اضواء على ثورة الحسين (ع) 4
خامسا:آن الهدف آو الحكمة من كل قول آو فعل وارد عن معصوم آو غيره .لا ينحصر آن يمون هدفا واحدا ، بل يمكن آن يكون متعددا سواء مما نعلمه من الأهداف آو مما نحمله منها ، آو الأهداف التي تكون في الحكمة الإلهية ، والمهم ألان إمكان تعدد الأهداف لأي تصرف ومن هنا يمكن آن تعدد الأطروحات المحتملة المصححة لتلت التصرفات .
سادسا : انه ثبت في الفلسفة آن أي شي في الخليقة فان لوجوده نحوا من الحكمة والهدف آو قل : العلة الغائية ،كما يعبرون هناك
وكل موجود مشمول لذلك ، سواء كان أنسانا أم حيوانا أم نباتا أم جمادا أم ملائكة آم غيرها من الأمور . لا يشذ عن ذلك حتى الأفعال الاختيارية للفاعلين المختارين من الناس آو غيرهم . فبالرغم من أنها اختيارية منسوبة لأصحابها ويستحقون عليها المدح آو القدح ، ألا أنها بصفتها خلقا من خلق الله سبحانه فهي منسوبة إليه جل جلاله ، زمن ثم يكون إيجادها – طبقا لتلك القاعدة – ذا حكمة وعلة غائية . ومن هنا يمكن القول بثبوت الأمر آن أي فعل من أفعالنا ؛فله نحوان من المقاصد : نحو يعود آلي الفاعل نفسه ونحو يعود إلى الخالق جل جلاله . لا يختلف في ذلك فعل الإنسان البسيط عن العظيم والعالم عن الجاهل والمعصوم عن غير المعصوم وهكذا.
فمثلا يمكن القول: آن الحسين (ع) إنما قام بحركه العظيمة ؛ من اجل غرضه الشخصي ؛ بينه وبين نفسه ؛ وذلك لأجل قيامه بواجب من الواجبات الموكلة أليه والمكلف بها تماما كما لو صلينا صلاة الظهر امتثالا لأمر الله سبحانه علينا وجوبا من ناحية وطمعا بالثواب الناتج منها من ناحية أخرى . وقد أمر الله سبحانه الحسين (ع) كما سيأتي شرحه ؛ بهذه الحركة ؛ فهو يمتثل هذا الأمر ؛ متوخيا الثواب العظيم والمقامات العليا التي ذخرها الله سبحانه له والتي لن ينالها آلا بالشهادة.
ومحل الشاهد الآن هو آن التساؤلات عن حركة الحسين (ع) ؛ إنما هو من قبيل التساؤل عن الحكمة الإلهية فيها ؛ وليس عن الأغراض الخاصة بالحسين (ع) منها كما شرحناه ومن هنا يكون الاعتراض عليها –أعني هذه الحركة –والطعن في أهدافها إنما هو طعن بالحكمة الإلهية مباشرة وليس في أغراض الحسين (ع) منها لان أغراضه الشخصية لم تكن – بكل بساطة – آلا الامتثال وتحصيل الثواب شأنه في ذلك شأن أي مؤمن آخر يمتثل عملا واجبا أو مستحبا.
سابعا: لا ينبغي لنا ونحن ننظر آلي فهم التاريخ الإسلامي ؛ آن ننظر آلي القادة المعصومين (سلام الله عليهم ) كقادة دنيويين كما عليه تفكير طبقه من الناس .يدعون للتمسك بالفكر الديني ولكنهم متأثرون بالاتجاه المادي الدنيوي . فهم يعتبرون المعصومين قادة دنيويين كبراء . بل هم بهذه الصفة خير من خير القادة الموجودين خلال العصور كلها. في اتصافهم بعمق التفكير وحصافة الرأي وشجاعة التنفيذ ونحو ذلك . ومعه يكونون هم المسؤولين عن أهداف حركاتهم وأقوالهم وافعالهم ولا تكون تلك الأمور منسوبة إلى الحكمة الإلهية بآي حال . إلا أنني اعتبر ذلك خطا لا يغتفر بل لا بد في النظر إليهم كقادة من اخذ كل الأصول الدينية والعقائد الصحيحة بنظر الاعتبار وقد ثبت انهم معصومون مسددون من قبل الله سبحانه .فالسؤال عن الحكمة لابد وان يكون راجعا إلى الحكمة الإلهية لا إلى آرائهم الشخصية مهما كانت مهمة .
__________________
الفرطوسي
|