مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-02-2003, 03:40 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي المراءة والثورة - منقول

اعرف ان قد لا يكون هنا مكانه ولكنني اصر لأنني ارى المراءة جزء لا يتجزأ من الاسرة مهما كان ما تقوم به من عمل
يدور الحديث حول المرأة وقضيتها بأشكال مختلفة، نعم من هي المرأة؟ وما هي قضية المرأة؟ بأي جانب من جوانبها تفرض هذه القضية النقاش؟

عن أية امرأة نتناقش، أتلك التي تقضي العديد من ساعات النهار في صالونات تصفيف الشعر؟ أم تلك التي تحمل ولدها كما الجرة، وتدعه يغفو في ظل بالحقل؟

أيجب أن نتناقش عن المرأة التي تنظم وقتها للبقاء أكبر فترة ممكنة في صالونات التجميلجمال، أم المرأة القروية التي تخرج من البيت مع بزوغ الفجر، وتعود مع غروب الشمس.

أيجب أن نناقش قضايا المرأة التي تسرع من حفلة رقص إلى حفلة رقص، ومن حفلة الرقص إلى عرض الأزياء، أم المرأة العاملة التي لا تستطيع حتى إرضاع أطفالها وتقضي عمرها واقفة أمام طاولة العمل؟

نتناقش حول فعالية المرأة التي تريح الضمير بخداع الأنظار في جمعية الرفق بالحيوان، وجمعية حماية الأطفال الفقراء، وفي نادي ليوننس، أم تلك التي حياتها محددة بجدران البيوت غير المرخصة للبناء، وتعمل في تربية الأطفال والخدمة في بيوت الأغنياء؟

نعم عن أيهن نتحدث؟

فهل نتحدث عن حرية العشق، ونشاطات هدم "الخرافات المقدسة" للمرأة ا"المثقفة" البرجوازية الصغيرة التي ليس لها اسم.

كلا إن قضيتنا ليست مناقشة قضايا المرأة البرجوازية والمرأة البرجوازية الصغيرة المتطلعة إلى المرأة البرجوازية، وأزماتها التي تفيض إلى صفحات المجتمع الراقي.

إن قضيتنا تختلف عن قضايا أولئك الذين يتحدثون عن الانحرافات الجنسية باسم الحرية وهدم الخرافات، نحن نتحدث عن قضية تحرر المرأة العاملة والكادحة، والمرأة البرجوازية الصغيرة، إننا نتناول الموضوع من وجهة نظر طبقية، ونختلف مع أولئك في إعداد رسم قضايا المرأة العاملة، والمرأة البرجوازية عبر رسمها بنفس القلم، وذلك بتناول القضية من الزاوية الجنسية فقط.

وان طريقنا يفترق أيضاً مع الذين يبحثون عن حل قضية المرأة في إطار النظام القائم، والإصلاحات البرجوازية، والتغيرات الجارية على الورق، مع رؤيتنا للحل في الثورة، لا نطلب الانتظار وعقد الأيادي فوق الصدور، إننا نؤمن بضرورة توسيع حقوق المرأة، والقيام بخطوات في تحقيق معالجات وخوض هذا النضال أيضاً مع وجود هذا النظام القائم. ولكننا لا نحدد النضال ضمن هذه الحدود فقط وإنما نبين الهدف أيضاً: "بدون الثورة لا يمكن التفكير بإمكانية تحرر المرأة ".

ñ

المرأة من الأمس حتى اليوم
عند تفحص كتابات فلاسفة الطبقات المهيمنة، نرى بأنها مملوءة بالأكاذيب المتعلقة بكون المرأة في الموقع الثاني على مر التاريخ، وان فلاسفة البرجوازية يلجئون إلى الكذب والتشويه لإثبات مساواة المرأة وتغير قدرها في الرأسمالية، بالنسبة لهؤلاء تعتبر المرأة قد تحررت وأن المساواة تحققت وأصبح الرجل والمرأة متساويين أمام القانون.

وهل الحقائق هكذا؟ وهل مساواة الرجل والمرأة المكتوبة على صفحات قوانين البرجوازية قد تحققت؟ وهل كانت مكانة المرأة دائما بعد الرجل كما يدعي أصحاب الأقلام المأجورة للطبقات المهيمنة؟

إن جواب هذه الأسئلة يكمن في تاريخ المجتمعات، حيث أظهر الماركسيون اللينينيون الذين عرجوا على تاريخ المجتمعات في ضوءهدي المادية التاريخية، بأن المرأة كانت هي زعيمة المجتمع في المجتمعات الإنسانية الأولى. وان انكشاف هذه الحقيقة يظهر ضرورة تحقيق بحث أكثر دقة لتاريخ تحول المرأة من الزعامة إلى العبدة الحرة.

