دعوة للابتسام-من إيليا أبي ماضي
القصيدة ليست عندي وأرسلها إلي مشكوراً بناء على طلبي الشاعر جمال حمدان
ولا أعرف عنوانها الأصلي فاخترت هذا العنوان وهي كقصائد أبي ماضي جميلة رائقة تملاً الدماغ وتسر الخاطر
قال السماء كئيبة وتجهما
قال السماء كئيبة وتجهما
قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء
قال الصبا ولَّى فقلت له ابتسم
لن يُرجع الأسف الصبا المتصرما
قال التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي , فكيف أطيق أن أتبسما ؟
قلتُ ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضيت عمرك كله متالما
قال التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت ابتسم ما انت جالب دائها
وشفائها فإذا ابتسمت فربما
ايكون غيرك مجرماوتبيتُ في
وجَلٍٍ كانك أنت صرت المجرما !
قال العدا حولي علَت صيحاتهم
أأسَرُّ والاعداء حولي في الحمى ؟
قلتُ ابتسم , لم يطلبوك بذمهم
لو لم تطن منهم أجلُّ وأعظما
قال المواسم قد بدت اعلامها
وتعرَّضت لي في الملابس والدُّمى
وعليَّ للاحباب فرض لازمٌ
لكن كفِّي ليس تملك درهما
قلتُ ابتسم يكفيك أنك لم تزل
حيا ولستَ من الا‘حبة معدما
قال الليالي جرعتني علقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعلَّ غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنَّما
أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطر على شفتيك أن
تتلثما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدُّجى
متلاطم وكذا نحب الأنجما
قال البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابتسم ما دام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما
|