مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-07-2003, 05:35 AM
العراقي2 العراقي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 464
إفتراضي سلسة من النساء الخالدات ... السيدة عائشة رضي الله عنها وعن ابيها

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :

عائشة بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، القرشية التيمية المكية النبوية ، أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أفقه نساء الأمة على الإطلاق .

وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية.

هاجر بعائشة أبواها وتزوجها نبي الله قبل الهجرة بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وقيل بعامين ، ودخل بها في شوال سنة اثنين منصرفه عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر وهي بنت تسع ولم يتزوج بكرًا غيرها ، فروت عنه علمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه وعن أبيها وعن عمر وفاطمة وحمزة بن عمرو الأسلمي .. كما حدَّث عنها خلق كثير .
وعن عباد بن حمزة عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله ألا تكنيني ؟ قال : تكني بابنك ، يعني عبد الله بن الزبير . فكانت تكنى أم عبد الله . و عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أريتك في المنام مرتين و رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأقول : إن كان هذا من عند الله عز و جل يمضه . أخرجاه في الصحيحين .
وعنها قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه و سلم و أنا بنت ست سنين . فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفي جميمه فأتتني أمي أم رومان و إني لفي أرجوحة و معي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد مني ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار و إني لأنهج حتى سكن بعض نسفي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي و رأسي ، ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن : على الخير و البركة و على خير طائر . فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه و أنا يومئذ بنت تسع سنين . أخرجاه في الصحيحين . وعن عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة . قال من الرجال ؟ قال : أبوها . قال : ثم من ؟ قال : عمر . أخرجاه في الصحيحين .
وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كمل من الرجال كثير و لم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون : وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . أخرجاه في الصحيحين .

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام قلت : و عليه السلام و رحمة الله . أخرجاه في الصحيحين . وعن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً و فيه شجرة قد يؤكل منها و وجدت شجرة لم يؤكل منها : في أيهما كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يوكل منها . تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها انفرد بإخراجه البخاري .
وعن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غداً ؟ أين أنا غداً يريد يوم عائشة . فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور فيه نوبتي ، فقبضه الله عز و جل وإن رأسه بين نحري و سحري ، و خالط ريقه ريقي . أخرجاه في الصحيحين .
وعنه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة . قال عائشة : فاجتمع صواحبي إلى بيت أم سلمة فقالوا : يا أم سلمة : و الله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة و إنا نريد الخير كما تريد عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان ، قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه و سلم قالت : فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك ، فقال : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها .
وعنه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل فجاءه جبريل عليه السلام فقال : أو قد وضعتم السلاح ؟ ما وضعنا أسلحتنا بعد ، انهد إلى بني قريظة . فقالت عائشة : كأني أنظر إلى جبريل عليه السلام من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار . و عن أبي سلمة قال : قالت عائشة : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم واضعاً يديه على معرفة فرس دحية الكلبي و هو يكلمه قالت : فقلت : يا رسول الله رأيتك واضعاً يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه . قال : أو رأيته ؟ قلت نعم . قال : ذاك جبريل و هو يقرئك السلام . قالت : و عليه السلام جزاه الله من صاحب و دخيل خيراً فنعم الصاحب و نعم الدخيل . قال سفيان : الدخيل : الضيف . و عن القاسم عن عائشة قالت : وثب رسول الله صلى الله عليه و سلم وثبة شديدة فنظرت فإذا رجل معه واقف على برذون و عليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم واضع يده على معرفة برذونه . فقلت : يا رسول الله لقد راعتني وثبتك ، من هذا ؟ قال : أرأيته ؟ قال نعم . قال : و من رأيت قلت دحية بن خليفة الكلبي قال : ذلك جبريل عليه السلام .
__________________
بغداد يا قلعة الاسود **** يا كعبة المجد والخلود
  #2  
قديم 07-07-2003, 05:37 AM
العراقي2 العراقي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 464
إفتراضي

[color=darkblue][size=4][font=Arial]حديث الإفــــــــــك :
عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير و علقمة بن وقاص و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن حديث عائشة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله عز و جل . وكلهم حدثني بطائفه من حديثها و بعضهم كان أوعى لحديثها من بعض و أثبت اقتصاصاً . وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني و بعض حديثهم يصدق بعضاً . ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه .

قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج فيها سهمي ، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ذلك بعدما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوه و قفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنونا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بهودجي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه ، قالت : وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يُهلْنَ و لم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه فرفعوه و كنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل و ساروا و وجدت عقدي بعد ما استمر الجيش . فجئت منازلهم و ليس بها داع و لا مجيب . فتيممت منزلي الذي كنت فيه و ظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلي . فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت و كان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش و أدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني و قد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب عليَّ فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ، و و الله ما يكلمني كلمة و لا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته فوطيء على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني . وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول . فقدمت المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهراً و الناس يفيضون في قول أهل الإفك و لا أشعر بشيء من ذلك و هو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسلم ثم يقول : كيف تيكم ؟ فذلك يريبني و لا أشعر بالشر ، حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع و هو متبرزنا و لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل ، وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريباً من بيوتنا و أمْرُنا أمرُ العرب الأول في التنزه . وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا و أم مسطح و هي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف ، و أمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق و ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا و بنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت : تعس مسطح . فقلت لها : بئس ما قلت ، تسبين رجلاً قد شهد بدراً ؟ فقالت : أي هنتاه ، أو لم تسمعي ما قال ؟ قلت : و ما ذاك ؟ ، قالت : فأخبرتني بقول أهل الإفك . فازددت مرضاً إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فسلم ثم قال : كيف تيكم ؟ قلت : أتأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت : و أنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما . فأذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت أبوي فقلت لأمي : يا أمتاه : ما يتحدث الناس ؟ فقالت : أي بنيه هوني عليك ، فو الله لقلما كانت امرأة قط حظية عند زوجها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها القول . قالت : قلت أي سبحان الله و قد تحدث الناس بهذا ؟ قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع و لا أكتحل بنوم . ثم أصبحت أبكي . و دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب و أسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت : فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله و بالذي يعلم في نفسه لهم من الود . فقال : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم هم أهلك و لا أعلم إلا خيراً . و أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال لن يضيق الله عليك و النساء سواها كثير ، و إن تسأل الجارية تصدقك . قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بريرة فقال : أي بريرة ، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة ؟ قالت له بريرة لا و الذي بعثك بالحق نبياً إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله . قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول
، فقال و هو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ؟ فو الله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً و ما كان يدخل على أهلي إلا معي . فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال : أنا أعذرك منه يا رسول الله ، إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فقبلنا أمرك . قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج و كان رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ : لعمرك و الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام أسيد بن حضير و هو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت ، و الله لنقتلنه . فإنك منافق ، تجادل عن المنافقين ، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ، ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا و سكت . قالت عائشة رضي الله عنها : و بكيت يومي ذلك لا ترقأ لي دمعه ، و لا اكتحل بنوم . ثم بكيت ليلتي المقبلة لا ترقأ لي دمعه و لا أكتحل بنوم ، و أبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي . فبينما هما جالسان عندي و أنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار ، فأذنت لها فجلست تبكي معي . فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فسلم ثم جلس عندي ، قالت : و لم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل ، و قد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء . قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جلس ثم قال : أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا و كذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز و جل ، و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله عز و جل و توبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه . قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة . فقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما قال فقال : و الله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ! فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقالت : و الله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ! فقالت عائشة : و أنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن بلى إني و الله قد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم و صدقتم به و لئن قلت لكم إني بريئة و الله عز و جل يعلم إني بريئة لا تصدقوني و إن اعترفت لكم بأمر و الله يعلم أني منه بريئة تصدقوني ، و إني و الله لا أجد لي و لكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون . قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي ، قالت : و أنا و الله حينئذ أعلم أني بريئة و أن الله مبرئي ببراءتي ، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عزو جل في بأمر يتلى ، و لكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله عز و جل بها . قالت : فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسه و لا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه كان ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت : فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك كان أول كلمة تكلمة بها أن قال أبشري يا عائشة أما إن الله تعالى قد برأك . فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت والله لا أقوم إليه و لا أحمد إلا الله تعالى وهو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله تعالى : إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ، عشر آيات ، فأنزل الله تعالى في هذه الآيات براءتي . فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح لقرابته منه و فقره فقال : و الله لا أنفق عليه شيئاً أبداً إن شاء الله تعالى بعد الذي قال في عائشة ما قال ، فأنزل الله تعالى : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ، فقال أبو بكر الصديق : إني لأحب أن يغفر الله عز و جل لي . فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه و قال لا أنزعها منه أبداً . قالت عائشة : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن أمري ما علمت ، أو ما رأيت ، أو ما بلغك ؟ قالت : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أحمي سمعي وبصري ، و الله ما علمت إلا خيراً . قالت عائشة : و هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله تعالى عنى بالورع ، و طفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال ابن شهاب : فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط . أخرجاه في الصحيحين .