إن هذا البحث سوف يكشف عن تاريخ عبودية المرأة التي يعتقد بأنها تستحق التقييم القائل: "أنها طويلة الشعر، قاصرة العقل"، والتي يقول عنها الدين: "خلق الرجل من أجل الله أما المرأة فخلقت من أجل الرجل".

ñ

من المرأة الأمازونية حتى المرأة العبدة
قبل انقسام البشرية إلى أسياد ومضطهدين (بكسر الهاء)، لم يكن هناك لا قمع ولا استغلال ولا عدم المساواة بين الرجل والمرأة، ولن تحتقر أو تباع كبضاعة، ولم تكن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية مقتصرة على تربية الأطفال وطهي الطعام. إن انتظام عملية جمع الحطب داخل الجماعة وعدم اعتمادها على الصدفة كما هو الحال بالنسبة للرجل في الصيد قد زاد من الاحترام الذي حققته لها أمومتها، وأما النسب فكان يحدد نسبة إلى الأم.

لهذا السبب كانت الأم هي الزعيمة داخل العائلة وان نساء الغأمازون اللاتي وصفن بالعداء للرجال في القصص الخيالية كن آخر نموذج لمجتمعات الأمومة (أي المجتمعات التي تسود فيها الأم) في الأناضول.

وباكتساب الأعمال التي تتطلب قوة جسمانية في تقسيم العمل الاجتماعي أهمية لأول مرة اهتزت مكانة المرأة في المجتمع، ومع ظهور الملكية الخاصة، أدت إلى وجوب معرفة والد الطفل الذي سيكون وريثا، إلى إزاحة الأم من موقع الزعامة.

وهكذا انتهى نظام الأمومة وولدت العائلة الأبوية التي تعتمد على تفوق الرجل، وفقدت المرأة مكانتها في الإنتاج وحقها في إدارة الحياة الاجتماعية وتحولت إلى عبدة لدى الرجل.

إن الملكية الخاصة جعلت المرأة مغلوبة الرجل، وحولتها إلى أداة لمتعته وإنجاب الأطفال له. وهكذا أصبحت بالنسبة للرجل مجرد كائن حي يخدمه ويلد له من يرثه من بعده. لقد تضاعفت عبودية المرأة في المجتمع، العبودية التي كانت أول مجتمع طبقي، حيث كانت عبدة لسيدها ولزوجها في أن واحد.

إن المرأة التي كانت غنيمة حرب والبضاعة الأولى في أسواق بيع الأسرى كانت لذلك السنيور أولاً (السيد) ومن ثم الرجل الذي تزوجت منه والسنيور (السيد) يختار لها زوجها ويستطيع بيعها وضربها ومعاقبتها وإهداءها للآخرين فالابن الذكر في السن السابعة من عمره يصبح رئيس العائلة عند غياب الأب، وحتى والدته كانت مجبرة على إطاعته. وان السنيور (السيد) له حق الليلة الأولى. كانت المرأة كادحة تعمل في الأرض، وأداة متعة وأم. وهي التي كانت تنقطع في الأديرة، أو يعلنونها ساحرة، ويضرمون فيها النار. ولم تكن تستطيع الزواج من أحد بدون موافقة السنيور (السيد) فالكنيسة كانت تعتبر الزواج اتحادا للأرواح، وترفض الشهوة. ولكن الكنيسة نفسها كانت تقبل بالفواحش باعتبارها "فسادا لا مفر منه".

كما الكنيسة التي حددت المرحلة الإقطاعية، الإسلام أيضاً احتقر المرأة ووصفها بخطر يمكن توجيهه من قبل الشيطان.. السلطة الدينية اعتبرت كل ما هو حلال للرجل حرام على المرأة وان قتل المرأة رجما وجلدها تعتبر عقوبات بسيطة.

فالدين الإسلامي الذي خرج من بين علاقات العبودية الفاسدة، ووأد البنات، حرر المرأة من أسر العبودية لكنه زج في ظلام الرجعية الإقطاعية، وان خلاصها من الوأد وحصولها على جزء من الميراث لم يكن يعني خلاصها من التعرض للسحق والمهانة.

فالإسلام مثله مثل غيره من الأديان رفع من شأن الرجل، وكان يرى المرأة نصف الرجل، وعبدته التي يجب عليها إطاعته وكائنا ينجب له الأطفال وهو الدين الذي دفع بمكانة المرأة إلى أبعد ما يمكن في الحياة الاجتماعية.

إن الإسلام الذي جعل الصمت والاستسلام للمصير والمعاملة من الدرجة الثانية في الجنة وعداً للمرأة، أدرج في الأحاديث حق الرجل بضرب زوجه. مكان المرأة هو أن تكون أما في البيت فلنقرأ من القرآن الكريم رأي الإسلام - الذي يوجه مستقبل الناس ويشكل روحهم- في المرأة:

"...الرجال متفوقون على المرأة لأن الله جعلهم متفوقين على المرأة في أشياء كثيرة، وانهم يعيشون نساءهم ويشبعونهم بأموالهم، فالصالحات قانتات) كما أن الله يحفظ حقوقهن، مهن يحفظن عفافهن حتى في غياب أزواجهن".

"سورة النساء"

وبالادعاء أن المرأة كائن ضعيف يحتاج إلى الحماية أعطى الإسلام للرجل حق الزواج من أربع نساء. حينما منعت الكنيسة الطلاق لأي سبب كان، ربط الإسلام مستقبل المرأة بكلمة -أنت طالق– تخرج من بين شفتي الرجل.

إن طوق القمع المحيط بالمرأة في المجتمع الإقطاعي لم يكن عبارة عن الكنيسة، والشريعة والإقطاعية، وإنما كانت في البيت أيضاً أسيرة الرجل الذي أنيط له أمرها. هي أولا عبدة للأرض ومن ثم عبدة في البيت وفي النهاية أما.

أنهت البرجوازية القمع الإقطاعي على المرأة، واشتركت المرأة بكل ما تملك من قوة في الحركة البرجوازية التي شقت ظلام القرون الوسطى بشعارات "المساواة". لكن الذي حصل هو أن التحرر الذي حققته الثورة البرجوازية، و النظام البرجوازي المتوطد لم يعترف للمرأة بالحرية التي كانت تنتظرها. فالتغيير الذي حصل في وضع المرأة من العبودية إلى البرجوازية لم يكن سوى التغير في الشكل فقط.

دافعت البرجوازية عن تحرر المرأة من الاضطهاد بنفس المنطق الذي عرفت به حرية الكادح على أنها بيع هذا الأخير لقوة عمله في شروط أكثر ملاءمة. كونها مجرد عبدة في البيت، ما كانت المرأة لتحقق فائدة تذكر للبرجوازية التي تحتاج إلى قوة العمل العنصر المنتج الحيوي لرأس المال.

فمن أجل استغلال قوة عمل المرأة كانت هناك ضرورة للاعتراف بحريتها بالقدر الذي يمكن معه جلبها إلى المصنع، وهذا ما قامت به البرجوازية.

وهكذا فالرأسمالية عندما كانت تتصاعد بالثورة الصناعية خرجت مواد البناء من دماء النساء والأطفال أيضاً. وجعلت الأطفال والنساء أرقاء بالأجرة في المصانع والمناجم في ظروف عمل سيئة للغاية، وقسوة بالغة بعثت الشفقة حتى لدى فلاسفة البرجوازية. تم إحياء رأس المال باستغلال قوة العمل الرخيص للمرأة بيوم عمل وصل إلى 16-18 ساعة.

واجهتة البرجوازية التي أخرجت المرأة من البيت وجلبتها إلى المصنع من أجل الاستغلال مع أمر لم تكن تتوقعه فالمرأة التي منحت مكانا واسعا من قبل الرأسمالية كانت قد اكتسبت أهمية مفاجئة في هدم شروط الاضطهاد التي تطوقها.

عندما تحدث بيبل عن طيلة 20 سنة ما قبل انفجار ثورة 1789 الكبير هرولت المرأة بشكل جماعي للدخول في جمعيات سياسية وعلمية، كان يشير إلى هذا التطور. شكلت المرأة تنظيمات تهدف إلى امتلاك حقوق مساوية مع الرجل مثل "نادي أصدقاء الثورة"، وعند إعلان حقوق الإنسان، فمن أجل إسماعاسماع صوتها للآخرين كتبت المرأة أيضاً.

يتبع
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 25-02-2003, 03:44 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

"إعلان حقوق المرأة" كانت المرأة تقول "مثلما المرأة تملك حق الحكم عليها بالإعدام يجب أن تملك حق الوصول إلى منصب هيئة القضاة"، (المرأة والماركسية ص 25). وفي السنوات الأكثر سخونة للاحتلال الفرنسي في سنة 1793 بالذات طالبت بالحقوق السياسية من مجلس الثورة للاحتلال الفرنسي، وكانت توجه سؤال، هل تستطيع المرأة الاستفادة من حقوقها السياسية والمشاركة بشكل فعال في السلطة، وهل تستطيع تأسيس جمعيات سياسية أو منظمات جماهيرية؟ أما البرجوازية التي كانت قد تسببت الحرية والمساواة فجاوبت على هذه الأسئلة بإلغاء ومنع تحرر المرأة وإرسال قادتها إلى المقصلة.

