رسالة : الى النصارى من الأمريكان وغيرهم ومن يراه من الملوك و الأمراء والسلاطين
كتبه : الشيخ أحمد بن حمـود الخالدي الثلاثاء : 17 / 7 / 1423 هـ الموافق : 25 / 9 /2002 م
الحمد لله إله الأولين والآخرين رب محمدٍ و موسى وعيسى وهارون رب العالمين وأشهد أن لا إلـه إلا الله وحـده لا شريـك لـه وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنه أنزل التوراة والإنجيل والزبور مبشراً بمجئ أحمد الرسول وأنزل القرءان مهيمناً على ما سواه إلى يوم الدين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى إخوانه أجمعين
السـلام عـلى مـن اتبـع الهـدى
اما بعد :
اعلموا أيها النصارى من الأمريكان وغيرهم ويامن دخل في حزبهم وانخرط في عسكرهم وانتظم في سلكهم وقاتل تحت رايتهم أوأعانهم على بغيهم وظلمهم أن الله حافظ دينه وناصر جنده ومنجز وعده وهازم الأحزاب وحده قال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين . إنهم لهم المنصورون . وإن جندنا لهم الغالبون . فتول عنهم حتى حين . وأبصرهم فسوف يبصرون . أفبعذابنا يستعجلون . فإذا نزل بساحتهم فسآء صباح المنَذرين ) وقد وعدنا الله النصر عليكم وأنه سيورثنا أرضكم ودياركـم وأموالكم فحكم حكماً لايبدل وكتب كتاباً لايحـرف ولايغير فقال وقوله الحق ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون . إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين . وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون . فإن تولوا فقل ءاذنتكم على سواءٍ وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون ) كما فعل ذلك بأسلافكم من قبل قال تعالى ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار . ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الأخرة عذاب النار ) وقال تعالى ( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً . وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطأوها وكان الله على كل شئ قديراً ) وقال تعالى ( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون . لا تحسبن الذين كفروا معـجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير ) وقـوله تعـالى ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون ءاية للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيما . – إلى قوله – ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لايجدون ولياً ولانصيراً . سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) وإن الله سبحانه وتعالى مظهر دينه ومعلي كلمته وإن كرهتم ذلك وسعيتم في إطفاء نوره وإخماد كلماته بقتل أولياءه وتشريدهم وأسرهم والتحريض عليهم بشتى الوسائل والسبل فالأمر كما قال تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) فإن أردتم النجاة وسلامة الملك والفوز في الدنيا والأخرة فإنا ندعوكم إلى الإسلام كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم لملككم هرقل ملك الروم من قبل ونحن نقولها لكم الآن (( أسلموا تسلموا يؤتكم الله أجركم مرتين فإن توليتم فإن عليكم إثم الأريسيين و( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) فإن قبلتم الإسلام فهو خيٌر لكم وهومطلوبنا وإن أبيتم فنقول لكم كما قال تعالى ( وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) , ( وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير ) , ( واعلموا أنكم غير معجزيّ الله وأن الله مخزي الكافرين ) ونقول ( حسبنا الله ونعم الوكيل) ثم اعلموا أنه لا دأب لنا إلا الجهاد في سبيل الله ولا لنا مأكل إلا من أموالكم وهذا أمرٌ لا نعتذر عنه ولم نستخف فيه ونزيد في ذلك إن شاء الله تعالى مما أمكننا ونوصي به أبناءنا من بعدنا وأبناؤنا يوصون به أبناءهم من بعدهم كما قال الصحابة من قبل :
نحن الذين بايعوا محمدا .... على الجهاد ما بقينا أبدا
