بسم الله أبدأ ( أخــطـــــــر موقـف فـي حـيــــــا تـي ) !! !!
عندما كنت في سن الخامسة عشر من عمري بالتحديد عندما كنت في
الصف الأول الثانوي , كنا في نزهة برية مع الأهل الى منطقة أقرب
نقطة سكنية قريبة منها تبعد حوالي 200 كلم, لقد كانت منطقة في
وقت الربيع من أجمل المناطق , وتستحق الذهاب اليها رغم بعد
المسافة وعناء الطريق , وقد سبقنا اليها إبن عم الوالد وأبنائه
الأربعة التي تجاوزت أعمارهم الخامسة والعشرون عاما , لتجهيز
(المخيم) مكان الإقامة , أما عن نفسي لم أكن متحمسا للذهاب مع
الأهل الى تلك المنطقة بالقدر الكافي فلقد ذهبت إرضاء لهم فقط
رغم الطبيعة الجميلة التي شاهدتها فور وصولنا الى المنطقة ..
لا أطيل عليكم مكثنا قرابة 3 أيام وأنا كل يوم أصبر نفسي على
التحمل للأيام الباقية على نهاية الرحلة وكان المقترح لمدة
الرحلة 7 أيام فقط لكنها كانت أثقل علي من جبل أحد , عموما
في اليوم الرابع وبالتحديد قبل صلاة العصر بنصف ساعة تقريبا
راودني شعور بضرورة الذهاب من المكان والعودة الى المدينة
بأسرع وقت ووجدت نفسي متضايقا جدا فأعلمت الواد بالموضوع
الذي كانت إجابته الرفض طبعا, حيث أن الرحلة مرتب لها حتى
زمنيا,, والجميع مرتاح في الرحلة ..
عموما حاولت مرة أخرى بهدوء لكن كان الرفض أيضا بهدوء الأمر
الذي أفقدني أعصابي من الداخل ولم يجعلني أبوح بأي كلمة ..
فما كان مني الا سكوت العاجز الذي أسقط في يده ,,
ثم هممت بأمر كلما تذكرته ضحكت على نفسي كيف وصل بي الأمر الى
التصرف بذلك التصرف , أخذت ماء وأوهمت الجميع أنني ذاهب للوضوء
فأصبحت أبتعد قليلا قليلا عن المكان حتى إبتعدت عنهم قرابة 3 كلم
توضأت فعلا ثم صليت العصر فشددت رحلي صوب الجنوب ناحية الطريق
السريع الموصل الى المدينة , فأخت أمشي وأمشي وأنا لا أكاد أصدق
ما هو الشيء الذي يدفعني الى التوغل في هذه البرية (الصحراء)
والبعد عن الأهل , أخذت الشمس تداعب أحضان المغيب , وبدأت أشعر
بأن الوضع ليس كسابقة , وأن الحماس السابق قد تبدل الى التقهقر
أخذت أصدق نفسي أو أكذبها هل حقيقة أن الشمس الآن قد غربت , وأن
الظلام قد حل ,, هذا ما حدث فالظلام قد أطبق جفونه والشمس قد
غرقت في نوم عميق , وبقيت أنامثل .... لا أعرف ماذا أفعل ..
كل تفكيري كان يدور ماذا سوف يحدث هذه اللحظة ,, هل أفاجأ
بصديق عزيز مكشر بأنيابه وهو يبتسم لي ,, أو أشعر بشيء ناعم
الملمس تلمس قدماي ,, أو ماذا؟أصبح الان قاموس الخوف أمام ناظري
أتصفحه ورقة ورقة بل صفحة صفحة بل سطرا سطرا بل كل حرف فيه .
أحسست برعونة تصرفي لكن لا يفيد بعد أن قطعت قرابة 40 كلم مشيا
وأكلمكم الان والساعة قد تجاوزت العشاء بفترة طويلة ,حيث كنت
أتيمم لكل صلاة .. المهم لم أشعر بعطش أو بجوع بل شعرت بألم في
جميع المفاصل ,, أخذت أقرأ أذكار الصباح والمساء ولم أدع ذكر
الا وتلوته ,, ماذا عساي أفعل الان ,, قررت .... !! !!
أعتذر للتوقف الان عن سرد القصة وسأكملها لاحقا إنشاءالله وأحببت
أن أقول أن سبب عدم الإكمال ليس من باب التشويق أو شد الأعصاب
لا أحبتي ولكن الوقت المسموح لي به لإستخدام جهاز الوالد محدد
لذا أحببت أن أمضي باقي الوقت معكم في الحوار على أمل إكمال القصة لاحقا ...
دمتم لي أصدقاء وإخوانا ,,,,
أخوكم المحب / هداج ,,,,
|