مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-05-2002, 05:17 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي الجزء السادس( حقيقة كفر وجرم حزب الله في لبنان فضحه الله)

البناء بالحرب!!

======

حين وصلت الحركة الجديدة إلى «الحالة الثورية» كان لا بد من الاستجابة للنداء المقدس من ضرورة تحويل لبنان إلى دولة أخرى، وحيث الروح المعنوية عالية، والمدد المادي والعسكري والتنظيمي متوفر بكثافة وبكرم يفوق الخُلُق العربي ، فكان لا بد من الخروج الكلي من الشرنقة والإعلان الواضح عن الحركة، وكان من الطبيعي أن يتوجه الجهد العسكري لمحاربة الاحتلال وتطهير الأرض اللبنانية من «رجس اليهود» والسعي إلى إخراجهم من «الأرض المقدسة» إلا أن ذلك لم يكن هدف الحركة!! يقول وضاح شرارة: «لم يصرف الإسلاميون اللبنانيون ـ والقيادة الإيرانية من ورائهم ـ جهدهم إلى عمليات ضد الإسرائيليين وقوات احتلالهم، في الأشهر الأولى التي أعقبت صيف 1982؛ فمصدر الخطر الأول على «مجتمع الحرب» أو «الحالة الجهادية»، يومذاك ليس الاحتلال الإسرائيلي!! فكان المصدر الذي يتهددها هو استقرار الدولة اللبنانية وحملها اللبنانيين على تسليم أمورهم وشؤونهم إليها وإقرارهم بشرعيتها، وهذا ـ أي التسليم والإقرار بالشرعية ـ ما كان يبعد أن يحظى به الاحتلال الإسرائيلي.

ويبرز الفرق جلياً بين الإسلاميين وبين الأحزاب والقوى السياسية التي أمدت المقاومة الوطنية اللبنانية بالمقاتلين والسلاح والخطط، في هذه المسألة، وما احتجاج الشيوعيين اللبنانيين على سبقهم في هذا الميدان إلا إمعاناً في الغلط، وفي التعامي عن الاختلاف في تقدير الأوضاع؛ فذهب الحزب الشيوعي اللبناني، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعض فصائل حركة «أمل»، والمرجح أن قسماً من الفلسطينيين تابعهم على رأيهم، إلى أن الأمر الملحّ والداهم هو عرقلة الاحتلال الإسرائيلي، والحؤول دون استتبابه، والمضي على المقاومة التي جابهت العملية الإسرائيلية ـ ولو اختلف في تقويم هذه المقاومة ـ وعقدت الأحزاب والمنظمات آمالها على قيامها بـ «حرب التحرير» هذه، ورجت أن تقطف ثمار عملها قوة جديدة تمكنها من أخذ موقع سياسي راجح في الميزان اللبناني، وتضافر على تصويب هذا التناول وتصحيحه الرسم السياسي والتاريخي المتحدرُ إلى الحركات السياسية والعسكرية اللبنانية والعربية من ثقافة «حركات التحرير الوطني» المصطبغة بصبغة لينينية عميقة. وقوام هذا الأسلوب أن الحكم والسلطة يؤولان إلى من يضطلع بمهمات الحرب على الأجنبي والمحتل، وأن الحرب هذه حربان: واحدة على الأجنبي وأخرى على «حلفائه» أي: فعلاً وعملاً، على من قد ينازع «حركة التحرير» بقيادة الحزب الشيوعي المفترضة الحكم والسلطة، فالسبّاق إلى الحربين والساعي بحرب الأجنبي إلى حرب الوطني المنافس هو الأوفر حظاً في الاستيلاء على السلطة، ويسمي المرشحون لمثل هذه الدور، يسمون هذه الحبكةَ: إنجاز مهمات المرحلة الوطنية بقيادة الطبقة العاملة.

اطَّرح «الإسلاميون» هذه الطريقة من غير مواربة ولا تأخر، فقدَّموا على سائر المهمات والأعمال مهمة الحؤول بين الأبنية السياسية والإدارية اللبنانية وبين انتزاع الاعتراف بشرعيتها من جديد. والسبب في ذلك أن مثل هذا الاعتراف يحكم على الإسلاميين ، بالخروج على الشرعية، وعلى ما هو مُجمَع عليه، ويدينهم بعرقلة مسيرة السلم والعودة إلى الحياة السياسية الآمنة. وأعدت الإسلاميين لهذا المنهج عواملُ كثيرة، منها: أنفتهم من تناول الأمور تناولاً وطنياً ومحلياً، ومنها بروز الوجه الإقليمي والدولي للحرب الإيرانية العراقية، واختبار قادة طهران جدوى التعبئة الجماهيرية عسكرياً وسياسياً وانتقالهم بعد ربيع وصيف 1982م إلى مرحلة الهجوم، وسعيهم إلى انتزاع مكاسب إقليمية ثابتة في نهاية هجومهم المأمول. ولم يكن خافياً أن استقرار أبنية الدولة اللبنانية ناتج المساعدة الأمريكية والأوروبية التي تحوط هذه الأبنية، وترعى ذراعها المسلحة، وتحول بين القوى الإقليمية والمحلية وبين بعثها الأحزاب التي تسعى إلى تقطيع جسم الدول. ولما كانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تقف عائقاً دون إحراز القوات الإيرانية انتصارات عسكرية في حربها مع العراق، تحالفت السياسة الإيرانية والسياسة السورية(1) والمصالح المحلية على ضرب القوة الأوروبية والأمريكية وإحباط الانتصارات الإيرانية معاً. وضربُ مثل هذا الغرض ـ القوات المتعددة الجنسية ـ كفيل إذا ما أفلح بحرمان الدولة اللبنانية الرعاية التي لا قيامة لها من دونها، وبإباحة لبنان أرضاً ومجتمعاً للمعاقل المختلفة، وهو كفيل أيضاً بإطلاق اليد السورية في لبنان، وبتعويض التراجع الذي منيت به القوات السورية في صيف 1982م، وبمد جسر إيراني إلى قلب المشكلات العربية يحول دون تأليب الإسلام العربي «السني» عليها، وتحويل إيران إلى قوة عربية عن طريق محاربة القوات الإسرائيلية والعلاقة بالمنظمات الفلسطينية على أرض دولة عربية. لذا أعدت القيادة الإيرانية العدة قبل أي شاغل آخر لاستعادة الضواحي الجنوبية من بيروت التي ترنو إلى أن تكون معقلاً لها، وانتزاعها من أيدي الجيش اللبناني. ومثل هذه الاستعادة ما كان لها أن تتوطد وتتمكن لولا حمل القوات المتعددة الجنسية ـ وعلى رأسها القوات الأمريكية ـ على التخلي عن مهمتها المفترضة، لذا حل هذا العمل ـ أي حمل القوات المتعددة الجنسية على ترك لبنان ـ مكانة رفيعة في تاريخ الخمينيين المقدس، واضطلع بدور كبير في رسم نهجهم وطريقتهم، فإقدام رجلين (أو أكثر) على مهاجمة بناءين مكتظين بالجنود الأمريكيين والفرنسيين صبيحة 23/10/1983م، وسقوط ثلاثمائة قتيل ونيف من جراء هذا الهجوم(2)، وانقلاب القوات المتعددة الجنسية إلى موقف الدفاع والتوقي، وإقلاعها عن حماية الدولة اللبنانية قبيل انسحابها، كل هذه جاءت مصدقة في الظاهر لمذهب مرشد الثورة الإيرانية الأول»(3).

ويعني هذا الأمر، بعبارة أخرى، وفي ضوء الثورة الإسلامية الإيرانية وتجربتها يومذاك، أن الحرب وحدها في مستطاعها أن تظلل إنشاء المعقل الإسلامي، وأن ترد عنه غائلة حياة اجتماعية وسياسية وثقافية مستقرة، لذا كان الإسلاميون الشيعة ذوو الهوى الإيراني والخميني في الصفوف الأولى من كل أعمال الكر والهجوم على «العدو العام»: على القوات الإسرائيلية، وعلى الوحدات الأمريكية والفرنسية، وعلى «القوات اللبنانية»، وعلى الجيش اللبناني، وعلى المواطنين اللبنانيين المسيحيين والمواطنين الأجانب، وعلى «جيش لبنان الجنوبي»، وعلى السفارات الأجنبية والعربية، وعلى القوات الدولية، وعلى بعض المواطنين اللبنانيين المسلمين الذين يخالفون الشيعة في الهوى والمشارب، وعلى المراقبين السوريين الذي سبق قدومهم الانتشار السوري في بيروت أواخر شباط 1987م، وعلى مسلحي «أمل» بالضاحية الجنوبية في صيف 1988م، وعلى المسلحين الفلسطينيين المتحالفين مع «أمل» في حروب المخيمات الطويلة (1985 ـ 1990م) فهؤلاء كلهم، الذين كانوا أو ما زالوا هدفاً لأعمال الخمينيين الحربية، تسهم حربهم في إنشاء الجيب الإسلامي الإيراني وفي إطالة الأمد الذي يحتاج إليه أصحابه من أجل إرسائه على أسس يظنونها ثابتة. فإلى الدور الذي تضطلع به هذه الحرب الكثيرة الوجوه في الوصول بمآرب السياسة الإيرانية إلى غاياتها الإقليمية والدولية، تضطلع بدور آخر لا يقوم الدور الأول إلا به، وهو تشييد أبنية المجتمع الإسلامي الذي تتعهده ولاية الفقيه ويتعهده وكلاؤه، ونواة هذه الأبنية «الشخصية الإسلامية التامة»،وهذه «الشخصية» تعد في المدارس والحوزات، بديهة ـ وهي بديهة من بدائه الإمامية ـ وتعد في هيئات تطيف بحياة «الملتزم الرسالي» من كل جهة، قبل أن تضعه في اللحد، وترعى ذكره وأولاده، وتسوق روحه وتضعها بين يدي صاحب الزمان أو نائبه»(4).

-------------------
(1)راجع مسوغات التحالفات الإيرانية، مبحث «بين طهران ودمشق» وما بعده، ص 173.
(2) راجع تفاصيل العمليات التي قام بها حزب الله ضد الأهداف الأمريكية والفرنسية بمساندة الحرس الثوري، د. سعد أبو دية، دراسة تحليلية في العمليات الاستشهادية في جنوب لبنان، ط 1، 1407هـ.
(3) دولة حزب الله، 231 ـ 232، 269 ، 271 بتصرف.
(4)انظر دولة حزب الله/121 ـ 122.

تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #2  
قديم 10-05-2002, 05:18 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

فدائيون أم .. عملاء؟
===========

في الوقت الذي كانت إحدى مجلات اليسار الثوري المتطرف تتوب فيه من اليسار، والثورة والتطرف، أوردت مقالاً بعنوان: حزب الله.. فدائيون أم عملاء؟ ووصلت كاتبة المقال في نهايته إلى أنهم عملاء(1)!!

في الوقت ذاته لم تمنع أُخُوة المذهب أحد الكتاب أن يطلق على حزب الله لقب «خدم للأسياد»(2)

وتلطف بعض الكتاب وأطلقوا عليهم.. الوكلاء(3)

بل إن أمينه العام اعتبر الحزب.. ورقة وأداة(4)!!

