مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-07-2003, 03:02 AM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: الجهاد في سبيل الله (59) تكوين الأمة..

الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته (59)

الأساس الثاني: لتكوين الأمة: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.

كانت الأنانية طاغية على العرب في جاهليتهم: القبيلة تترفع عن القبيلة، والبطن يفخر على مثيله، والأسرة تتكبّر على الأسرة، والفرد يتعالى على الفرد، وكان من حصاد هذه الأنانية ظلم القوي للضعيف واستئثاره عليه في كل شيء، ممّا سبَّب الإحن والعداوات والغارات والحروب الدائمة لأتفه الأسباب.

والأمة التي تصاب بالأنانية وما يتبعها أمة تافهة مهيضة الجناح خائرة القوى، تكون دائماً محلاً لمطامع الآخرين واستعبادهم لها.

فلما جاء الإسلام أحدث انقلاباً في نفوس المسلمين هو استسلام المسلم لربّه وطاعته لقيادته، وفي وحي الله وسنة رسوله ما يكفي لتواضع المؤمن وذلّته لله تعالى وحبه لإخوانه وإيثاره إياهم على نفسه.

وكان هذا المعنى ثابتاً في نفوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جعل أبا بكر رضي الله عنه يبذل ماله في شراء المسلمين الذين كانوا عبيداً لبعض المشركين الذين عذّبوهم وحاولوا صدّهم عن دينهم، ومن أولئك المسلمين بلال رضي الله عنه، وهو كذلك الذي جعل النفر الذي كانوا أول من لقيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم من الخزرج، يقولون بعد أن استجابوا لدعوته: ( إنّا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك … فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك ) [السيرة النبوية 429]، بل هو الذي جعل الأنصار يتسابقون إلى إيواء المهاجرين حتى كانوا يقترعون على المهاجرين.

ولكن مع ثبات هذا المعنى في نفوسهم أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعمقه بجعله بيعة وعقداً بين المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وأهلهم في سبيل الله، والأنصار الذين آوَوْهم ونصروهم، فآخى صلى الله عليه وسلم بينهم اثنين اثنين، أي كان يجعل رجلاً من المهاجرين أخاً لآخر من الأنصار، وهو إخاء خاص غير الإخاء العام. الإخاء العام: كل مؤمن أخ لكل مؤمن، والإخاء الخاص: فلان أخ فلان، وفَرْقٌ بين الأمرين، فالإخاء العام لا يثمر ما يثمره الإخاء الخاص من الحب العميق.

والتواضع والإيثار إذ قام على القواعد الشرعية فإنه يجعل الأخ يؤثر أخاه فيما لا يطرأ على الخيال، فضلاً عن التفكير فيه، فضلاً عن العزم عليه وتنفيذه.

وإليك الدليل:
في صحيح البخاري: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن ربيعة، فقال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فإني أقسّم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدّتها فتزوجها. قال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلُّه على سوق بني قينقاع، فلما انقلب إلا ومعه فضل من أقطٍ وسمن، ثم تابع الغدوَّ، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مهيم؟) قال: تزوجت [البخاري رقم 3780].

ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذا الإخاء العظيم فقال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفى حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) [آل عمران: 103]

ومن المهاجرين والأنصار كوَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم القاعدة الصلبة التي قامت عليها دولة الإسلام في الجزيرة ثم في شرق الدنيا وغربها، وهم الذين قال الله فيهم: (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذين آوَوا ونصروا أُولئك بعضهم أولياء بعض ) [الأنفال: 72].

وقال: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون، والذين تبوَّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كانوا بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) [الحشر: 8-9].

وقال تعالى فيهم: (محمد رسول الله، والذين آمنوا أشدّاء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركَّعاً سجَّداً، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزُرَّاع ليغيظَ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً ) [الفتح: 29].

ومن هنا يعلم أنه لا بدّ للدعوة الإسلامية – حتى تنطلق في الأرض – من قاعدة حصينة تنطلق منها، وهي ما تسمَّى في اصطلاح الفقهاء: ( دار الإسلام ) ومن قائد قدوة يتصف بكل الأخلاق الفاضلة المبنية على الإيمان العميق، ومن جنود تسود بينهم الأُخوة والمحبة ويتحقق فيهم الاقتداء بقيادتهم، وهذا ما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة، فتوطَّدت بذلك الجبهة الداخلية للدولة الإسلامية، وأمنت التصدّع والخلل الذي يستطيع أعداء الله التسلل منهما إلى صفوف المسلمين لصدعها وتفريقها.
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م