يومك يومك ......

[الشــــامخه]

يومك يومك

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب ستعيش، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن، اليوم الذي أظلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك فحسب، عمرك يوم واحد، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لاتتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر وإطلاعا بتأمل، وذكراً بحضور، واتزاناً في الأمور، وحسناً في خلق، ورضاً بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ونفعاً للآخرين...
لليوم هذا الذي أنت تزرع فيه الخير، وتسدي فيه الجميل، تستغفر فيه من الذنب، تذكر فيه الرب، تهيأ للرحيل، تعيش هذا اليوم فرحا وسروراً، وأمناً وسكينه، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك، بوظيفتك، { وخذ مآءاتيتك وكن من الشكرين }..

إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية: لن أعيش إلا هذا اليوم. حينها تستغل كل لحظه في هذا اليوم في بناء كيانك وتنميه مواهبك، وتزكية عملك، فتقول: لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجراً أو فحشاً أو سباً أو غيبه لليوم فقط سوف ارتب بيتي ومكتبي فلا ارتباك ولا بعثره، وإنما نظام ورتابة، لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي...
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي، وتأدية صلاتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي..
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن...
لليوم فقط سوف أعيش فانفع الآخرين، وأسدي الجميل الى الغير، أعود مريضا، أشيع جنازة، أطعم جائعاً، أرج عن مكروب، أقف مع مظلوم، أشفع لضعيف، أواسي منكوباً، أكرم عالماً، أرحم صغيراً، أجلّ كبيراً...

لليوم فقط سوف أعيش,,,


فيا ماضٍ ذهب وانتهى اغرب كشمسك فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظه لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنّا ولن تعود إلينا أبد الآبدين..

ويامستقبل انت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود، ولاغذاً لاشي، للأنة لم يخلق ولأنه لم يكن مذكوراً...

ختاماً يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهي صورها وأجمل حللها..


اخترته لكم مما قرأته
للشيخ عائض القرني

ويظل حلمنا وهدفنا معكم هو
نلتقي لنرتقي ,,,