في جميع الأوصاف السابقة إشارات واضـحة باتهامات وإدانات لحـزب الله، وهنا لن نتبنى وصفاً معيناً ممـا سبق، ـ وإن صـدرنا واحداً منه ـ ولكن سنعرض تفاصيل الاتهامات وما يتعلق بهـا، ثم نترك القارئ يجيب على هذا السؤال.

ومع النظر إلى الخدمات التي يقدمها حزب الله لعامة الشيعة في لبنان، ومع حجم المبالغ المالية الضخمة التي تنفق على هذه الخدمات، والتي ينفقها الحزب على الجهاز العسكري، ومع النظر كذلك إلى سياسة الحزب تجاه إيران وتجاه سوريا، ونظرة الحزب إلى العالم، من خلالها سندرك بلا شك إجابة السؤال.

------------------------
(1) روز اليوسف ، د. فاطمة سيد أحمد ، العدد: (3685) 25/1/1999م.
(2) وضاح شرارة، دولة حزب الله، ص 335.
(3) أحمد خالدي، حسين ج.آغا، سوريا وإيران، تنافس وتعاون، ص 135.
(4) حسن نصر الله، جريدة الأنباء، العدد: 8331، 14/2/1420هـ.

هل كان الإحسان خالصاً؟

«إننا يمكن أن نأتي بالتغيير في لبنان بتعليم الشعب وتنويره داخل المؤسسات الاجتماعية»(1).

«إن قوتنا تكمن في قدرتنا على صنع الناس والجماهير، وعلى أن نضع أوامرنا موضع التنفيذ، إنهم ينفذون أوامرنا؛ لأنهم يعرفون أننا أقرب الناس إلى تحقيق مطالبهم»(2).

بهذه الكلمات الموجزة يبين محمد حسين فضل الله، الزعيم الروحي لحزب الله إحدى الوسائل الهامة التي يسعون من خلالها إلى تحويل لبنان إلى دولة شيعية، أو على الأقل مجتمعاً شيعياً، فلم تقتصر وسائل التغيير لدى «حزب الله» على نمط واحد، بل تعددت وتشعبت في أركان لبنان، وكل وسيلة تغرس غرساً وتجني ثمراً.

وكان للخدمات الاجتماعية التي يقدمها «حزب الله» دور كبير في ترسيخ القناعة بأحقيته بأن يكون صوت العشيرة وراعيها الساهر على راحتها، الساعي إلى قضاء حوائجها، في وقت تقطعت فيه أوصال المجتمع اللبناني، وانهارت مؤسساته بعدما حل بالبلد ما حل.

وفي الوقت الذي سعى فيه حزب الله لأن يكون رأس الحربة في الساحة اللبنانية، وفي مقدمة الطائفة الشيعية، كان لا بد من النظر إلى عامة الشيعة نظرة تشعرهم بالاهتمام بهم، والسعي لرفع الفقر والحاجة التي طالما عانوا منها، فكان للحزب سعيان: سعي بالسلاح، وسعي بالإحسان؛ فالمبادئ والمثل والحقائق تبقى عند كثير من الناس بلا تأثير إن لم يروا لها أثراً حياً يتحرك بها في واقعهم.

ولم يكن هذا الإحسان خالصاً كله؛ فقد كان فيما يرمي خلق جبهة خلفية تتبنى الدفاع الأدبي والمعنوي عن الحزب، كما أنها تمثل المدد البشري الذي يدين بالولاء والطاعة، فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

----------------------------
(1) قراءة في فكر زعيم ديني لبناني، د. أحمد إبراهيم خضر، مجلة المجتمع، العدد: 954، ص 43.
(2) المصدر السابق، العدد: 958، ص 50.

دور المؤسسات الاجتماعية وهدفها

في الوقت الذي خسرت فيه كثير من الحركات السنية كثير من عامة الناس لإخفاقها في توجيه الخطاب المناسب لها، وتقديم الرعاية الاجتماعية، بل إن من هذه الحركات من ناصب عامة الناس العداء واعتبرهم «جاهليين» في الوقت ذاته نرى هنا تجربة الرعاية الاجتماعية التي قدمها حزب الله، وكيف كان لها أثرها في تثبيت أقدام الحزب، وبرغم الموقف الواضح هنا من الحركات الشيعية عامة، وحزب الله خاصة، فلا يُظن أن هذا الكلام ذم مطلق للحركات السنية، وإنما إشارة إلى جزء من منهجها الذي لم توفق فيه للوصول إلى أحد ركائز الدعوة.

وإن كانت صور التجربتين غير متطابقة في مكوناتها وتطبيقاتها إلا أن النظر إلى التجارب التي حققت نجاحاً أكثر من الأخرى ـ في بعض جوانبها ـ لا شك أنه سيعود بالفائدة.

«تنهض المؤسسات الاجتماعية بالصلة بعامة الشيعة؛ فهي نظير: «المنظمات الجماهيرية» في الحركات الشيوعية خاصة. والمقصد منها إنشاء دوائر أوسع، وكلها تفترض علاقة وثيقة ومتينة لسياسة الحركة وعملها. إن الهيئات المختلفة تعمل على الإحاطة بكل وجوه الحياة الاجتماعية، وعلى إنشاء مجتمع نقيض للمجتمع العام والظاهر، فينبغي لمن تسميهم الحركة الشيعية الإيرانية «الملتزمين» تارة، و«المجاهدين» تارة أخرى، ينبغي إذن لجمهورها وأنصارها أن ينتقلوا من المهد إلى اللحد هم وأهلهم الصغار منهم والكبار من غير الخروج من مرافق «ذلك المجتمع» مهما كانت الذريعة، من تعليم وتريض واستشفاء وصداقة وزواج وقتال وعبادة، إلخ... وإذ يقول دعاة «حزب الله» وخطباؤه إن الإسلام إسلامهم وهو حركة شاملة، وذلك يقتضي أن من ألحّ مهامهم عليهم: استكمال إنشاء الجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني»(1).

