مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-03-2005, 11:05 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د،الأهدل: السباق إلى العقول (5) هل يعد متبع الباطل عاقلاً؟

السباق إلى العقول بين أهل الحق وأهل الباطل الحلقة (5)

هل يعد متبع الباطل عاقلاً؟

خلق الله تعالى الإنسان مزودا بآلات حسية ظاهرة للعيان، أو خفية في داخل جسمه، لتقوم تلك الآلات بما هيأها الله سبحانه وتعالى من عمل: أسنان تطحن ولسان يخلط ويتذوق وينظف، وجلد يحس ويتألم، ويد تبطش وتأخذ، وجل تمشي وتسير، وأذن تسمع، وعين تبصر، وأنف تشم وتستنشق الهواء النافع للجسم من الخارج ويعبر منها الهواء الفاسد من الداخل، وحلق يدخل منه الطعام والماء والهواء، ومعدة تهضم الطعام، وقلب يضخ الدماء وينقيها، وهكذا: الرئة، والكلى، والجهاز الإخراجي والجهاز الدوري وغيرها، كل هذه الآلات وأجزائها تقوم بعمل قد هيأها الله له، فإذا فقد أي منها تعطل عملها الذي هيئت له.

فإذا فقد البصر قيل لصاحبه أعمى، وإذا فقد السمع، قيل لصاحبه أصم، وإذا فقد النطق قيل لصاحبه أبكم، والبصر قد يفقد والعينان في ظاهرهما سليمتان، والسمع قد يفقد والأذنان في ظاهرهما كذلك وهكذا....

وهناك آلة معنوية زود الله بها الإنسان، لا يستفيد من كثير من آلاته الحسية، إذا لم تكن هذه الآلة موجودةً، وهي العقل الذي جعله الله سبحانه وتعالى ميزانا لإدراك الحق من الباطل، في حدود مجاله الذي خلقه الله للعمل فيه.

وكل هذه الآلات إذا لم يستعملها الإنسان فيما خلقت له، أو لم يستعملها في أهم ما خلقت له، فإنها تعتبر بمنزلة الآلة المفقودة، ولذلك يصح نفيها مع وجودها فيقال: فلان لا يسمع، إذا سمع صوتا بدون أن يصغي لذلك الصوت ليفهم معناه، ويقال: فلان لا يبصر، إذا رأى شيئا دون أن تحصل فائدة من رؤيته، كما يقال: فلان لا يعقل، إذا لم يستعمل عقله فيما يعود عليه بالفائدة.

ولهذا امتن الله تعالى على الإنسان بتزويده بهذه الآلات النافعة التي تستوجب من الإنسان شكر ربه تعالى عليها، فإذا لم يشكره بها وعليها فقد أصبح كفاقدها، لأن شكر الله تعالى هو أهم ما خلقت من أجله.

قال تعالى: (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )).[النحل: 78].

ونفى سبحانه عمن لم يشكره بهذا الآلات منافعها، وهي: الإبصار والسمع والفقه - أو العقل - فقال تعالى: (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )).[الأعراف: 179]

وقال تعالى: (( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
)). [الأعراف:198]

بل إن الذين لا ينتفعون بهذه الآلات في الدنيا ينفونها هم عن أنفسهم، عندما يعاينون جزاء الله لهم في الآخرة على غفلتهم وعدم استعمالهم لها فيما خلقت له..

كما قال تعالى: (( إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))[الملك: 7-10]

ولهذا خص من يعقل الانتفاع بآياته الكونية والشرعية، مع أن تلك الآيات قابلة لينتفع بها كل الناس، ولكن الذي لا ينتفع بعقله من تلك الآيات ينزل منزلة من لم تكن تلك الآيات قابلة لانتفاعه منها.

قال تعالى: (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )).[البقرة: 164]

وليس المراد هنا مجرد وجود عقل لهؤلاء القوم، وهو الذي يقابله الجنون، وإنما المراد عقل يهدي صاحبه إلى الانتفاع بتلك الآيات، بدليل نفي الله تعالى السمع والعقل عن المكلفين بتصديق الرسالة الذين أنكروها.

كما قال تعالى: (( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا )).[الفرقان: 43-44]

ومثله قوله تعالى: (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )).[الحج: 46]

فكل من كُلِّفَ خطابَ الله تعالى، فلم يستجب لذلك الخطاب الحق بل اتبع الباطل، يصح أن ينفى عنه العقل باعتبار أنه لم ينتفع بعقله في أهم ما خلق من أجله.

ولهذا نَفَى عن الكافرين بالحق المؤمنين بالباطل العقلَ

فقال جل وعلا: (( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ )).[البقرة: 171]

وقال عن أهل الكتاب الذين يستهزئون بدين الله..

(( وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ )) [المائدة: 58].

وقال فيمن افترى على الله الكذب، فأحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله من المشركين - وغيرهم مثلهم -

(( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ )).[المائدة: 103]

وقال تعالى: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ )). [الأنفال: 21-22]

وقال تعالى: (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ )).[يونس: 42-43]

وهكذا يصح نفي العلم عمن لم يعمل به.

وبهذا يعلم أن الذي يتبع الباطل ويترك الحق غير عاقل، وإن توقّد عقله في كثير من ظاهر الحياة الدنيا. ولكنه –مع ذلك- مكلف بأمر الله ونهيه، محاسب على ذنبه، لأنه لم يستعمل عقله الذي منحه الله فيما خلق له.

وبهذا أيضا تعلم منزلة العقل المهتدي إلى الحق التارك للباطل عند الله تعالى.

موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م