المشرون؟! هل نحن أمام لاجئي 2002؟!؟
أيها السادة و السيدات
كتبت هذه القصيدة و أنا بدمشق عند اجتياح القوات الإسرائيلية لبيروت و اجتياح صبرا و شاتيلا
و الآن هل ما يحدث في فلسطين هو من قبيل التاريخ يعيد نفسه؟!؟
و هل هناك أي جديد في الأمر؟! و هل سنرى لاجئي 2002؟!؟
اليكم القصيدة و بعض القصائد التي تبعتها
===
أقــدِّم شِـعْـري للعروبةِ راجيــــــا ً
سـمـاعَ قصيدي في ضـيـاعي و حُــرْ قــتـي
أيا أمـة َ العربِ التي طالَ نومُـهـا
أفيقوا تـَـعالوْا و اسْـمعوا وصفَ قصتي
***
لقدْ عـشتُ في صيدا عزيزاً مكرّماً
ببيت ٍ مـديدِ الـسَّـاحِ ِ ضافي الحديقة ِ
و كان أبي في الطِـّـبِ معـظم وقتـهِ
و أمي قضتْ دهرا ً بتعليم ِ صِـبْـيَـةِ
****
سمعتُ أزيزا في السماء مدويـاً
و إنذارَ ناقوس ٍ بقرْب ٍ لغارة ِ
جريتً كريح ِ انذر الأهلَ قبل أنْ
يفوتَ أوانٌ أوْ نٌـصابَ بنكبة ِ
و لكنْ قضاءُ اللهِ أسْــرعً منْ فتىً
يسابقُ طياراً بتاج ِ الصناعة ِ
***
و صارَ الفتىَ عمرَ الزُّهور ِ مشردا ً
يصيح أبي أمي و عمي و خالتي
لقد قـُـتلوا تحت البناءِ الذي هوىَ
و كنتًً مع الأقران ِ لاه ٍ بلعبتي
فعدت ُ لصـحْـبي قلـْـتً أسألُ عنهمُ
و طرت سريعا لانزعاجي و دهشتي
فلما دنوتُ من أماكن ِ لـعْـبنا
و جدتـهـمُ حرقىَ و ألـْـوانَ فـحْـمَـةِ
***
هـرعـت لجيراني وقلت : لعلنا
نقوم ببحث ٍ في ركام ِ الحجارة ِ
فانْ وجدوا قمنا بغـًـسْـلِـهمُ معا ً
و نسهمً جمعا ً في صلاة الجنازة ِ
فلما دنوت ً منهمُ فاض مدمعي
لأن مصيرَ الجار ِ صنوٌ لأسرتي
فيا ويحَ نفسي صرتُ حقا ً ميتما ً
فقدت صِـحابي أسرتي ثم جيرتي
****
فسرت على وجهي أهيمُ مشردا ً
و لست أرى إلا ّ دمارا ً ببلدتي
و صحتً مرارا ً عندما صرتًُ جائعا ً
أغيثوا يتيما ً أسعفوني بمحنتي
أجاب الصّدى صوتي و صار مؤانـسي
رفيقَ معاناتي و مصداقَ وِحْـدتي
***
فقلت لنفسي : لستً إلا ّ مغادرا ً
لبيروتَ آوي عندَ ابن ٍ لجارتي
فسرت على وجْـهي و روحي كئيبة ٌ
فلا أهلَ لا خبزا ً و لا نصفَ ليرة ِ
فلما تخطيتُ الديارَ مسافِـرا ً
و جدتً ألوفا ً كلهمْ مثلُ حالتي
***
و فيهم عجوز ٌ بيّـضَ الدهرُ شعرها
تسيرُ على بط ءٍ بإحماء قامةِ
فقلت: أماشيها لعلّ الذي بها
يخفف آلامي بمعيار نسبةِ
فلما تآلفنـا دهـشـْـتُ لقولها
لقد كنت يوما في عظيم السعادةِ
و كان لنا يوما ً بحيفا خميلة ٌ
و تسعُ دكاكين ليبع ِ البضاعة ِ
و كان أبي شيخ الديار ِ و اخـوتي
كأبناء ِ ملـْـك ٍ في الرخا و البسالة ِ
فجاءتْ يهودٌ بالسلاح ِ و دمرتْ
فمات أبي - عنـّـي دفاعا َ - و اخوتي
فصار مصيري بعدها في تشرد ٍ
ثلاثَ حروب ٍ قبلَ ( حرب الكرامة ِ )
***
فقلت لها : عفوا ً و أيٌّ كرامـة ٍ
لقوم ٍ بلا ماء ٍ و بيت ٍ و كِـسْـوة ِ
و تحصدُ أرْواحٌ لنا بقنابل ٍ
و لا عينَ مخلوق ٍ تجودُ بدمعةِ
و قولهمُ حرب السلام خديعة ٌ
كمثل ِ الذي يزني لحفظِ البكارة ِ
***
فقالتْ عجوزي هوِّن ِ الأمر يا فتى
فآني بعيني قد رأيْتُ تعاستي
و لكنني أصبو لعيني أنْ ترىَ
جيوشَ فلسطين ٍ تعيدُ مكانتي
و أمّـا جيوشُ الردع ِ فالنومُ دأبها
تقاعَـسُ خوفا ً من وقوع الهزيمة ِ
و تلكَ لعمرُ اللهِ شرُّ هزيمة ٍ
فقدْ هُـزموا قبل انطلاق ِ رصاصة ِ
*****
فلمّـا و صلنا قرب بيروت و يْـحَـنا
أ بيروتُ أنت أمْ حريقٌ بغابة ِ
فسرنا رويدا ً بين صيحات ِ ناحِـب ٍ
و أنـَّـة ِ مكروب ٍ و أشـْـلاء ِ ميّـت ِ
فقالتْ عجوزي أحسنُ الرأي أنـّـنـا
نتابعُ بعضـا ً باختلاف ِ المسافة ِ
فخوفي ابني أن نموتَ سوية ً
و إن كانَ لا بُـدّ فبعضَ التـَّـفاوت ِ
***
فلمّـا وصلتُ الدَّارَ بعدَ مشقـّـة ٍ
تقطعَ قلبي - يا لـَـتعْـسي و حسرتي
أ يصبح أنقاضا ً كما صرتِ قبلهُ
جميع بيوت الحي سكان حارتي
***
و صحتُ صياحـا ً أينَ أنت ِ (عجوزتي)
تعاليْ أخبرك نهاية َ راحتي
رجعتُ خطايَ باحِـثا ً عن (عجوزتي)
فما راعني إلا ّ انتشارُ التعاسة ِ
رأيتُ رداءً تأكلُ النارُ بعضـهُ
نعم - انه قطعا ً - رداء ُ( عجوزتي )
لقد كنت ِ لي نبعـا ً يفيض ُ تفاؤلا ً
فأصبحتِ أشلاءً بجنب ِ القِـمامة ِ
*****
أَ هنـَّـا علينا يا مغاوير أمـَّـتي
تذوِّ قنا هود ٌ فنون َ المذلـّـةِ
و تذبحنا ذبحَ الشياه ِ كأننا
نربى لسكين ٍ و سلخ ٍ بمدية ِ
**
قنابل إسرائيل - شتى سلاحها
يبيد فلسطينا ً و لبنان جنتي
و كانت إلى يوم ٍ قريب ٍ حدائقا ً
تفوح بعطر الورد و الدرر ِ التي
تضاهي جنانا ً في أروبَّـا و آسيا
أ باريسُ شرق ٍ كيف تظلمُ ليلتي
فلست أرى إلا ّدخانـا ً و ظلمة ً
و أوصالَ مقتول ٍ و أشلاءَ جثةِ
و كانتْ قصور العُـرْبِ تزخـَـرُ بالمنى
فآلتْ لأ نقاض ٍ على حين ِ غِـرّةِ
فصار المنى - يا لهْـفَ نفسي على المنى
ككـابوس ِ مَـتـْـخوم ٍ أفيق َ بركـْـلـة ِ
فماذا تـُـراني أفعلُ اليومَ بعدما
فقدتُ جميعَ الأهل ِ جاري و ر ِفْـقـتي
*****
أجابَ الصّدىَ قمْ و ارْفع ِ الرأسَ عاليا ً
و حاربْ فدائيا ً وقي كُـلِّ ساحة ِ
******
ثم قلت بعدها بكثير
لا تظنوا أن في الدنيا جديدًا
منذ ُ حطينَ و نحن ساكنينَ ( تورا بورا )
نحن ضيعنا بخارىَ و سمرقند َ ..
نحنُ ضيعنا – مع البرِّ - البحورا
نحن ضيعنا أوروبا في الخلافاتِ
- على الكرسيِّ - دهورا –
و الدويلاتُ احترابٌ و العلوجُ
يستعدونَ إلى النصر ِ المسيرا
بينَ بني الأحمر ِ أو بينَ بني ( نون ٍ)
ضاعَ قومي ِ – لا مُعينا أو نصيرا
كلما قامَ أميرٌ ثار َ قوم ٌ لأمير ٍ
كانَ بالكرسي جديرا
فانتهينا اخوتي.. أخذونا في قيود ٍ
كبلتْ كلاً خفيرًا أو أميرا
هكذا صرنا نعيش و بتاريخ ٍ
كلهُ من ( تورا بورا )!
