حول العلاقة بين المشرق والمغرب-تعليقاً على ملاحظة الأستاذ الشيخ أبي الأطفال

[محمد ب]

حول العلاقة بين المشرق والمغرب-تعليقاً على ملاحظة الأستاذ الشيخ أبي الأطفال

كان الأستاذ أبو الأطفال قد لاحظ قلة المعلومات في المشرق عما يجري في المغرب ورد ذلك إلى إهمال المشارقة كما فهمت منه.
هنا أريد أن ألاحظ ملاحظات بسيطة في هذا الموضوع الهام.
في الحقيقة ليس هناك إهمال إلى الحد الذي يتصور فمن المعروف اهتمام المشارقة بالثورة الجزائرية ومشاركة بعضهم في الحرب –منهم مثلاً رئيس سوريا الأسبق الذي شارك بصفته طبيباً وغيره.
وبعد إلغاء الانتخابات في الجزائر أذكر أن إحدى النسوة من مؤيدي النظام العسكري المنقلب حضرت إلى عاصمة أوروبية وتكلمت في ندوة عامة فحوصرت بأسئلة الجمهور المنتقدة للانقلاب وأغلب هذا الجمهور كان مشرقياً عندها لجأت إلى السلاح المألوف عند الأنظمة العربية كلها:في المشرق والمغرب ألا وهو سلاح الإقليمية وقالت: هذه مسائل جزائرية خاصة لا حق لأحد غريب أن يتدخل بها، وهنا قام العبد الفقير واعترض عليها قائلاً إن الثورة الجزائرية كانت حدثاً عربياً بل عالمياً وأيده العرب بل وجد من أيده من غير العرب والمسلمين والأسماء الكبرى معروفة والحدث الجزائري لم يهز الجزائر وحدها وهذه المنطقة هي وحدة واحدة وإن أراد المستعمرون وأذنابهم تمزيقها.
فمن جهة الأحداث السياسية هناك متابعة للمهتمين ولعلنا لا ننسى اهتمام المشارقة بمظاهرات المغرب في تأييد الانتفاضة.
وقد جاء عصر الفضائيات بمساوئ ولكنني أريد أن أذكر له الآن حسنة وهي أنه سهل التعارف أكثر بين أجنحة الأمة. وقد صارت وجوه مغربية وجزائرية وتونسية مألوفة في المشرق هي وجوه أدبية وعلمية وسياسية واجتماعية أيضاً.
هذا والاهتمام بالأدب الجزائري الحديث موجود منذ الستينات بل ما قبل ولعل الشيخ أبا الأطفال لن يصدق أنني في عهد الطفولة قرأت رواية محمد ديب "الدار الكبيرة" وكان هناك حديث عن أدبه وأدب زملائه ككاتب ياسين وغيره ولعله لا يصدق إن قلت له إننا في المدرسة الابتدائية بسوريا كنا نحفظ-وكان هذا في نهاية الستينات الميلادية نشيد "قسماً بالنازلات الماحقات" ولم أزل أحفظه!
هذا وقد جاءت السبعينات والثمانينات باهتمام مشرقي كبير بترجمة الفكر المغربي والأدب المغربي المعاصر(وأعني المغرب الكبير الذي أسموه خطأ "مغارب"!) وهذا باتجاهات بعضها متغرب ومتفرنس ومن أهم من أثر في مثقفي المشرق كان عبد الله العروي من المغرب الأقصى ،ومن الكتاب قرئ الطاهر وطار مثلاً وقرئ غيره من المحسنين ومن المسيئين أيضاً، وقد لعب متفرنسوا المغرب العربي في العقود الأخير دور الوكيل الناقل للفلسفة الفرنسية بأحدث صرعاتها كما عند عبد الكريم الخطيبي وغيره وانتشرت كتاباتهم في الشريحة المتغربة في المشرق بما لا يقل عن انتشارها في المغرب.وفي المقابل تعرفت العناصر المتنورة الواسعة الأفق الحريصة على الهوية في المشرق على عناصر مجددة في الفكر الإسلامي كالأستاذ أحمد الريسوني وغيره.
وباختصار ففي اعتقادي أن التفاعل بين الجناحين يسير إلى الأفضل ولا داعي للنظرة المشككة فنحن نهتم بالمغرب والمغرب يهتم بنا وكذلك الجسد الواحد الذي إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
هذا والعبد الفقير له اهتمامات بالفكر والأدب الحديث في المغرب بل والتاريخ أيضاً ولي دراسات عن مالك بن نبي رحمه الله وقد تولى المشرق-مصر ولبنان-نشر مؤلفاته كما تعلم ،ولي مقال جديد عن تجربة الأمير عبد الكريم الخطابي ومقالات عن التاريخ الجزائري أيضاً.
وعندي للأستاذ الشيخ سؤال: هل يعرف للجمعية الجاحظية موقعاً على الإنترنيت؟