فمن ناحية إنقاذ البرجوازية للمرأة من ظلام القرون الوسطى فهي أنقذتها ولكنها لم تكن ترتاح للحركات التي تتوجه لتوعيه المرأة من جهة إلى جهة أخرى تسير ضد مصالحها، فالبرجوازية التي حطمت الجدران السميكة لكنيسة، لم تلمس الأفيون المخدر فيها، هدم الممارسات الإدارية للكنيسة، سلطتها، لم يكسر قيود "خلق الله المرأة من أجل الرجل" التي تطوق المرأة بشكل واع وإنما بالعكس من ذلك عبر القوانين زادت من القيود المفروضة على المرأة، وكان الاعتراف جاريا بكون المرأة هي عبدة للبيت، ولم تكن قد منحت حق التصويت بعد، وكانت العراقيل توضع أمام تسلمها لشؤون إدارية، وان حقيقة نظرة البرجوازية للمرأة عرضت بشكل مكشوف عام في المادة 213 من أول قانون مدني في العالم المعروف بقانون نابليون:

"يجب على الزوج حماية زوجته، ويجب على الزوجة طاعة زوجها"

فالمرأة العبدة للبيت في القرون الوسطى أصبحت " بتحررها" عبدة معاصرة في خارج البيت أيضاً.

إن الرأسمالية الآخذة في الصعويد لم تستطيع منع مشاركة المتزايدة في الأحداث السياسية الاجتماعية، كانت للمرأة مشاركة فعالة في الحركات العمالية والإنكليزية، وحرب المتاريس في فرنسا، وبدأت تطالب بتقليل ساعات العمل والتعليم المهني، والمساواة في تبوء المناصب، المساواة في الأجرة، حق الحضانة وحق إقامة الجمعيات والتنظيمات السياسية.

كانت قد انفتحت أفاق جديدة لحياة المرأة العاملة في المصنع حيث إنان الظروف الجديدة كانت تحرض نضال لتوسيع حقوق المرأة، وأن المرأة كانت متواجدة ضمن الجهود التي تصب في اتجاه الثورة، لذلك أصبحن مقاتلات بطلات من زمن الثورة، مقاتلات من أجل الديمقراطية في زمن السلم، بالإضافة إلى رغبة البرجوازية في اغتصاب حقوق المرأة وحصرها ضمن حدود المصنع والبيت، إلاالا أن المرأة التي لا يمكن أن تخطو إلى الوراء بما قدمت من نضال، سارت إلى الأمام باستمرار بذلك استطاعت نيل حقوق التصويت، واستخدام لقبها وما شابه ذلك من حقوق وحتى تم الاعتراف بمساواتها مع الرجل في الدستور، ولكن المساواة الدستورية ما كانت لها أنان تكون مساواة فعلية، لأن الرأسمالية لم تكن مؤهلة لخلق شروط المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة، لأن جوهر النظام الرأسمالي كان يستند على عدم المساواة، وان فلاسفة البرجوازية المهتمين بهذا الموضوع كانوا يذرفون دموع التماسيح، خلال مراقبتهم لهذا الوضع، ويبدون الشفقة نحو المرأة. وطبعاً كانوا يسكتون عن مواضيع مثل موضوع كون المرأة تأخذ أجراً أقل من الرجل، وعدم تمثيلها بما فيه الكفاية، وتشغيلها في مواقع عمل لا يستدعي العمل فيه إلى مهارة كبيرة، وتكتيك، ولا تحتاج إلى خاصية معينة.

حينما كان العالم كله يعيش مرحلة الإمبريالية السابقة للمرحلة الاشتراكية لم يحدث تغير ما في وضع خارج الحقوق التي نالتها عبر النضال، وإنما بالعكس من ذلك، احتقرت الفاشية، وليدة الأزمة للإمبريالية المرأة وذلك بالإطلاق عليها رمز “3 K” اختصر هتلر عمل المرأة في ثلاث كلمات Kind, Kuch, Kirche أي الإنجاب، المطبخ، الكنيسة، فالمرأة التي كانت تهتم بمطبخهما وأطفالها، كان عليها أن لا تقصر تقصر في مهماتها الدينية؟ فالمرأة بإنجابها للأطفال تزيد من العرق الألماني المتفوق، لم يكتفوا بهذا القدر، فالفاشية التي جعلت المرأة عبدة في منزلها، استغلتها بشكل كبير في مواقع العمل أيضاً، وكانت تستخدم المرأة كخادمة في البلدان المحتلة من قبلها، مثلما كانوا يرسمون صور المجازر الجماعية كان الفاشيون يرسلون الصور العارية للنساء اللواتي قاموا باغتصابهن إلى أقاربهم كذكرى حرب.

ولقد كان عدم المساواة والمواطنية من الدرجة الثانية، الاحتقار، الإهانة والنظر إليها كمجرد وسيلة لإشباع الغرائز الجنسية وغيرها التي لم تتغير منذ ظهور المجتمع الطبقي تقبع تحت كل أشكال ديماغوجية الحرية والمساواة وان مساواة المرأة على الورق فقط كانت كافية بالنسبة للبرجوازية أكثر من هذا لم يكن أمراً مناسباً لها.
ñ

نساؤنا نحن
"......