ونرغم أنوفكم ونسفك دمائكم ونسبي نساءكم وأبناءكم ونغنم أموالكم بحول الله وقوته ونفعل ذلك اتباعاً لا ابتداعاً وطاعة لله ورسوله حيث قال [ بعثت بين يديّ الساعة بالسيف حتى يعبدالله وحده ولايشرك به شيئا وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلة الذلة والصغار على من خالف أمري ] الحديث بمعناه ونراه قربةً نتقرب بها إلى الله تعالى ونرجوا بها جزيل الثواب ممتثلين بذلك أمره سبحانه وتعالى ( يأيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) وقوله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ) إلى قوله ( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ) ولقوله ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة فخلوا سبيلهم ) وقوله ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذ أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولويشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم . سيهديهم ويصلح بالهم . ويدخلهم الجنة عرفها لهم . يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم- إلى قوله- أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها . ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لامولا لهم ) واعلموا أن الله موهن عزمكم ومبطل كيدكم ومفرق جمعكم وهازم حزبكم فإنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وقد أظهر الله فيكم المثلات بأظهر الدلائل والبينات فلم تعتبروا ولاتزال القوارع تصيبكم بين الفينة والأخرى وتحل قريباً من دياركم ( ولله جنود السموات والأرض وما يعلم جنود ربك إلا هو ) وقد استجمعت فيكم جميع أسباب الهلاك والعطب وأحاطت بكم من جميع الجهات بواعث حلول النقم والسخط و توالت عليكم الكوارث و النكبات وقد أهلك الله من قبلكم ببعضها فكيف إذا اجتمعت كلها وأنتم عن ذلك معرضين ولا تبالون بالظلم والطغيان أو البغي والعدوان حاربتم الفضيلة وأشعتم الرذيلة زيادة على كفركم بالله وعبادتكم ما سواه كعبادة المسيح وأمه عليهما السلام ثم سعيتم بحرب الإسلام والمسلمين وألبتم عليهم الدول وجمعتم الجموع وعقدتم التحالفات والمعاهدات والمؤتمرات والمؤامرات وأقمتم المنظمات والهيئات تارةً باسم التطرف والأصولية وأخرى باسم الجمود والرجعية ومرة باسم الإرهاب والدعوة للسلام ونبذ العنف والتسامح وحقوق الإنسان رجائاً أن يتم لكم ما تمنون به أنفسكم من ذهاب الإسلام وطمس هويته بين الناس والقضاء على أهله ولكن هيهات هيهات هذا كله وأنتم تعلمون أن الله كتب البقاء لهذ الدين وأهله وأن هذا محال بل هو من نسج الخيال إذ كيف الباطل على الحق يدال وقد شهد بذلك ما بقي من النبوءات المعروفة لديكم وشهد به أهل دينكم وملتكم ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) فهذه النكبات تصيبكم والفيضانات تأتيكم من حيث لاتشعرون والأمطار الغزيرة المغرقة وأنتم تنظرون وكثرة الحرائق في الغابات والمدن حتى أتت على الأخضر واليابس والإعصارات تعصف بكم في كل وقتٍ وحين والنكسات الإقتصادية ظهرت على شركاتكم الكبيرة حتى أعلنت أكثرها إفلاسها وأغلغقت أبوابها وطردت عمالها وعجزت أن تدفع لهم حتى أجورهم وفشت فيكم الأمراض المزعجة التى لايعرف فيها سبب الداء ولم يوجد لها دواء وكثر سقوط الطائرات وتحطم القطارات وذلك بأمر جبار الأرض والسماوات بلا سبب ظاهر مع حداثة التكنلوجيا والتقنية الجديدة والصيانة الدائمة المستمرة فهلا سألتم أنفسكم ونظرتم في أمركم ورجعتم إلى أنفسكم ولكن كما قال أخو بني قريظة أفي كل موطن لاتعقلون حتى وأنتم تعاينون الموت والهلاك وما حل بدياركم من الخراب والدمار ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون ) فقد غرتكم القوة المادية وهالكم ما أنتم فيه من الدعة والسكون وما أمدكم الله به من المال والنعم وكثرة الجموع وما أوتيتم من وفرة السـلاح والجند وأسباب الكيد والمكر والدهاء ( استكباراً في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلاسنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا . أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديرا ) وغركم أنكم قد ظهرتم على بعض البلاد وتسلطتم على من فيها ونهبتم خيراتها بالإبتزاز والغش والخداع وغرتكم الحياة الدنيا وغركم بالله الغرور أما علمتم أن هذا استدراجٌ لكم وأن عقابكم قد دنا ونهايتكم أصبحت وشيكة وإن الله إذا أراد شيئا قيض له من الأسباب القدرية مالا يخطر بالبال أويدور بالخيال ( ولايزال الذين كفروا تصيبهم قارعةٌ بما صنعوا أوتحل قريباً من دارهم حتى يأتيّ وعد الله إن الله لايخلف الميعاد .
|