«وكان لاجتماع عوامل التهجير والإقامة المرتجلة وانكماش فرص العمل المستقر وتدني الدخل، أن انتشرت مؤسسات الرعاية الاجتماعية والإغاثة على نحو واسع. وأخذت هذه المؤسسات على عاتقها مهمات كثيرة: من مساعدات طارئة للمهجرين «بما في ذلك ترميم المنازل التي تضررت من جراء الحرب ـ إلى المساعدة الطبية وتوزيع الأدوية، ومن التعليم المهني إلى تأهيل المعاقين تأهيلاً جديداً، ومن التأهيل الاقتصادي ـ قروض طويلة الأمد لمزارعين وحرفيين وتجار فقدوا مورد رزقهم ومعاشهم ـ، إلى إنشاء مساكن جاهزة ومساعدات مدرسية، وتولت اللجان والمؤسسات والهيئات والمنظمات، مهمات متفرقة في ميادين وحقول كثيرة، منها: معالجة الجرب، واكتشاف القمل، وتوزيع مساعدات غذائية، وإقامة معارض كتب، وإنشاء مستوصفات والقيام على خدماتها، وإصلاح أضرار من جراء النزاعات الداخلية، وإعداد دورات خياطة وتطريز، وتجريد حملات لمحو الأمية، وإعداد ممرضات، وتأهيل مشاتل وتوزيع شتول على المزارعين، وتعهد سياسة طب وقائي في المدارس، وتمكين الطلاب الأيتام والمعوزين من التعليم المهني والتقني، وتقديم منح طالبية، وتنظيف المدن من الردم، وإحصاء الأضرار والخسائر، ومساعدات نقدية دورية، وتوفير أطراف صناعية، ورعاية المعاقين وتأهيلهم، وإعداد اختصاصيين في تدبير أمور الأطفال، واستيعاب المكفوفين والصم، ومساعدة مستشفيات على سد العجز في ميزانياتها، وتعليم الطباعة على الآلة الكاتبة، وشراء بطاريات قلب، وإجراء فحوصات مخبرية، وتدريس القرآن.

فلم يبق حقل من حقول الحياة الاجتماعية بعيداً من يد المساعدة والإغاثة والتعويض والإحصاء والإرشاد. وسعت إمّا فـي جمـع المساعدة والحث عليها أو في صرف المساعدات المتوفرة والهبات إلى المحتاجين»(2).

وقد كان الاهتمام الشيعي بالخدمات الاجتماعية منذ بدايات النهضة الشيعية، فقد كانت خطوات موسى الصدر الأولى في لبنان أن أنشأ مدرسة الخياطة والتفصيل في عام 1963م، ومدرسة التمريض في 1969م، ومدرسة جبل عامل المهنية في 1969م، ومبرة الزهراء، ومستشفى الزهراء بعد ذلك(3).

وكان من أبرز المؤسسات الشيعية التي قامت بأدوار اجتماعية بارزة:
__________________
khatm
  #3  
قديم 10-05-2002, 05:19 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

مؤسسة الشهيد:

============

«فعلى نحو ما احتلت «مؤسسة الشهيد» بإيران مكانة رفيعة وتوسل بها الحكم وأجهزته إلى النفاذ إلى النسيج الاجتماعي والأسري وإلى دقائقه الصغيرة والخفية، عمل فرع المؤسسة بلبنان على الاضطلاع بالدور نفسه، ولا شك في أن حضانة «عوائل الشهداء الشيعة» ورعايتها، لبنة مهمة في السعي إلى رسملة العلاقة بالشاب الذي سقط في صفوف الحركة، وذلك من طريق ضمان معاش العائلة التي خسرت ولدها، وإشراكها في مرافق الحركة المختلفة ونشاط هيئاتها.

وتحوط الحركة الإسلامية الخمينية من يُقتلون منها في معارك مختلفة ببناء كامل ومتماسك من الشعائر الحادة والمعقدة، لكنها لا تقصر على الشعائر، أو هي ترسي شعائرها على هيكل قوي يكون للتعبئة والتنظيم شطر منه، وللمصالح الدنيوية والأرضية شطر آخر!! وإذا كانت منظمات العلماء ومدارس التعليم الديني أقنية يسلكها النفوذ الإيراني ويجري فيها لينشئ نخباً جديدة على مثاله وتلبي حاجاته المحلية، فمنظمات «الشهداء» هي أوردة هذا النفوذ وشرايينه في لحم الاجتماع الشيعي اللبناني، وهي سُلَّمه وجسره إلى نواة هذا الاجتماع»(4).

«ولا تخفي «مؤسسة الشهيد» اضطلاعها تجاه «عوائل الشهداء» برعاية لا تقتصر على المواساة والعاطفة الصادقة، بل تتعداها إلى القيام بعبء مالي كبير، بعضه عيني يتمثل في تعويض ثابت ودوري، وبعضه الآخر خدمات مدرسية وصحية وتربوية ودينية.

ومن الخدمات الدينية الحج، وأداء مراسمه وشعائره على نفقة المؤسسة؛ ومنها تنظيم زيارات مشتركة للمشاهد بإيران التي قد كانت تختم وتتوج بلقاء «قائد الأمة » خميني عندما كان حياً.