بأيديهن المخيفة والمباركة

بذقونهن الصغيرة الدقيقة، بعيونهن الواسعة

أمهاتنا، زوجاتنا، حبيباتنا

والتي تموت وكأنها لم تعش أبداً

والتي مكانها في مائدتنا يأتي بعد ثَوْرَنا

والتي نختطفها إلى الجبال، ومن أجلها، ننام في السجون

والتي في الحقل، ومزارع التبغ وجمع الحطب والسوق

والتي تنساق إلى المحراث

وفي الزرائب

السكاكين المغروزة في الأرض في ضوئها

وأولئك النساء التي لنا بأجراسها وبأردافهاوباردافها الثقيلة المهترئة

مهن نساؤنا"

(ناظم حكمت، ملحمة كوفائي مللييه)

هل إن حكاية المرأة المضطهدة مختلفة في بلدنا؟ وهل إن مصير قره فاطمة وخديجة وعائشة اللاتي حملن قذائف المدافع على أكتافهن في حرب التحرير، مختلف عن مصير أخواتهناخواتهن في البلدان الأخرى، جواب سؤالنا هو كلا، حتى إنهنانهن عشن إلى يومنا هذا قروناً من الزمن أكثر اضطهاداً وألماً.

حسناً، اليوم من يمثل المرأة عندنا؟

هل الاقحواثنيات [1] اللاتي تدعون رفع الوضع الاجتماعي للمرأة عندنا وذلك بحمل عدة الطب النفسائني في العربات التي تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة وإجراءواجراء تنظيم الأسرةفحوصات الولادة.

أم الليونسيون [2] اللاتي "تصرفن" الملايين التي جمعوها بتنظيم بضع أمسيات وعرض أزياء.

أم نساؤنا المحبات للكلاب اللواتي يضربن عن الطعام ضد حملات البلدية للتخلص من الكلاب والقطط في الوقت الذي يموت فيه الآلاف من الجوع، والفيضانات والجفاف والحروب في أرجاء العالم كافة.

إن لم تكن هؤلاء، يمثلن المرأة التي نقصدها، ترى هل المرأة "المثقفة" التي تختار العذوبةالعزوبية و الحرية الجنسية التي تمثلها؟

كلا لسن هؤلاء. ما عدا التشابه الجنسي لا يربطهن أي رابط مع المرأة التي نقصدها، وليس هناك أي توجه مشترك بينهن، لهن عالم آخر، قضاياً ولغة أخرى لا داعي للذهاب بعيداً، لنستطيع إيجاد جذور هذا التمايز في الإسلام والدولة العثمانية التي كانت مجتمع أمة.
ñ

المرأة في الدولة العثمانية
قيمت الدولة العثمانية المرأة كما المجتمعات الإقطاعية للغرب-بمقياس الإنجاب فقط ليس من حق المرأة أن تكون وصية على أولادها، أو الطلاق، كانت مجبرة أنان تكون تحت سيطرة الزوج أو الابن أي سيطرة رجل ما بأي شكل من الأشكال، الشريعة الإسلامية لم تكن تجيز إلاكثر بعد من ذلك، حتى خروج المرأة إلى الشارع، وإلى أين تنستطيع الذهاب أو لا تنستطيع كلها نظمت بأوامر لا تستطيع مرافقة أي رجل لو كان والدها، أو المرور بشوارع معينة، غرف الحرملك والسلاملك والحريم، الضيافة، وصلت حتى إلى داخل السفن وعربات الترام.

مزوداً حركة الإصلاح الاجتماعي عندما وقفوا ضد قانون المرأة هذا، مثلما في كل الأمور الأخرى بحثوا الموضوع بأجراء مقارنة بينهم وبين الغرب، وانهم لم يستطيعوا العمل على تحرير المرأة، ولكنهم عملوا على أن للمرأة في المجتمع وجوداً حياً وعاقلاً على الأقل.

الحكومة الدستورية في 1908 استطاعت الإتيانالاتيان بإصلاح جزئي لوضع المرأة في المدينة فقط بذا استطاعت الخروج إلى الشارع بسهولة أكبر ولف عباءتها حول عنقها، والدراسة في مدارس محددة، فحركة الإصلاح الاجتماعي والحكومة الدستورية لم تستطيعاً فتح الطريق أمام أية تغيرات في قانون المرأة في المناطق الريفية.

فالحرب الامبريالية الاولى (فالحرب العالمية الأولى) كانت مرحلة حصول المرأة على أكبر قدر من الحرية والحركة في الدولة العثمانية، هذه الدولة المحتاجة إلى قوة العمل بدأت بتشغيل المرأة المحجبة في مصانع السلاح والنسيج، وسلمت للمرأة مهاماً في مؤسسات وسائل الاتصال، وتبادل المعلومات، والمستشفيات وغيرها من المؤسسات، ان الدولة العثمانية التي لم تقيم المرأة أكثر من كونها تنجب الأطفال وتربيهم، تحت ضغط الصعوبات أقدمت على الإخلال بالشريعة الإسلامية

عبر زج المرأة في الحياة الاجتماعية، ولكن مع ذلك لم يحدث تغير في القانون السياسي والاجتماعي للمرأة.