ذكر نبذة من كرمها و زهدها رضي الله عنها :

عن عطاء قال : بعث معاوية إلى عائشة بطوق من ذهب فيه جوهر قوم مائة ألف فقسمته بين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم .
وعن أم ذرة و كانت تغشى عائشة قالت بعث إليها ابن الزبير بمال في غرارتين قالت : أراه ثمانين و مائة ألف ، فدعت بطبق و هي يومئذ صائمة فجلست تقسمه بين الناس فأمست و ما عندها من ذلك درهم . فلما أمست قالت : يا جارية هلمي فطري . فجاءتها بخبز و زيت ، فقالت لها أم ذرة أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه ؟ فقالت لها : لا تعنفيني لو كنت ذكرتني لفعلت .
وعن عروة قال : لقد رأيت عائشة تقسم سبعين ألفاً و هي ترقع درعها .
__________________
بغداد يا قلعة الاسود **** يا كعبة المجد والخلود
  #3  
قديم 07-07-2003, 05:38 AM
العراقي2 العراقي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 464
إفتراضي

ذكر نبذة من خوفها من الله تعالى :

عن عوف بن مالك بن الطفيل أن عائشة رضي الله عنها حدثت أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة : و الله لتنتهين أو لأحجرن عليها . فقالت : أهو قال هذا ؟ قالوا : نعم ، قالت : هو و الله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبداً . فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة فقالت : و الله لا أشفع فيه أبداً و لا أتحنث إلى نذري أبداً ، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة و عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث و هما من بني زهرة بن كلاب و قال لهما : أنشدكما الله إلا ما أدخلتماني على عائشة فإنها لا يحل أن تنذر قطيعتي . فأقبل به المسور و عبد الرحمن مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة فقالا : السلام عليك و رحمة الله و بركاته ، أندخل ؟ قالت : ادخلوا . قالوا : كلنا ؟ قالت : نعم ادخلوا كلكم . و لا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة و طفق يقبل رأسها و يبكي . و طفق المسور و عبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمته و قبلت منه ، و يقولان لها : إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عما قد عملت من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال . فلما أكثروا على عائشة من التذكير و التحريج طفقت تذكرهما و تبكي و تقول لهما إني نذرت و النذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير و أعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة و كانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل بدموعها خمارها . انفرد بإخراجه البخاري .

ذكر تعبدها و اجتهادها رضي الله عنها :

عن عروة عن أبيه أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم . و عن القاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر و لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر . و عنه قال : كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها . فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح و تقرأ : فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم . و تدعو و تبكي و ترددها . فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي ، تصلي و تبكي .