[محمد ب]

يعني أنا فعلاً أوشك أن أقرر أن لا أرد على أحد لأن المرء يسأل نفسه:لماذا هو وضعنا الثقافي راكد هكذا.
ظننت أن هذا الموضوع يهم على الأقل إخواننا من المغرب العربي الكبير وها أنا ذا أرى مرور الأخوة في الجزائر مثلاً على المقال بلا تعليق.
أين أنت يا سيد بو فاتح مثلاً.
ولماذا نحن فكرنا سابقاً في الحوار معك؟
وأين أبو الأطفال الذي المقال حوار معه أصلاً.
اعتبروا هذا مجرد عتب من أخيكم وغرضه تصحيح وضع خطأ في ثقافتنا وأمتنا.

[عمر مطر]

أنا لا أزال أنتظر وجهة نظر الإخوان في المغرب العربي.

بالنسبة للشيخ أبي الأطفال فأنا أيضا عاتب عليه

[الشيخ أبو الأطفال]

السلام عليكم
شيخنا الاستاذ محمد ماذا تنتظر مني ان اقول و كنت قررت التزام الصمت هنا....لست اديبا و لا علاقة لي لا بالنثر و لا بالشعر بل ربما كنت احيانا اقف ضد الشعر او الاصح ضد المبالغة في استعمال الشعر في وقت كان لابد فيه للكلمة ان تتوقف و للصمت ان يعم ....و للعمل ان يصرخ و للرصاص ان يتحدث ....
.
.
.
على ما اذكر ان لم تخني الذاكرة انني قلت ربما يتحمل ادباء المشرق مسؤولية هذا الانقطاع....ربما ...و طبعا هذا لا ينفي مسؤولية ادباء المغرب و اكيد هناك اسباب اخرى قد يتفضل الاخوة بتوضيحها
استاذنا الكريم اكيد الامور في تغير و تدفق المعلومات في عصر القرية الكونية ساهم ويساهم في تقريب المشرق و المغرب الىبعض....على الاقل هذا ما يجب ان يكون .....
و ان كانت لي ملاجظة صغيرة استاذنا عن المثال الذي اوردته لاعتقادي انه الحالة الاستثنائية التي قد تؤكد القاعدة باعتبار سوريا في رايي حالة خاصة مرتبطة ربما بالجالية الجزائرية الكبيرة الموجودة هناك من عهد الامير عبد القادر
نعم سيدي الكثير شاركوا في الثورة الجزائرية من العرب كالرئيس الطبيب المجاهد الاتاسي و من غير العرب من الفرنسيين حتى و هذا يبقى للتاريخ يبقى علامة للتواصل بين الشعوب و القضايا العادلة....
و اعتقد انه في الحالات العصيبة تكون النفوس مستعدة اكثر للتعرف على الاخر و محاولة فهمه و قد تكون احداث 11 سبتمبر و ما تلاها من اقبال غربي للتعرف على الاسلام -مثالا على ذلك... ربما كانت هذه غريزة في الانسان حين يتعرض لصدمة عنيفة فانه يقبل على معرفة الاخر ...و لكن هل الحال كذلك في الظروف العادية ؟؟؟


.
.
.
ذكرتم استاذنا محمد الكاتب كاتب يا سين.....و هل يعرف الجميع من يكون كاتب ياسين هذا ؟؟؟
هذا الذي كتب "محمد خذ حقيبتك وارحل " و الذي قال الكثير الكثير مما جعل ائمة منطقته يرفضون الصلاة عليه عند موته .....فهل ما نعرف دوما صحيحا ؟؟؟...
.
.
.سيدي لو خرجنا عن عالمكم عالم الادباء و المثقافين فهل يا ترى البقية التي تمثل الاغلبية تعرف ما تعرفونه؟؟؟ هل نحن في المغرب نعرف ما يجب عن المشرق ؟؟؟هل من يعرف من كل طرف قام ويقوم بدورها لايصال ذلك لغيره عن الاخر الذي هو هناك ؟؟؟ و ربما السؤال الذي اتمنى ان اجد جوابا عنه هو ...اصلا ما هي الامور التي لا نعرفها عن بعضنا البعض في المشرق و المغرب و التي نحتاج الى معرفتها ؟
.
.
.
و بالنسبة للجاحظية سيدي فانه حين يتكرم وزير الاتصال بتوفير خط هاتفي لرئيسها الطاهر وطار حينها سأسأله ان كان لهم موقعا على الشبكة....!!!؟؟؟
.
.
.
كتبت هذا على عجالة حتى دون مراجعته فاعتذر ان وقعت اخطاء او تداخل الكلام
.
.

و لنا عودة ان شاء الله
ــــــــــــــ
الاستاذ مطر و لماذا العتاب ؟؟؟؟؟؟؟؟