هذا هولأن نصيب المرأة من التاريخ العثماني، ان المرأة المحجبة التي حبسها التعصب الديني داخل جدران البيت وفرض عليها التميز، والتي كانت ترى الشارع من وراء المشربية، شهادتها لم تكن مقبولة في المحكمة، وحتى الكلام لم يكن مسموحاً لها إلا بإذن. باختصار ان المرأة في المجتمع العثماني كانت عبدة للبيت.

وعلى الرغم من سلوك التعصب الديني العثماني إلا أن الحركة الديمقراطية البرجوازية في أوروبا استطاعت التأثير على المرأة أيضاً، وجدت صدى لدى المرأة من الأقليات القومية بشكل خاص.

فالمرأة المحجبة على وضعها الاجتماعي بدأت بالسفور ولبس الملابس الغربية، وخلقن أزمة بنشرهن لصورهن في وسائل الإعلام، وبدأن بإصدار الصحف والمجلات وكذلك خصصت زاوية للمرأة في معظم الصحف وقام الاتحاد والترقي بإنشاء المجمع النسائيجريدة "الأحمر الأبيض" وطلب قبول المرأة كعضو مراقب في المجلس عام 1908 الذي تظاهرت المرأة أمامه بالبالأإعلام والشعارات، أما الذين كانوا متأثرين بنظرية الانثويةمساواة الجنسية قاموا بالدعوة تحت شعار "الحكومة الدستورية كانت حكراً على رجال معينين ونحن أيضاً أنقذونا من الأسر".

ولكن كل هذا لم يصل إلى الشعب عبر المتنورين ولا إلى المرأة القابعة خلف المشربية عبر المرأة المتعلمة، ولم تسدهي المسافة الفاصلة بين الوسطين.

يتبع
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 25-02-2003, 03:45 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

ñ

بطلة حرب التحرير لم تستطع تحرير نفسها
ان المرأة التي كانت تحمل قذائف المدافع على أكتافها وتسير خلف العربات الخشبية وتأخذ طريقها نحو خط المواجهة في جبهة الحرب بشجاعتها وتضحياتها استطاعت إحراز مكانة محترمة، لكن المرأة ربة البيت، المعلمة، الحاملة للقذائف والطعام إلى الجبهة، العاملة على إسعاف الجرحى، لم تشعر بأنها خطت خطوة مهمة في كسر طوق الاضطهاد، أما بالنسبة للمرأة في المدينة صاحبة الحظ الأوفر من ناحية الثقافة بالمقارنة مع المرأة الريفية، باسم "المعاصرة" و"تقليد الغرب" قد فقدت هذه المكانة المحترمة التي تم إحرازها في السابق لم تأخذ من المرأة الغربية سوى السلوك الاستهلاكي فيها، وبمرور الزمن "أصبحت مرتبطة بالرجل أكثر فأكثر.

إن بطولة المرأة والإيجابيات التي أظهرتها فرضت مناقشة وضعها الاجتماعي رغم رفض الرجعيين، وبدأت الحكومة البرجوازية الصغيرة بإعلان إصلاحاتها المقبولة جداً التي بقيت حبراً جداً على ورق إلى الآن، فالغاية لم تكن الاعتراف بحقوق المرأة وتوسيع حريتها وإنما كانت توجيه الضربة إلى القيم الإقطاعية في سبيل تثبيت النظام البرجوازي، وهكذا فالمرأة في القانون المدني جعلت مواطنة من الدرجة الثانية بعد تخليصها من عبودية الشريعة فبهذا القانون امتلكت حق الطلاق ومنع تعدد الزوجات، والحصول على حصة مساوية لحصة الرجل في الميراث وعدم الاعتراف بعقد القراآن العرفي، بهذا الشكل خرجت المرأة من ظلام الإقطاعية ولو في بنود القوانين.

القانون المدني معترفاً بتفوق الرجل أعلنه رئيساً للعائلة، عمل المرأة مرتبطاً بموافقة الرجل، وكان عليها السكن في البيت الذي يراه الرجل مناسباً لها.

وان تغير الزي الذي رافق صدور القانون المدني لحقه الاعتراف بحق المرأة في الترشيح والانتخاب، كما يعتبر خلق برجوازية قومية هو ضرب من الخيال، فأن تغير القانون الاجتماعي للمرأة هو خيال أيضاً، ان المرأة بعد قيام الجمهورية لم تستطع تجاوز ما حصلت عليه بالضغط من الأعلى من إمكانات التعلم والجلوس على مقاعد البرلمان، بدون شك استطاعت المرأة نيل الحقوق والتربية وفي المقدمة التعليم، بما لا يقاس بالمرحلة العثمانية.