يضطلع الفرع اللبناني لـ «مؤسسة الشهيد»، بخدمة دينية وإنسانية قلما يدور الكلام عليها علناً، إلا أنها لا تُهمل ولا تنسى، وهي رعاية اللواتي قتل أزواجهن، وقد نشرت الحركة الإسلامية الخمينية في صفوف مريداتها ومريديها مثالاً للزواج وللعلاقة العائلية ينهض على مطلب واحد هو الاشتراك في الإيمان وفي الاعتقاد. ويقلل هذا المثال من دور البواعث القوية التي لا يحكم المرء، ـ أو المرأة ـ، سيطرته عليها، ويقلل من خطر الاختيار الفردي والروابط التي لا ترجع إلى قياس عام تنضبط عليه»(5).

«والمؤسسة مسؤولة عن عوائل من يسقطون في المعارك والأسرى خدمة ورعاية بمن فيهم القتلى المدنيون من غير المقاومين، وقد بدأت المؤسسة عملها مع انطلاقة المقاومة، ولمداراة الآثار السلبية التي يمكن لها أن تحبط معنويات الأهل والبيئة المحيطة بهم. والمؤسسة منتشرة في معظم المناطق اللبنانية وتتولى فيما تتولاه الاهتمام بتعليم أبناء الذين قضوا نحبهم، وهي تنسق مع الأهل انطلاقاً من نظرية الرعاية ضمن الأسرة.

إن أساس الفكرة: هي التعويض قدر الإمكان عن غياب المعيل حتى لو كان مسؤولاً عن عائلتين: زوجته وأولاده من جهة وأهله من جهة ثانية، وللأولاد مدارس خاصة وأساتذة وأنشطة كشفية ورياضية وترفيهية، وللزوجة المسكن والعمل ولجان المؤازرة في إطار برنامج خاص بـ «دعم الأمومة» وثمة اهتمام خاص بهذه الناحية نظراً لأن الزوجات تبعاً لأعمار أزواجهن الشهداء هن بين السابعة عشرة والعشرين من العمر.

وتعد برامج (التكافل) أهم مصدر لتمويل «مؤسسة الشهيد» وهي تعتبر أن مهماتها إشاعة «ثقافة التكافل» والقيام بصلة وصل بين التكافل والكفيل لرعاية الثاني وإشعار الأول بدوره. ويلحظ في هذا المجال امتداد الكفالة إلى حين توفير القدرة لليتيم للاستغناء المادي وتدبر أموره بنفسه؛ وفي هذا السياق باتت المؤسسة تملك مكتب عمل متخصصاً بتأمين فرص العمل، مع إعطاء أفضلية لذوي القتلى والأسرى، والكلفة الإجمالية لكل ولد هي حوالي 2500 دولار شهرياً»(6).

المؤسسات الصحية:

«افتتحت «الهيئة الصحية» في مطلع 1987م، وبتمويل من «مؤسسة الشهيد» صيدلية في حي السُّلَّم أسمتها: «صيدلية الشهيد الشيخ راغب حرب»،وتضطلع بمد يد العون إلى المستضعفين كافة، وتبيع الدواء بأسعار معتدلة ومدروسة، ولا شك أن الإقدام على مثل هذه الخطوة يخرج الجناح الشيعي الخميني من جمهوره السياسي والحزبي إلى دائرة أصحاب الحاجات اليومية والعامة، وهم عامة الناس في الأحياء والشوارع التي يقطنها الشيعة ويجتمعون فيها اجتماعاً كثيفاً»(7).

«ومن المهمات التي تقوم بها الهيئة الصحية: الرعاية الصحية الأولية، مثل الإرشاد والوقاية وإقامة دورات في المناطق النائية، وتنظيم محاضرات، كما أن لها وجوداً في عدد كبير من القرى وذلك بواسطة «رابط صحي» غالباً ما يكون واحدة من المتطوعات. وتستفيد الهيئة من هذا الانتشار من أجل أن تشترك مع أجهزة الدولة في برامج محددة، كما تقوم بإجراء حملات التقليح ضد الشلل التي أفادت في عام 1998م حوالي 50 ألف شخص، كما قامت بالمسح الصحي للمدارس الرسمية من أجل وضع اختبارات دقيقة لكل طالب واستباق بروز أمراض معدية، وقد حصل أن وفرت هذه المعلومات القدرة على تدخل مسبق، وكذلك تجريد حملات لتحديد فئة الدم، وقد كان من الطبيعي أن تبدأ في القرى الشيعية الـ 65 المحاذية للشريط الحدودي المحتل وأثمرت عن وضع لوائح بكل المقيمين وفئات دمهم وهي لوائح بالغة الإفادة عند تعرض المدنيين إلى قصف إسرائيلي يوقع جرحى، إلى ذلك شاركت الهيئة في حملات مكافحة التدخين وحماية الأسنان عبر توزيع كل ما يلزم على جميع المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتملك الهيئة حسب المسؤول عنها: 21 مستوصفاً و 9 مراكز صحية كبيرة و 13 عيادة تجول في 45 قرية في البقاع و 25 قرية في الجنوب، وقد خرجت 360 متطوعة في عام 1998م و 119 مسعفاً انضموا إلى جهاز واسع لـ «الدفاع المدني» يبلغ عدد أعضائه الآلاف كما يوجد مستشفى الجنوب في النبطية تابع للهيئة وكذلك مستشفى دارة الحكمة في البقاع وهما ـ مع غيرهما من المراكز ـ استقبلا ما يزيد عن مئتي ألف مريض خلال العام 1998م.