ذكر طرف من مواعظها و كلامها :

عن عامر قال : كتبت عائشة إلى معاوية : أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عز و جل عاد حامده من الناس ذاماً . و عن إبراهيم عن عائشة رضي الله عنها قالت : إنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب ، فمن سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب .

ذكر غزارة علمها رضي الله عنها :

عن أبي موسى الأشعري قال : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط فسألنا عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه علماً . و عن مسروق قال : نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألون عائشة عن الفرائض . و عن عروة عن أبيه قال : ما رأيت أحداً من الناس أعلم بالقرآن و لا بفريضة و لا بحلال و لا بحرام و لا بشعر و لا بحديث العرب و لا بنسب من عائشة رضي الله عنها . و عن هشام بن عروة قال : كان عروة يقول لعائشة : يا أمتا لا أعجب من فقهك ، أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابنة أبي بكر ، و لا أعجب من علمك بالشعر و أيام العرب . أقول ابنة أبي بكر ، و كان أعلم الناس أو من أعلم الناس ، لكن أعجب من علمك بالطب . قال : فضربت على منكبه و قالت : أي عروة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره ، فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فنتعت له الأنعات فكنت أعجالها فمن ثم . و عن سفيان بن عيينة قال : قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و جميع النساء كان علم عائشة رضي الله عنها أكثر .
ذكر فصاحتها رضي الله عنها :

عن هشام بن عروة ، لا أدري ذكره عن أبيه أم لا ـ الشك من أبي يعقوب ـ قال : بلغ عائشة رضي الله عنها أن أقواماً يتناولون من أبي بكر رضي الله عنه فأرسلت إلى أزفلة منهم . فلما حضروا سدلت أستارها ثم دنت فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم وعذلت وقرعت . ثم قالت : أبي و ما أبيه ؟ أبي والله لا تعطوه الأيدي ، ذاك طود منيف و فرع مديد ، ههيات ! كذبت الظنون أنجح إذ أكديتم و سبق إذ ونيتم . سبق الجواد إذا استولى على الأمد . فتى قريش ناشئاً و كهفهاً كهلاً ، يفك عانيها ، و يريش مملقها و يرأب شعبها حتى حليته قلوبها ، ثم استشرى في الله تعالى فما برحت شكيمته في ذات الله تعالى حتى اتخذ بفنائه مسجداً يحيى فيه ما أمات المبطلون ، و كان رحمه الله غزير الدمعة و قيذ الجوارح شجى النشيج فانقصفت إليه نسوان مكة و ولدانها يسخرون منه و يستهزئون به الله يستهزئ بهم و يمدهم في طغيانهم يعمهون فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت له قسيها ، و فوقت له سهامها و انتثلوه غرضاً فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة و مر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه ألقى بركه ورست أوتاده ، و دخ ل الناس فيه أفواحا ، و من كل فرقة أرسالاً و أشتاتاً . اختار الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم ما عنده ، فلما قبض صلى الله عليه وسلم نصب الشيطان رواقه ومد طنيه ونصب حبائله وظن رجال أن قد تحققت أطماعهم ، ولات حين مناص ، و أبي الصديق بين أظهرهم ، فقام حاسراً مشمراً ، فجمع حاشيته و رفع قطريه فرد نشر الإسلام على غربه ، و لم شعثه بطيه و أقام أوده بثقافه ، فاندفر النفاق بوطأته و انتاش الدين فنعشه ، فلما أراح الحق إلى أهله و قرر الرؤوس على كواهلها و حقن الدماء في أهبها ، أتته ميتته فسد ثلمته بنظيره في المرحمة و شقيقه في السيرة و المعدلة . ذاك عمر بن الخطاب ، لله أم حملت به و درت عليه لقد أوحدت به ففنخ الكفرة و ديخها ، و شرد الشرك شذر مذر و بعج الأرض و بخعها فقاءت أكلها و لفظت خبيئها ترأمه و يصدف عنها ، و تصدى له ويأباها ثم ورع فيها وودعها كما صحبها فأروني ما تريبون و أي يوم تنقمون ؟ أيوم إقامته إذ عدل فيكم أم يوم ظعنه فقد نظر لكم ؟ أستغفر الله العظيم لي و لكم ، و قد روى هذا الحديث جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها .

تفسير كلمات غريبة فيه :

الأزفلة : الجماعة ، و تعطوه : تناوله ، و الطود : الجبل ، و المنيف : المشرف ، و أكديتم : خبتم و يش من خيركم ، و ونيتم : فترتم ، و الأمد : الغاية ، و المملق : الفقير ، و يرأب : يجمع ، و الشعب : المتفرق ، و استشرى : احتد ، و الشكيمة : الأنفة و الحمية ، و الوقيذ : العليل ، و الجوارح : معرفة و في رواية : الجوانح . و هي الضلوع القصار التي تقرب من الفؤاد ، و الشجي : الحزين ، و النشيج : صوت البكاء ، و انتثلوه : مأخوذ من النثلة و هي الجعبة و فلوا : كسروا ، والصفاة : الصخرة الملساء ، و قولها على سيسائه : أي على شده : و الجران : الصدر و هو البرك ، و معنى فرفع حاشيته و جمع قطريه تحزم للأمر و تأهب . والقطر : الناحية ، فرد نشر الإسلام على غربه كذا وقع في الرواية و الصواب على غره أي على طيه و الأود العوج ، و الثقاف تقويم الرماح و غيرها ، و اندفر تفرق ، و انتاش الدين أي أزال عنه و يخاف عليه ، و نعشه رفعه ، فنخ الكفرة : أي أذلها ، و ديخه ا : أي دوخها ، و في رواية : ذنخها ، بالنون ، أي صغرها ، شذر مرة أي تفريقاً ، و بعج الأرض أي شقها ، و كذلك نجعها ، و ترأمه ، أي تعطف عليه ، و تصدى له : تعرض . و عن الأحنف بن قيس قال : سمعت خطبة أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب ، فما سمعت الكلام من في مخلوق أحسن و لا أفخم من في عائشة رحمة الله عليهم أجمعين. وعن سفيان قال : سأل معاوية زياداً : أي الناس أبلغ ؟ قال : أنت يا أمير المؤمنين . قال : أعزم عليك . قال : إذا عزمت علي فعائشة . فقال معاوية : ما فتحت باباً قط تريد أن تغلقه إلا أغلقته و لا أغلقت باباً قط تريد أن تفتحه إلا فتحته .

ذكر وفاة عائشة رضي الله عنها :

عن ذكوان حاجب عائشة أنه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت و عند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقلت : هذا ان عباس يستأذن . فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال : هذا ابن عباس . فقالت : دعني من ابن عباس . فقال لها : يا أماه إن ابن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك . فقالت : ائذن له إن شئت . فأدخلته فلما دخل قال : أبشري فما بينك وبين أن تلقي محمداً صلى الله عليه و سلم و الأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد. كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب إلاطيباً و سقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تصبح في المنزل و أصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله عز و جل : فتيمموا صعيداً فكان هذا من سببك وما أنزل الله عز و جل لهذه الأمة من الرخصة ، و أنزل الله عز و جل براءتك من فوق سبع سماوات جاء به الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله عز و جل يذكر فيه الله إلا تتلى فيه آناء الليل و آناء النهار . فقالت : دعني منك يا ابن عباس ، فو الذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً . قال الواقدي : توفيت عائشة رضي الله عنها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة من رمضان سنة ثمان و خمسين وهي ابنة ست وستين سنة . وقال غيره : توفيت سنة سبع و خمسين و أوصت أن تدفن بالبقيع مع صواحباتها ، و صلى عليها أبو هريرة ، و كان خليفة مروان بالمدينة . و عن هشام بن عروة قال : مات أبو هريرة و عائشة سنة سبع و خمسين .
__________________
بغداد يا قلعة الاسود **** يا كعبة المجد والخلود
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م