ان المرأة في بلد يعتقد بأنها نالت فيه الاعتراف بكل حقوقها والمساواة في القول فقط. ما كانت لتستطيع كسر طوق قانون الصمت والاضطهاد والتحقير، لم يستطع تغطية وستر هذه الحقيقة لا أبناء مصطفى كمال المعنويين، ولا نساء رجال الدولة اللواتي اعتبرن الرقص في مراقص الجمهورية مثل النساء الغربيات مهارة كبيرة.

ان دكتاتورية البرجوازية الصغيرة هي قصة عدم تحرر المرأة رغم وجود حقوق المرأة بهذا الشكل أو ذاك، شوهد عدم كفاية منح الحجاب للأا شراك المرأة في الحياة الاجتماعية، فبدون رفع الراية على أساس طبقي ضد التخلف الثقافي والايديولوجي، لن تستطيع المرأة الحصول على مكانها الحقيقي في المجتمع، وان الأسبقية في إعطاء حقوق المرأة بين الدول لم تكن قادرة على تغير القانون الاجتماعي للمرأة لأن المرأة التي نالت المساواة دستورياً لم تكن قادرة على قراءة الدستور.

ومع بدء الرأسمالية بالتطور في تركيا حدث تغير كبير في دور المرأة في الإنتاج والحياة الاجتماعية خرجت من بيتها، وحصلت على إمكانات التعرف على الحياة، وزادت ثقلها في الحياة السياسية، لكن هذا لم يغير في نظر الإنسان العادي من مكانة المرأة التقليدية والدور الذي يقع على عاتقها. لقد كان الإسلام - الذي يحدد القيم الأخلاقية والأحكام الأخرى في المجتمع - ينظم العمل على أساس الجنس.

أما أحكام القيم التقليدية فقد ارتأت للمرأة الأمومة وأمور البيت، أما للرجل فقد ارتأت تأمين معيشة العش الاسري، وحماية عائلته.

وهكذا فان المفهوم والايديولوجية السائدة، كانا من بين أحد العوامل لرئيسية المانعة لأخذ المرأة دورها في الحياة. الإجتماعية من جهة مشاركتها في اللانتاج الاجتماعي.

ان المرأة القادمة إلى المدينة بعد الانسلاخ عن البنية المغلقة للريف والاضطهاد التقليدي للدين والتقاليد، دخلت هذه المرة تحت تأثير الثقافة المنفسخة التي أملتها الامبريالالية فالمرأة المدنية التي حصلت على التعلم هي الأخرى عاشت صيرورة مشابهة، فمن جهة أخرى إن الإمبريالية دفعت بالمرأة إلى العمل للمساهمة في معيشة عائلتها في مجتمع يستهجن عمل المرأة، أما سكنة البيوت غير المرخصة اللاتي ضعفت علاقاتهن بالريف، ولم يعدن يحصلن على المساعدات من القرية توجهن فرادى وأزواجاً أما إلى المعامل أو إلى حديقة التأمين للعمل كخادمات في البيوت لأن الرجل لم يعد قادرأ على تحمل عبء معاش العائلة.

بدون شك فالعوامل التي تدفع اليوم بالمرأة إلى العمل قد سحقت كل تلك المفاهيم الرجعية التي كانت تستهجن عمل المرأة، وان هذه الصيرورة قد فتحت الطريق أيضاً لتطور وعي المرأة وفعاليتها في الحياة الإجتماعية.

ñ

نساؤنا الأمهات
"لا تحجب العصي عن ظهر المرأة، ولا الجرو من بطنها".

ان هذا القول عندما يتردد على لسان الطبقة المتمدنة، المتعلمين، ويقوله قاض بصوت عال مع أنه قول ضعيف لكنه يثير الحفيظة. ان هذا القول الذي يتردد على لسان المتعلمين والطبقة المعتبرة نفسها متمدنة، عندما قاله قاض بصوت عال لقي ردود فعل ضعيفة. مع الأسف أنه يعبر عن قانون المرأة الأساسي في المجتمع وان إحتقار وزير الصحة صفة الانجاب في المرأة بتشبيها بالقطةكلب حين قال "لتكف عن الانجاب" يشير إلى عدم التقدم بما فيه الكفاية في موضوع المهام الإجتماعية للمرأة عندنا، لو كان عكس ما ذكر لما استطاع ذاك القاضي إطلاق حكم كهذا من على كرسي المحكمة، ولا هذا الوزير كان يستطيع البقاء في منصبه يوماً آخر، ولكن أحداً لم يظهر أي رد فعل يذكر ضدهما، وفعلا فعلتهما دون أن يحاسبهما أحد.

ان نساءنا ان كانت عاملة أو فلاحة أو موظفة أو تعمل في أي مجال آخر فهي أم قبل كل شيء وخادمة للبيت، فعندما لا تعمل تكرس جل وقتها لخدمة البيت، وان كانت تعمل فهي تكرس ساعات بعد العمل لبيتها.