وتقدم الهيئة تسهيلات صحية للمواطنين. وقد استفاد 222 ألف لبناني من ذلك بمبالغ فاقت المليون دولار، وتوزعت بين مستفيد من دواء مجاني وبين دخول المستشفى لعملية جراحية.

كما أن هناك «مستشفى الرسول الأعظم» وهذا المستشفى يقع على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان التي تعاني من إهمال مزمن، يضم المستشفى ما بين 30 1 إلى 200 سرير وذلك حسب الأشغال الجارية فيه، ويتعرض المستشفى إلى إعادة نظر شاملة لتحديثه وضم أجنحة جديدة واستخدام أقسام وإعادة تأهيل بعض ما كان موجوداً، فلقد نما بسرعة من مستشفى ميداني صغير قبل عشر سنوات يهتم بجرحى الحروب الأهلية إلى مؤسسة تخدم سنوياً حوالي 200 ألف شخص ما بين المعاينة السريعة والعملية الجراحية، يعمل فيه مئة طبيب متنوعو الاختصاصات، وتؤكد الإحصاءات أن مستشفى الرسول الأعظم يمثل أكبر نسبه إشغال في مستشفيات بيروت، ويضم المستشفى معهداً للتمريض هو على الأرجح الأكبر في لبنان؛ إذ إنه يدفع سنوياً ما بين 200 و 250 ممرضة إلى سوق العمل؛ ومن الطبيعي أن تعمل متخرجات في المستشفى نفسه خصوصاً أنه قيد التوسيع من أجل الرد على احتياجات متزايدة تفوق ثلاثة آلاف حالة طوارئ شهرياً وستة آلاف استشارة في عيادة الأطباء العاملين، ويوجد لجنة طبية خاصة بعوائل القتلى ومن مهماتها ـ فضلاً عن المتابعة الصحية ـ تقديم خدمات أخرى تأخذ في الاعتبار فقدان المعيل»(8).
__________________
khatm
  #4  
قديم 10-05-2002, 05:20 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

مؤسسة الجرحى:
==========

«وللجرحى هيئة خاصة بهم، بدأ عملها في 1990م في عز الحروب الأهلية، وكانت تابعة لـ «مؤسسة الشهيد» ولكن الزيادة المضطردة في عدد الجرحى دفعت نحو الانفصال لتشكيل جسم خاص. ففي تلك المرحلة كان القصف المتبادل بين اللبنانيين يسقط العديدين، ولما استتب الأمن كان لا بد من تركيز الأنظار على جرحى القصف الإسرائيلي سواء كانوا مقاومين أم مدنين، وتقدم المؤسسة العناية الكاملة لجرحى المقاومة، والاعتناء بالجرحى المدنيين «شبه كامل». بالنسبة لجرحى المقاومة تكون التقديمات شاملة من لحظة دخول المستشفى حتى لحظة الخروج. وبالنسبة للآخرين فإن وزارة الصحة هي التي تتكفل النفقات في البداية، ولكن الاهتمام يتراجع تلقائياً فتكمل المؤسسة ـ الاهتمام بالجوانب الأخرى التي يحتاجها كل جريح. التقدير الإجمالي لعمل المؤسسة، كما يؤكد مسؤولها الإعلامـي (عماد خشمان) ـ هو اهتمامها، حتى آخـر إحصاءات بـ 3048 حالة لا تزيد نسبة المقاومين فيهم عن 8% فقط أصيب بعض هؤلاء بإعاقات جزئية «بتر قدم أو يد، أو فقدان عين..» كما أصيب 72 شخصاً آخرين بإعاقات كلية. إن المسؤولية شاملة عن المعاقين كلياً: مخصص شهري، سكن، صحة، تربية، تكاليف العائلة: إلخ، ويضيف: أن نجاحنا الأبرز ربما كان تزويج 68 شاباً من أصل 72 من الذين أصيبوا بإعاقة كلية، وكانت تدفع نفقات صناعة الأطراف وتركيبها إلى أن أخذت وزارة الصحة الأمر على عاتقها، غير أن ذلك دفع إلى إقامة مصنع للأطراف وذلك بعد النجاح في تشغيل مركز العلاج الفيزيائي، والمطلوب من مصنع الأطراف سد الحاجات ورد التكاليف وربما أمكن لاحقاً الاستفادة منه تجارياً. وثمة دورة تدريبية حالياً من أجل تخريج من يمكنه المعاونة في هذا العمل الدقيق. ولمؤسسة الجرحى التي يعمل بها أربعون شخصاً ـ معظمهم من الجرحى السابقين ـ فروع في النبطية وصور وبعلبك وهي تعمل وفق مبدأ. إن الرعاية من دون إعادة تأهيل غير ناجحة، ولذا فإن التركيز واضح على التعليم، ومن علامات النجاح وجود من تخرج جامعياً ومن انخرط في أعمال مهنية تؤمن مصدر رزق.

كما تعمل المؤسسة على رفض إيواء الجرحى، والسعي إلى رعايتهم ضمن العائلة والمجتمع»(9).

أما جرحى النفوس الذين أمضوا جزءاً من حياتهم في السجون الإسرائيلية فكانوا يتطلبون نوعاً آخر من الرعاية لرفع معنوياتهم وإعادة تأهيلهم، فكانت تقيم السفارة الإيرانية في بيروت رحلات خاصة لأولئك، من لبنان إلى «العتبات المقدسة» في إيران، وكانت تسمى هذه الرحلة بـ «رحلة التجلي» حيث: «ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»(10)!! وذلك حسب الوصف الشيعي لتلك العتبات.

