السيرة النبوية ( 2 )
بسم الله الرحمن الرحيم
زواج عبدالله من #آمنة بنت وهب#:
بعد نجاة «عبدالله بن عبدالمطلب» من الذبح زوَّجه من «آمنة ابنة وهب
بن عبد مناف بن زُهرة».
وبعد أيـام من العرس خرج عبدالله فـى رحـلة تجـاريـة إلى «الشـام»،
فخرج مع قـافلة قرشية وباع واشترى، وفى عودته مر بيثرب؛ ليزور
أخوال أبيه من «بنـى النجار»، لكنه مرض فى أثناء زيارته، فلما بلغ«عبدالمطـلب» خبر مرض ابنه، أرسـل على الفور أكبر أبنائه «الحارث بن عبد المطلب» إلى «يثرب» ليعود بأخيه، لكن «عبدالله» تُوفِّى قبل أن يـصـل أخوه إلى «يثرب»، فحزن «عبدالمطـلب» حزنًا شديدًا عـلى موت ابنه «عبدالله» الذى لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، ولم مضِ على زواجه سوى شهور قليلة.
ولمــا خـفَّت مـوجــة الحزن عـلى آمنـة، بدأت تحس بجنين يتحرك فـى
أحشـائهـا، فتعـلَّق به أمـلُها، عسى أن يعوضها فقد زوجها الحبيب،
وأخبرت «عبدالمطـلب» بحمـلهـا، ففرح لذلك فرحًا شديدًا، وامتلأ قلبه
أملاً ورجاءً فى أن يأتى هذا الحمل بولد يعوضه عن ابنه الفقيد.
حادثة الفيل:
بـعد أن حـكم «أبرهـة» «اليمن» تمـلكته الغيرة من #الكعبـة المشرفـة#،
وأراد أن يـصرف العـرب عـن زيــارتهـا، فبنـى كنيسـة ضخمـة بـالغـةالروعــة، تُسـمَّى «القُلَّيـس»، وســاق أهـل «اليمن» إلى التوجه إليهـاوالتعبد فيهـا، لكنه لم يفـلح فى ذلك، وزاد من غضبه أن أحد الأعراب عبث بـالكنيسـة وقذَّرهـا، فـأقسم «أبرهـة» ليهدمن الكعبـة، ويطـأن«مكـة»، وجهَّز لذلك جيشًا جرارًا، تصـاحبه الفيـلة، وفى مقدمتها فيل عظيم، ذو شهرة خاصة عندهم.
وحينمـا عـلمت العرب بنيـة «أبرهـة» تصدَّوا له، لكنهم لم يفـلحوا فـىوقف زحفه، حتـى إذا بـلغ جيش «أبرهـة» «المغمَّس» - وهو مكان بين الطـائف» و«مكـة»- سـاق إليه أموال «تهامة» من «قريش» وغيرها،وكـان فيهـا مائتا بعير لعبد المطلب بن هاشم، فهمَّت «قريش» وقبائل العـرب بقتـال «أبرهـة»، ولكنهم وجدوا أنفسهم لا طـاقـة لهم بحربه،فتفرقوا عنه دون قتال.
أرسـل «أبرهـة» إلى «عبدالمطـلب» يُبـلغِه أنه لم يـأتِ لحربهم، وإنما
جاء لهدم البيت، فإن تركوه وما أراد فلا حاجة له فى دمائهم، فذهب
«عبدالمطـلب» إليه،فـلمـا دخـل نزل «أبرهـة» من سريره، وجلس على
البـسـاط، وأجـلس «عبدالمطـلب» إلى جـانبه، وأكرمه وأجـلَّه، فطـلب
«عبدالمطلب» منه أن يرد عليه إبله التى أخذوها، فقال «أبرهة»:
أعجبتنـى حين رأيتك، وزهدتُ فيك حين كلمتنى، تترك بيتًا هو دينك
ودين آبـائك، جئتُ لأهدمه، وتكـلمنـى فـى مـائتى بعير أصبتها لك ؟
فـقــال: «عـبدالمـطـلب»: إنـى رب الإبـل (أى صـاحبهـا) وإن للبيت ربًاسيحميه. قال «أبرهة»: ما كان ليمتنع منى، فرد عليه «عبد المطلب»:أنت وذاك، ثم رد «أبرهة» الإبل لعبد المطلب.
أمر «عبدالمطـلب» قريشًا بـالخروج من «مكـة»، والاحتماء فى شعاب
الجـبـال، وتوجه هو إلى بـاب «الكعبـة»، وتعـلَّق به مع نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه، وانطلق جيش «أبرهة» نحو «مكة»، وحينمااقـترب مـنهــا بـرك الفـيــل الأكـبر الذى يـتقدم الجيش رافضًا الدخول،
وتعبوا فـى إجباره على اقتحام «مكة»، وكانوا عندما يوجهونه إلى
جهة غير «مكة» ينهض ويهرول.
ثم شـاء الله أن يهـلك «أبرهـة» وجيشه، فـأرسـل عليهم جماعات من
الطـير، أخـذت تـرمـيهـم بـحجــارة، فقضت عـليهم جميعًا، وتسـاقطواكـأوراق الشجر الجـافة الممزَّقة، كما حكى ذلك القرآن الكريم: [ألم تركيف فعـل ربك بـأصحـاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عــليـهم طـيرًا أبــابـيـل ترميهم بحجـارةٍ من سجيـل فجعـلهم كعصفمأكول ]. [سورة الفيل].
البقية في الحلفة القادمة ان شاء الله
|