ففي مجتمع تحتقر فيه المرأة العقيمة، ورغم الكثير من اللغو حول التكريم الذي تلقاه المرأة الام، فان كل هذا اللغو مجرد ثرثرة لا أكثر، ماذا يقدم المجتمع للمرأة التي تشعر بشعور راقٍ مثل الأمومة؟ وهل هناك أية جهود من قبل الدولة للمشاركة في تخفيف الحمل عن كاهل المرأة الأم؟ ما الذي يعتبر احتراماً في حياة المرأة الأم، هل استيقاظها المتكرر في الليل من أجل طفلها، أم حملها الذي زاد مع العناية بطفلها؟ أم عدم قدرتها على شراء اللحم والحليب والبيض لطفلها، وعدم إرضاعها لطفلها من صدرها لجفافها من سوء التغذية، أهو التعبيرعن الاحترام الذي تلقاه؟

نحن سنجيب: لاشيء! ما عدا التصريحات التي تبدأ بالقول "ان أية دولة اخرى لم تقيم المرأة بالمستوى الذي قيمته الجمهورية التركية للمرأة التركية"، ليس شيء آخر أبداً أليس المقصود بالمرأة التركية المعلمة.. المرأة التركية، الكردية، والاظية، والشركسية؟ هل همن على وعي من حقوقهن الموجودة في القوانين؟ ألسن من اللواتي يقبلن على مضض بالزوجة الثانية في منزلهن في أكثر الأحيان، ألسن من اللواتي تكم أفواههن، وتلطم وجوههن، وتقيدن بالسلاسل عند الاعتراض على اتخاذ زوجها امرأة عشيقة له؟ ألسن همن نساءنا اللواتي يشرن بالقول: "ضرب الحببب زبيب"، إلى الاحترام الذي يلقينه من أزواجهن الذين يضرر بهن؟

فهل المرأة التي "تتلقى أقصى التقدير" هي تلك التي تطرد من المصنع الذي تعمل فيه كونها حاملاً أم تلك التي لا تجد دار حضانة لتقبع أطفالها فيها؟ فهل المرأة المحفوظ قدرها هي تلك التي تستيقظ، منذ ساعات الفجر الأولى ترسل أولادها إلى المدرسة، ومن تسرع الخطى في الشوارع إلى اسواق تأجير العمال، أم تلك المرأة الكادحة التي تعيش في البيوت غير المرخصة؟ أن لم تكن هؤلاء مهن المرأة التركية، ترى هل هي تلك التي يهدم بيتها غير المرخص على رأسها؟ فمن هي المرأة التركية يا ترى؟

كثيراً ما نقرأ في الصحف حول قيام فتيات بأعمال مسيئة من أجل الاستمرار في الدراسة الجامعية، وأخريات يجبرن على معاشرة رب العمل في مواقع العمل، فالحقائق المتعلقة بما سبق ذكره التي يوردها علماء الاجتماع تبين التقدير الذي تتلقاه المرأة في تركيا.

ان النظرة الطبقية تكمن تحت جميع الديماغوجيات التي هي سبب عدم اعطاء التقدير الللالأزم للمرأة، فالحقائق حتى وان رفضتإ إالا أنها مؤلمة وملفته للنظر، وهكذا فالوضع الذي تعيشه المرأة عندنا لا يمكن التعبيرعنه الا بشكل مؤلم وملفت للنظر وان الكثير من الفتيات اللواتي يتم تعليمهن لتكون "زوجة مثالية" وتحضير جهاز العرس لهن مازلن يتزوجن عن طريق الخاطبة، ويتم بيعهن بمقدم الصداق.

وإن وضع المرأة المدينة التي كل ثقافتها لا تتعدى تشويهات الروايات المصورة والتي لا تستطيع تجاوز العالم الآسر والفاسد للتفلفزيون، ليس مختلفاً عن وضع المرأة القروية فإن المرأة التي ضغطت حياتها في مساحة ضيقة إلى أبعد الحدود، أصبحت في وضع عدمت فيه تماماً إمكانات تطوير انفسهن فالمرأة التي تخصص كل وقتها الفائض بعد ساعات العمل للعناية ببيتها.

كيف تستطيع تطوير نفسها؟ حتى ان المرأة التي تريد الحصول على أسباب معيشتها لها قضايا كثيرة إلى درجة لا تستطيع معها القيام بخطوة واحدة في تطوير نفسها، لقد وقع كل الحمل من الانجاب في أحدى المستشفيات حتى تغذية المولود، من العناية به حتى قضايا الحضانة، الروضة، التعليم والصحة، كل هذه القضايا تقع على كاهل المرأة ،فالمرأة في: تركيا ترزخ تحت ثقل كل هذه القضايا.

التتمة

ñ

[1] الاقحواثيات: هم أعضاء جمعية تضم نساء المجتمع المخملي

[2] الليونسيون: منظمة إمبريالية عالمية
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م