مؤسسة جهاد البناء:

«جمعية مؤسسة جهاد البناء الإنمائية تأسست في لبنان سنة 1988م، شعارها: «إسرائيل تقصف يومياً ونحن نرمم يومياً» اقتصر عملها بعد التأسيس وفي ظروف الغياب الخدماتي للدولة، على رفع النفايات وتأمين المياه والكهرباء وما شابه من قضايا تهم اللبنانيين في حياتهم اليومية وتفاصيلها، ولكن بقدر ما كانت المقاومة تتحول إلى العنوان الرئيس لمناهضة الاحتلال عسكرياً، وبقدر ما كانت الردود ترتبط باسمها، وجدت «جهاد البناء» نفسها مدعوة إلى «ردم الهوة التي تريد إسرائيل إيجادها بين المقاومة والناس» و «ردم الهوة» بات يعني تحديداً القيام بأعمال الترميم بعد الاعتداءات. وبهذا المعنى فإن عدوانـي «يوليو» 1993م و «إبريل» 1996م كانا محطتين بارزتين على طريق تحويل المؤسسة إلى جهاز فاعل يطوق الآثار السلبية لعمليات القصف، ويُقَدر عدد المنازل والوحدات السكنية المتضررة في كل من العدوانيين بخمسة آلاف، وأمكن في المرتين إتمام الترميم خلال 3 إلى 4 أشهر، ثم إعادة البناء تماماً لكل ما تهدم، كما أن المؤسسة عاملة على بناء مدارس ومستشفيات ومستوصفات وملاجئ وعلى القيام بتمديدات كهربائية بعد القصف وعلى حفر آبار ارتوازية، ويزداد يوماً بعد يوم.

وللمؤسسة دورها في التنمية الزراعية فهي تقوم بإرشاد زراعي وبتسليفات وتضع صيدلياتها وتعاونياتها في الجنوب والبقاع في خدمة المزارعين، كما أن للمؤسسة مركزين في الهرمل وبعلبك يتعاطيان مع الفلاحين ويقدمان إليهم خدمات ذات صلة بالطب البيطري وتربية النحل وفحص الأتربة والتعريف بالأمراض الزراعية وسبل الوقاية منها. وهي تعتمد خطة تسليف عينية لا نقدية بسقف حده 2000 دولار يجري تقديمها على شكل مواد أولية لحوالي 3 إلى 5 آلاف مزارع، ويضاف إلى ذلك توفير طاقم فني يقدر الاحتياجات لكل من يقدم كفالات وضمانات، ويحصل مقابل ذلك على أسمدة وأدوية ومتابعة من جانب مهندسين مختصين، وكذلك أقدمت في مراكز الإرشاد على إقامة نماذج مصغرة من مزارع تعاونية ويتولى فريق مختص مهمة شرح فوائدها للفلاحين سواء من ناحية خفض كلفة الإنتاج أو حل مشكلة التصريف، ويهتم الإرشاد أيضاً بالجانب البيئي لجهة الترشيد في استخدام الأدوية والأسمدة ثم السعي مع البلديات إلى توسيع المساحات الخضراء وإقامة حدائق.

وتمويل «جهاد البناء» من «الحقوق الشرعية» ومن التبرعات، ومن إيرادات شركات تملكها في مجالات الإعمار والزراعة والتجارة والوقود. وهي تتشكل من جهاز يضم 93 موظفاً بينهم 40 مهندساً من الاختصاصات كلها فضلاً عن 25 مجازاً في الإدارة والمحاسبة ويحصل أحياناً ـ كما في عدوان نيسان ـ أن يرتفع عدد المهندسين إلى 130، وعدد العمال حوالي ثلاثة آلاف، وفتحت الانتخابات البلدية الأخيرة مجالات جديدة للتعاون بين المؤسسة والسلطات المحلية خاصة، وأن هذه الأخيرة قليلة الخبرة قياساً بتلك التي تملكها جهة موجودة في ميادين العمل منذ 15 سنة»(11).

«وقد قامت المؤسسة إلى أوائل تموز عام 1994م بإنشاء تسع وعشرين مدرسة أو تأهيلها، ورُمم نحو خمسة آلاف وثلاثمئة منزل، ورُفع خمسة عشر مسجداً وأُهل ثلاثة وخمسون، وشُيد سبعة عشر نادياً حسينياً (حسينية)، وشُرع في إنشاء مقام للأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، «سيد الشهداء»!! الحزب الخميني»(12).

وكان الشيخ نبيل قاووق، رئيس شورى الجنوب نوه في أواخر أيلول عام 1993م، أي بعد عملية «تقديم الحساب» بنحو شهرين، بترميم «جهاد البناء» 1750 منزلاً في إحدى وثلاثين قرية جنوبية، وإسهام خمسة آلاف ومئة إداري ومهندس وعامل في الإنجاز(13).

المدرسة:

«يقول نعيم قاسم «نائب الأمين العام لحزب الله» إن لدى الحزب 50 مدرسة موزعة على مناطق لبنان»(14).

