طلال الطويرقي ونص يستدعي تقييما - 2

خشان خشان · #1 25-05-2002, 05:09 PM

أحرص منذ سنين على قراءة عدد الخميس من جريدة الرياض لما أجده من مادة ثقافية في (ثقافة اليوم)، ومن الطبيعي أن تستأثر مادة ما باهتمام أكثر من مادة أخرى. وعندما تصفحت النص المذكور لم أركز عليه كثيرا بادئ الأمر وإن استرعى انتباهي انطباع أولي ما في ظاهر النص من قدرة على جمع كل هذه الأسماء والمراجع في شعر ذي إيقاع سائغ، ودهشت لسعة اطلاع قائله.
وعندما طلب إلي صديق التعليق عليه انتابتني رهبتان الأولى أني لم أعتد التعليق على النصوص الأدبية من ناحية فقد كنت أحتفظ بانطباعي لنفسي وشتان بين انطباع إجمالي يحتفظ به المرء لنفسه وتعليق أو نقد أو تحليل يكتبه ليقرأه سواه بما يتطلبه ذلك من تمحيص وتبرير ودقة. أما الرهبة الثانية فكانت في انطباعي الأولي أن النص بكامله يقع في سياق الغموض الحداثي الذي لم أعتده. وقد كررت القراءة مرات ومرات وفي كل مرة كنت أرى بعض ظلمة تنجاب بمزيد من إشراق إلى درجة مكنتني من بعض الإلمام الذي أستطيع به أن أدلي برأي لا أظنه يغطي كل أبعاد النص ولا أظن التغطية التي تيسرت لي صحيحة كل الصحة.
يرى د. شوقي ضيف في كتابه القيم (الفن ومذاهبه في الشعر العربي ) أن هناك ثلاثة مراحل ومن ثم ثلاثة مذاهب للفن الشعري العربي
أولها الصنعة وأوضح من يمثله في العصر الجاهلي زهير بن أبي سلمى
وثانيها التصنيع وأكبر ممثليه أبو تمام
وثالثها التصنع ومن ممثليه أبو العلاء المعري
ويكاد هذا التلخيص يخل بموضوع الكتاب ولكني رأيت استحضاره لأنظر على ضوئه إلى هذا النص الذي أراه يمتد على المساحات جميعا.
تكاد الصنعة وهي الأقرب للبداهة والمباشرة تكون الأقل في هذا النص، ولربما حكمت بغير هذا لو لم أعرف أن معظم كلماته أسماء مجموعات أدبية أو روايات، أما التصنيع - وهو الجهد في التأليف واستخدام الثقافة في إثراء النص فله النصيب الأوفر. وإن كان لا بد أن نلم في التصنع - وهو التكلف الشديد المعقد - فلا أستطيع أن أبرئ النص منه، ولا أن أدينه به. ذلك أن سبق التصميم واضح جلي، ولكن تناسق الأجزاء وانتظام السياق يخففان من غلواء ذلك بل لربما برراه إلى حد ما.

أعضلني فهم النص أولا، إلا أنني - وكما أسلفت - كنت أزداد فهما له كلما أعدت قراءته، ورأيت نفسي فيه كمن يدخل مدينة لا عهد له بها ويحاول أن يرسم لها صورة في ذهنه. إنه يعمد إلى معرفة شارع رئيس ثم يبدأ بنسج شبكة الشوارع والمباني والحدائق من حوله تدريجيا لتنتظم صورة ما في ذهنه تزداد بالتدريج.
وكان البيت: ( لماذا تركت الحصان وحيدا ) بمثابة الشارع الرئيس في القصيدة مبنى ومعنى ورحت أستقرئ النصوص على هديه
وهذه استعادة لتجربة استنطاقي للنص من خلال هذا البيت
كانت أول مرة يرد فيها مع البيتين/السطرين الذين جاء بينهما
<HTML>
<HEAD>
<**** NAME="Generator" CONTENT="Microsoft Word 97">
<TITLE>عن كتاب الحصار</TITLE>
</HEAD>
<BODY>

عن كتاب الحصار
-لماذا تركت الحصان وحيدا
خرجت من الحرب سهوا

وهذه الصورة الأولى إنه حصار إذن (كتاب الحصار) وفرار فارس (لماذا تركت الحصان وحيدا) واصطناع العذر لتبرير الفرار (خرجت من الحرب سهوا)
</BODY>
</HTML>