***
نحن لما صارت الدنيا منانا
ضاعت الدنيا – و لمْ نبق ِ الحصيرا
******
ثم قلت بعدهما
إلى الشـُّـعار ِ من مُضَر ِ
أريجُ حَدائق ٍ عَطِر ِ
و بعض ٍ من قصيداتي
تموجُ بحبها العذري
و بعض ٍ من شكاياتي
و نحنُ بمنحنىً خطر ِ
إلام و نحنُ أقزامٌ
برغم ِ كثافةِ البشَر ِ
برغم ِ الأرض ِ و التاريخ ِ
ممتدّان ِ لِـلـْبصر ِ
برغم ِ أكفِّ دعـْواتٍ
من الإصباح ِ للسحر ِ
برغم ِ شجاعةِ الفتيان ِ
مقدام ٍ و منتحر ِ
برغم ِ الحق ِ كالنجماتِ
بادٍ واضحَ الخبر ِ
لماذا لا يعود الحقُّ
في أضوائهِ الخضـُـر ِ
لماذا الضوءُ محْـمَـر ٌ
لنا في كلِّ مؤتمر ِ
لماذا غيرنا يحظىَ
بكأس ِ النصر ِ و البطر ِ
و نحنُ هزالُ حاضرنا
يعيشٌ تقهقرًا قسري!
نعيشُ حياة َ قطعان ٍ
من الخرفان ِ لا تدري!
بأنَّ الأرضَ مُـسْـبِـعـَـة ٌ
فلا تحتاط ُ للـنـُّـذر ِ!
و نحن ُ و همُّـنـا أبدًا
على " تحويشةِ العُمُـر ِ"!
يقالُ لنا : "أما فاتَ ؟"
و نحنُ نقولُ : " بلْ بدري ! "
أجيبوني فأشجاني
ترومُ حلاوة َ الظـَّـفـَر ِ
بأجوبة مصحّـحَـةٍ
تنيرُ الدّرْبَ للنظر ِ
=======================
ثم قلت أخيرا و ارجو آخرا
***
كفكفِ الدمعَ و استعنْ بالصودِ
و ابتهلْ خاشعـًا لربِّ الوجودِ
و أمالني إليكَ خلي قريضٌ
صادقُ الحسِّ تائقٌ للصعود ِ
ينشدُ العُـلا و السناءَ لقوم ٍ
- بعدَ عز ٍ - صاروا بثوبٍ هَريدِ
ها أنا جئت ُ و الأماني عِـراضٌ
لأضمَّ إلى القصيدِ قصيدي
و أضمَ إلى الأماني أمان ٍ
لذرىَ المجدِ صادقاتِ الوعودِ
أينَ منـَّا عزائمُ منْ حديدٍ
من كل ِّ قلبٍ على السموَّ جَـليدِ
ترفعُ الرأسَ عاليـًا بعدَ ذل ٍ
و تداوي منـَا حريقَ الكبودِ
أينَ منـّـا توافق ٌ و اتفاقٌ
على المبادي وفي الطريق السديد
أين منـّا عزائمٌ كنّ يومًا
مصدر المجدِ في الزمان ِِ التليدِ
أينَ منا هداية ٌ و امتثالٌ
لبيان ٍ من الكتابِ المجيدِ
و شرى َ الله ُ انفسـًا بجنان ٍ
نعمَ بيع ٍ إلى جنان ِ الخلود ِ
أينَ منـَا كخالد أو كسعدٍ
يصنعُ المجدَ بالصمودِ الشديدِ
أينَ منا و نحنُ نعبد ُ دنيا
أ لقارونَ مجدٌ بينَ الورىَ معدودِ ؟!
انما المجدُ للذي يصنع التاريخ
لا – لجيب ٍ- مليئةٍ بالنقودِ
جمعوها و أودعوها أوربـّـا
و أوربا تقولُ: هل من مزيد؟
لهمو الأرقام منها - حسابًـا –
و أوروبا – بهِ – بناءُ المـَشـيدِ
من علوم ٍ و من رفاهِ بنيها
و من سلاح ٍ لخافقات ِ البنودِ
فاتورة الحسابِ بالملاين - و عندي
ملاين- ما لها لبس عيد!
و الشيوخ!! و الفخاماتُ !! شتىَّ
أيًّ فخم ٍ؟ مكبل ٌ بالقيود ِ؟!؟
***
أمة المجد يوم كانت و أضحتِ
أمة َ القهر في زمان العبيدِ!!
__________________
*
يعيرني أني لقوميَ أنتمي
فقلت لهُ: إني بذاك فخورُ
سلاسل أنساب ٍ لنا عربية ٌ
و قومٌ كريمٌ كلهمْ و جسورُ
و ( أنتَ ) إذا صحَّ انتسابك للذرىَ
فلا شكَّ فرعٌ يابسٌ و صغيرُ!
*
آخر تعديل بواسطة محمد الشنقيطي ، 13-04-2002 الساعة 07:24 PM.
|