ونأخذ من هذه المدارس نموذجاً لنرى ما الذي يُقدم من خلالها، وهي مدرسة (شاهد)، «هذه المدرسة من حيث المبدأ هي لأبناء القتلى والأسرى، أو من كان هؤلاء مسؤولين عن تأمين التربية لهم، غير أن المبدأ المتبع فيها ـ كما في مؤسسة الشهيد ـ هو عدم عزل هؤلاء عن الآخرين فعددهم في (شاهد) هو 180 من أصل 675 طفلاً موزعين على صفوف حتى الرابع ابتدائي، وبانتظار بناء ثانويتي الذكور والإناث كما أن التعليم أكاديمي عادي ونسبة النجاح عالية جداً، ويتم تقديم تربية دينية ونركز على مقاومة العدو الإسرائيلي، والأقساط لأبناء القتلى ملغاة، وتقدم (شاهد) نموذجاً عن تعايش من نوع خاص:

1 ـ التعليم الذي تقدمه عصري إلى أبعد حد فهو شديد الاهتمام باللغات الأجنبية؛ وذلك وفق أساليب تعتمد على التلقين الشفهي قبل الكتابي بحيث يعرض على الفتى ما هو مستعد له ذهنياً لتقبله. ويتم اعتماد أسلوب «الصور المتحركة» من أجل توفير رؤية بصرية تساعد في استيعاب ما يصل إلى الأسماع، ولكن الأهم من ذلك وجود قاعة واسعة تحوي مواد وألعاباً جرى الحديث عنها في القصص القصيرة التي تُروى على التلامذة وحفظوها، وتخدم هذه المقومات كلها في تيسير الانتقال إلى القراءة والكتابة.

2 ـ تتشح المدرسة بالسواد لمناسبة عاشوراء، وفي هذا غير إشارة إلى الجو الديني الذي يؤطر البرامج التعليمية وذلك في سياق ما هو معروف في لبنان من حضور كثيف للتربية الدينية في التعليم الخاص.

3 ـ تضم المدرسة قاعة واسعة فيها ما لا يقل عن 200 جهاز كمبيوتر، أن كل ما له علاقة بهذا العالم هو جزء من البرامج وذلك بدءاً من الصفوف الأولية»(15).

وهكذا نرى أن الخدمات الاجتماعية كانت شاملة لجميع الاحتياجات الاجتماعية وهي خدمات لا تستطيع جماعة بمفردها القيام بها؛ إذ إنها مساعدات لا تقدر عليها إلا دول أو جماعات تمدها دول وقد كان الهدف من تلك الخدمات هو «حصار» الناس ضمن إطار مذهبي شيعي لا يشذ عنه، وكما قيل:من المهد إلى اللحد، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً وأعدنا النظر إلى حال الشيعة في بداية القرن لأدركنا الفرق الكبير، ولهذا فقد وسع محمد حسين فضل الله أن يقول: «إن قوتنا تكمن في قدرتنا على صنع الناس والجماهير، وعلى أن نضع أوامرنا موضع التنفيذ، إنهم ينفذون أوامرنا؛ لأنهم يعرفون أننا أقرب الناس لهم في تحقيق مطالبهم»(16).

-----------------------------

(1)دولة حزب الله، وضاح شرارة، ص 6ـ 8.
(2)المصدر السابق، 212 ـ 214.
(3) انظر: المصدر السابق، ص 85.
(4) المصدر السابق، ص 6 ـ 8 باختصار.
(5) المصدر السابق، ص .
(6) لبنان: أربعة وجوه للمقاومة الإسلامية، جوزف سماحة، جريدة الحياة، العدد: 13222، 6/2/1420هـ، 21/5/1999م، ونشرته مجلة المقاومة في العدد: 42، يوليو/ 1999م.
(7) دولة حزب الله، ص 6 ـ 8، وانظر مزيداً من التفصيل في: سوريا وإيران تنافس وتعاون، أحمد خالدي، حسين ج. آغا، ترجمة: عدنان حسن، ص 44.
(8) أربع وجوه للمقاومة، مصدر سابق.
(9) المصدر السابق.
(10) زيارة إلى إيران، مجلة العهد، العدد: 96، شعبان، 1406هـ.
(11) لبنان: أربعة وجوه للمقاومة الإسلامية، مصدر سابق.
(12) دولة حزب الله، ص 337.
(13) جريدة النهار اللبنانية، 28/9/1993م.
(14) محمد القدوسي ، كربلاء الجديدة، أيام مع المقاومة في جنوب لبنان، اللجنة العربية لمساندة المقاومة
في لبنان، ط 1/ 1998م.
(15) جوزيف سماحة، مصدر سابق.
(16) قراءة في فكر زعيم ديني لبناني، مجلة المجتمع، العدد: 958، ص 50.


تابع الجز السابع يوم غد اشاء الله

khatm
__________________
khatm
  #5  
قديم 11-05-2002, 01:16 AM
شيعي امامي شيعي امامي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2002
المشاركات: 118
إرسال رسالة عبر ICQ إلى شيعي امامي
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اسمع ليس لدي الوقت الكافي لدحض ما جئت به ، حيث استطيع ان انسف كل ما جئت به الحجة والدليل...
ولكن اسمع بانني اعرف ما الذي تريد ان تتوصل اليه، وانا متيقن تماما من انك لن تستطيع، هل استطاع المشركون ان ينالوا من رسول الله (ص) و يقضون على رسالته... بالطبع لم يتمكنوا ولن يتمكنوا،،،
اما الشئ الاخر الذي اود ان اقوله بانني التقيت مع صديق من انجلترا، واخذ هذا الصديق يسالني ويتحدث معي عن الاسلام وعن غيره الى ان وصل بنا الحديث عن حزب الله، اتدري ما الذي قاله عن حزب الله ، يقول ، اسمع بنص العبارة" انتم تستطيعون ان تملكون العالم وتعيدون امجادكم ، لو تغيرت عقولكم واصبحتم تفكرون بنفس ما يفكر به قيادة حزب الله ، ولو انكم حملتم القيم والمبادئ التي يستعدون للتضحية بكل ما يملكون من اجلها" .؟...اسمع ما الذي يقوله هذا الانسان الذي لايفهم دين ولا شئ ...الا تخجل انت من ان تقول هذا الكلام؟؟؟
اسمع لو لا حزب الله لكل الامة اجتاحتها اسرائيل...
هذا ما اردت قوله لك ايها الاخ الكريم...
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م