا دائما ماأصلي الموت بسلام .وأنت حاضرة في دهاليز ذاكرتي أو الإنتحار في عتمة البحر.. حينها فقط سوف أرحل "شهيد هواك"..

[سلاف]

أخي الكريم

لغة جميلة تستدرج القارئ للمزيد.

ليتك تنقيها من بعض شوائب شبهات الحداثة المتعلقة بالخالق عز وجل.

أهلا بك.