في وضعية السجود الخاشعة المستكينة بين يدي الله تعالى ، سرعان ما يضمحل الكبر ، ويتوارى غرور الإنسان وإعجابه بنفسه ، فهاهو يضع أعلى ما فيه - الجبهة - عند مواطئ قدميه .
لكنها الذلة لمن لا تنبغي الذلة إلا له سبحانه وتعالى جل شأنه ..
وحين يترفع الإنسان عن الإقبال على الصلاة ، وينفر من السجود لله عز وجل ، فإنه يقع في ابشع صور الكبر ، وهي صورة الكبر على الله تعالى ، غير أنه في الوقت نفسه يقع في صور كثيرة ، من الذلة لأرباب كثيرين ، يركّـعونه بين أيديهم ليل نهار …!
إن في السجود بين يدي الله عز وجل أبلغ درس في التواضع ،التواضع لله أولاً ، ثم ينبغي أن ينسحب هذا للتواضع للمؤمنين كباراً وصغاراً ..
فإذا خرج الإنسان من صلاته ولم يستفد من هذا الدرس خاصة ،فما سجد بقلبه ، ولكن قالبه كان الساجد فحسب ..
ومن ثم :
فلا تجعل همك محصوراً في حركات الصلاة فقط - وإن كان هذا مطلوب بلا شك - ولكن انتقل خطوة وراء ذلك
واجتهد أن تتعرف على حِـكَـم الصلاة ودروسها وعبرها لتطبقها في واقع الحياة ، فإذا نجحت في ذلك - وأسأل الله أن تنجح - وجدت ثمرة الصلاة الكبرى التي ذكرها الله جل جلاله ( إن الصلاة تنهى الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ..)
فثمرة الصلاة الحقيقية :
أنها تهذبك وتزكيك ، وتسمو بك ، ذلك حين تقبل على صلاتك إقبالاً صحيحاً بحضور قلب ، وسكون جوارح ، وطمأنينة روح ..
وتأمل الآن قول القائل :
سبحي نفسي وصلّـي **** عند سطو العادياتِ
فــإذا القلـــبُ تنــــزّى **** مــن تبــاريحِ الحيــاةِ
رقرقي النفس دموعاً **** واسكبيها في الصلاةِ
فإلـــهُ الكــونِ يُـصغي **** للنفــوسِ الـباكيــــاتِ
للفائدة نقلته