الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 10- 611 ) :
{{ نعوذ بالله من التشبيه ، ومن إنكار أحاديث الصفات ، فما ينكر الثابت منها من فقُه ، وإنما
بعد الإيمان بها هنا مقامان مذمومان :
[ المقام الأول ] : تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب ، فما أوّلها السلف ، ولا حرّفوا ألفاظها
عن مواضعها ، بل آمنوا بها وأمرّوها كما جاءت .
[ المقام الثاني ] : المبالغة في إثباتها ، وتصوّرها من جنس صفات البشر ، وتشكّلُها في الذهْن ،
فهذا جهل وضلال ، وإنما الصفة تابعة للموصوف ، فإذا كان الموصوف عز وجلّ لم نره ، ولا
أخبرنا أحدٌ أنه عاينه ، مع قوله لنا في تنزيله (( ليس كمثله شيء )) ، فكيف بقي لأذهاننا مجالٌ
في إثبات كيفيّة الباريء ، تعالى الله عن ذلك ، فكذلك صفاته المقدسة ، نُقرّ بها ونعتقد أنها حقٌ
ولا نُمثّلها أصلا ولا نتشكّلُها }} .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم