مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-10-2004, 08:03 AM
خوشناو خوشناو غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 26
إفتراضي معالم استشرافية للفن الاسلامي..من منظورات رسائل النور

معالم استشرافية للفن الاسلامي..من منظورات رسائل النور

سعيد النورسي وان لم يكن فنانا بالمعنى التقليدي او متخصصا في احد الفنون الجميلة كجلال الدين الرومي الذي كان يتقن العزف الناي،لكنه كان منشئا للكلمة الطيبة الجميلة التي تبعث في النفس مشاعر اللذة والسرور والحب والسلام،والامن والايمان،والاخلاق الكريمة..
وكانت له مثنويات ذات سمة شعرية،وامثال فنية،وتسبيحات من النثر الفني..وقد كانت له اراء ونظرات في الفن نعرض بعضا منها في هذا المقال..ومن قبل كان(كانت)مثلا قد تحدث عن الفن وعلم الجمال،وهو لم يعرف شكسبير ولم يزر متحفا للتصوير..فالظاهرة الفنية ظاهرة بشرية يحق للمفكرين ان يتناولوها لصلتها بالدين،وبالعلوم الانسانية كعلم النفس وعلم الظواهر وعلم الاجتماع والاخلاق..
لقد بين سعيد النورسي ان الادب الغربي في مجال تصوير الحقيقة والواقع تعرض الى مزالق خطيرة منها: المادية التي طغت عليه،او كما قال فـ: (ان ذلك الادب المشوب بالسفه،لايغني شيئا عن اظطرابات الروح وقلقها الناشئة من الضلالة الواردة منه ايضا،ولربما يهدئها وينميها).
ومن النزعة اللااخلاقية التي سادت هذا الادب الواقعي التي صورها النورسي هذا التصوير التمثيلي المجسد: (وبلا خجل ولا حياء..وضع الادب الاجنبي لسانا كاذبا في فم البشر ..وركب عينا فاسقة في وجه الانسان..والبس الدنيا لباس راقصة،فمن اين سيعرف هذا الادب الحسن المجرد؟!).
ومن الاتجاه التصويري الذي لا يتأثم من ذكر الامثلة واللقطات والمشاهد والمشاعر والصلات غير المشروعة بحجة الامانة في النقل،والصدق الفني،ولمس مشكلا الناس،واستبان عقدهم والامهم ورغباتهم وحاجاتهم،وبذريعة حرية التعبير والثورة الفنية،وقد عبر النورسي عن سيئات هذا الاتجاه بقوله عن الفنان الذي يمثله بانه( لو اراد ان يرى القاريء الشمس فانه يذكره بممثلة شقراء حسناء!).هذه المبالغة في تكبير المسالة الجنسية وتعميقها وتهويلها تعبر عن نفس مريضة تتذرع بالفن،وتقف وراءها احيانا جهات مشبوهة كالماسونية والصهيونية..
وقد يزعم اصحاب هذا الاتجاه انهم يعالجون مشاكل الناس بهذه الطريقة ويرشدونهم الى افضل السبل لتجاوزها،لكنهم يدسون السم في الدسم،ويفسدون اكثر مما يصلحون،كما قال النورسي فان مثل هذا الفنان يعترف في انتاجه بأن (السفاهة عاقبتها وخيمة لاتليق بالانسان) ثم يبين نتائجها المضرة الا انه يصورها تصويرا مثيرا الى حد يسيل منه اللعاب،ويفلت من زمام العقل،اذ يضرم في الشهوات،ويهيج في النزوات،حتى لا يعود الشعور ينقاد للشرع!!)).
إن الرومانسية اتبعت خطا عاطفيا هائما في التصوير الفني للواقع وانطبع نتائجها بطابع معتم من الكابة والحزن،وغلبت عليه الصور الخيالية والتوجهات المثالية،والتمنيات الشاعرية..
ومع ان هذا المذهب كان "ثورة"على المذهب التقليدي الذي كان يبالغ من شأن المنطق،والعادات الوثنية الادبية،والمعقول الارسطي الجامد،ولايهتم بالمشاعر الانسانية النافذة الى ما وراء الاشياء والمستنبطة للاسرار.. وانه لا بد من تجميل الحقيقة ببعض التفاصيل الفنية المضافة بدلا من الاصرار على الجمود والتخشب في محراب المعقول التقليدي فان هذا المذاهب وقع في عشق الطبيعة وتأليهها احيانا،فقد جعل القلب حكما فصلا في الشعر والفن،واعتبر العواطف موازين ذاتية لقياس الاخلاق،فقد صرح باسكال ان "الله" –سبحانه-حالة تعاني من النفس،ويشعرها القلب،ولا يعيها العقل،وانتقد "كانت" العقل المحض واكد عجزه عن تفسير العالم الداخلي للانسان بما يضمه من مواهب غير منظورة كالنفس والانفعالات..وقرر كل من ""جون لوك"" ""كوندرسية""ان الرغبة في الشيء او الرغبة عنه هي التي تنشيء افكارنا عنه،وان القلب له افكاره الخاصة به،وقد رافقت هذه الثورة الشعورية ثورة اجتماعية وسياسية اسقطت الملك كما اسقطت الثورة الاولى العقل..لكن الثورة الشعرية والفنية لم تلتزم احدا،فقد استبدلت المخطط العقلي تماما بالتلقائي الغفوي،والخضوع النمطي بالحرية،والتجريد الفكريبالتصوير الخيالي،الذي يحول المدركات والخواطر النفسية الى صور خيالية تتراجم اهتزاز المشاعر النفسية العميقة..
وهكذا فقد طغى الانفعال على ادباء هذه المدرسة وانساقوا وراء مشاعرهم المتجاوزة،واهملوا تحكيم العقل في نسبته الفطرية الضرورية في انتاجهم،فاتسم هذا الانتاج بالذاتية المفرطة،ولذلك حدث ماذكره النورسي من اثار هذا المذاهب السيئة في النفس حيث قال: (ان استلهان الشعور من طبيعة صماء وقوة عمياء يملأه بالالام والهموم حتى يغدو العالم مليئا بالاحزان،ويلقي الانسان وسط اجانب وغرباء دون ان يكون له حام او ملك!فيظل في مأتمه الدائم،وهكذا تنطفيء امامه الامال).
وقد دعا النورسي الى انتاج ما يخفف من احزان الانسان ومخاوفه،وضرب مثلا عليه:تغريد البلبل وتغنيه بالورد وعشقه للشجر واعلانه وفرحه وسروره بهدايا الخالق،وحسن استقباله للتنويع اللوني والشكلي النباتي ..واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم سيدا لبلابل التي تملأ القلوب انشراحا و اطمئنانا وحياة وروحا،وتزكي النفوس وتطهرها من الالم والحزن المرضيين..
لقد استقى النورسي نظرته المتفائلة هذه من القران الحافل بالوعود والبشارات للمؤمنين،والذي يعتبر الالم شعورا اعتياديا ليس من الحكمة الغاؤه في العمل الفني لانه الطاقة الداخلية التي توجه المتلقي نحو افاق اكثر رحابة واعمق خصبا،وافضل اخلاقية،وكذلك الحزن الوقتي العارض الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في رثاء لولده ابراهيم(ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونون) فهذا الحزن وامثاله ليس هو الكابة القاتمة التي ينشئوها بعض انماط الادب الوجودي او الرومانسي،انما هو كالالم، يرتبط بمعاني المعاناة والتطهر والثورة على اسباب العذاب والمعاناة،نقطة تحريض وانطلاق الى افاق الانشراح والابتسام والسعادة).
((اذا وجدت من ابتلاك عاد البلاء عطاء في عطاء وصفاء في صفاء دع الشكوى واغنم الشكر فالازهار تبتسم من مهمة عاشقها البلبل)).
وقد رفضت رسائل النور مذهب الفن للفن تأليه الجمال كما فعلت الفلسفات اليونانية والرومانية والشرقية التي نصبت الهة للجمال،ابولو،وعشتار،واوفروديت..وفسرت الفن تفسيرا ماديا،وضخمت من اهواء الانسان وشهواته،وسقتها بالاداب والفنون المتعية،وخاطبت الانا المركزية المتكبرة بانتاجها الشعري،واقامت رموزا وتماثيل مجسمة للظلم،والرياء،والشهوة.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 31-10-2004, 08:05 AM
خوشناو خوشناو غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 26
إفتراضي

((ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير)).
((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)).
فهو لا يسمح بانطلاق خلجاته الشعوريةوسبحاته الخيالية بدون ميزان،انه يريد ان يطهر بها النفوس،ويلطف الاحاسيس،ويجمل الحياة،ويشرح الصدور،ويزكي الاذواق الجمالية ويصقلها،وليس له ان يرتمي في احضان الشك او الرفض للالم والقدر،او يرضي اذواق اصحاب الاهواء..ترضي انتاجاته الاذواق الرفيعة للكاملين من الناس وتطمئنهم.
والتصور الذي يتصوره الفنان المسلم للاشياء غير الموجودة مما سمي بالتخيل لا يفتري على الواقع،ولا يتنكر للدين الحق،انما هو الذي يرى بشكل ادق،او اعمق،او افخم،او اوحلى او اوسع،مما يراه الاخرون،انه ينشيء((صلة ما بين الانسان واماله البعيدة،التي لا يحققها له الواقع،فيبعث اليها بشباك من خياله،ويدنيها منه،ويقربه منها..كما يقول سيدقطب(رحمه الله)..او هو الذي يجمع بين طائفة من الحقائق،وحقائق الوجدان،وانفعالاته،ويربط بين اشتاتها ربطا محكما لاينكره الحس ولا العقل ولا"الدين الحق"..فالقران كان –كما يقول النورسي مستغنيا عن الخيالات الكاذبة،وكذلك الادب الاسلامي والفن الذي ينتجه المسلم لا يقع في وهم الشطحات،ولا يخرق العادة بالتزوير والاكاذيب
"العذبة"وامثال القران هي الدليل المسلم في انتاجه الفني،اذ ان بيانه (يمزق غطاء الألفة وستار العادة الملقى على موجودات الكون قاطبة،والتي لا تذكر الا انها عادية ومالوفة مع انها خوارق قدرة بديعة ومعجزاتها العظيمة))..
لكنه لا يخاف الحق الثابت،ولا يماري،ولا يخلق إفكا،ليدهش المتلقي ويغمره في جو من الاندهاش،والحيرة،ويخلب لبه،ويتلاعب بوعيه،كما يفعل ادباء الحداثة بايراد احداث مثيرة مفردة شاذة،منقطعة عن السياقات المقبولة والمألوفة ليمنحوها دلالات بعيدة غامضة لانهائية..
يقول سعيد النورسي في المقارنة بين البيان القراني وبين هذا اللون من الشعر((ان شأن الشعر هو تجميل الحقائق الصغيرة الخامدة وتزيينها بالخيال البراق،وجعلها مقبولة تجلب الاعجاب..بينما حقائق القران من العظمة والسمو والجاذبية بحيث تبقى اعظم الخيالات واسطعها قاصرة دونها وخانقة امالها)).القران والادب الاسلامي الذي تمثل اصوله،يحيي الذاكرة الايمانية والحق المودع في الفطرة الانسانية،وادب الحداثة يلغي الذاكرة بكل انواعها ويقوم إلى فرض الانقطاع المعرفي الذي رآه "فوكو" ضروريا لتاسيس معرفة جديدة او فن حديث..
قال الله تعالى((قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون) لقد دعا شعراء الحداثة الى استبدال كل ما هو سائد والتحرر من كل ثابت،ففي ندوة اقامها صحيفة عكاظ في عددها
7412 في 1\2 بعنوان: (نحو مفهوم شمولي للحداثة)
..اكد المشاركون فيها ان الحداثة منهج شمولي يعيد تركيب علاقة الانسان مع نفسه ومع العالم الخارجي،وانها تمثل عملية تحرر مستمرة وثورة دائمة تنزع الى الوصول الى الفاعلية الحرة والنشاط المطلق،ومغادرة كل مألوف ومقبول..والغريب ان يشاد بهذا الادب الحداثي في صحف الحرمين!
فقد اشاد احدهم بقصيدة انتجها (د. عبدالعزيز) تتفق مع ما ذهب اليه نيتشه في المانيا من ان الله قد مات،وذلك في مجلة اليمامة رقم(78)
اذ يقول:صار الله رمادا،صمتا رعبا في كف الجلادين،حقلا،سبحات وعمائم.
بين الرب الاغنية الثروة والرب القادم من هوليود
كان الله قديما حبا،كان سحابة،كان نهارا في الليل اغنته بالافكار الخضراء تجاعيد الارض..
كما دافع عن هذه القصيدة الشاعر الحداثي المعروف ادونيس الذي يرى في الشعر ((فاعلية معرفية كشفية قائمة بذاتها)) ..وقد ابدى عدم رضاه بالشعر الحداثي المعاصر في ديارنا لانه لا يخرق ما هو سائد جزريا،واكد ان الحداثة تعني الاختلاف مع السائد(من مفهومات الهوية والوحدة والثبات والنهائية،تؤكد على القطيعة والكثرة والتنوع والتحول والتفتحالمستمر واللانهائية)) وتعني كذلك((الرفض والتمرد على الاسس والجذور والمعايير الثابتة)).وهو يعرف الحداثة بانها((حركة تقوم على قول ما لم يقل في هذا المجتمع،على رؤية عوالم متححرة من جميع العوائق النظرية والعملية في حرية تخيل كاملة،وحرية تعبير كاملة)).
انها عنده ديننة الدنيا،هذا الشاعر قد تنبأ بشعر مستقبلي يتمركز حول الرغبة واللذة وانبجاسا عنهما وفيهما القصيدة منه تشبه النهر الذي(تصب فيه انهار كثيرة،سوف تكون بوصفها رغبة ومتعة،اختراقا واباحة،وتشكيلا خلاقا متواصلا لما لم يشكل))فبماذا اعتذر هذا الشاعر لهذه القصيدة التي تخلق هذا الافك،وتفتري على الله،ولا تقدره حق قدره،ولا تدعوه باسمائه الحسنى،وتتناسى ان الله حي قيوم لا ينام ولا يموت،وان الله سبحانه ليس مسؤولا عن تحريفات عبيد له لدينه واشترائهم به ثمنا قليلا،وتشويههم لدلالات اياته..؟ اعتذر له بعذر اقبح من تطاوله،وهو ان لغة الشعر مجازية،و((ما تنقله اذا لا يدخل في مجال الحق والباطل،او هو احتمالي يرتبط بالتخيل والرمز،وليس وثوقيا يرتبط بالمعتقدات والمذاهب)).
وانه-أي ذلك الشاعر المتطاول على الله سبحانه-يرمز في شعره الى ابتذال ممارسة الدينية لـ(فكرة)
الله سبحانه له الاسماء الحسنى وتعالى عما يقولون علوا كبيرا..وليس للشعر ان((يخدم غاية مفيدة او يحمل معنى مفيد)) لانه –كما يزعمون مفيد بطبيعته- ..اما الفنون والاداب فانها تشكل سلطة ادبية قاهرة يجب ان يستسلم لها المتلقي ويؤمن بعصمتها وقداستها،لا تسأل عما تقول وتنتج((فللفنون والاداب خصوصية-عنده-تحتم النظر اليها في ذاتها،والاستسلام لسحرها التخيلي وحركيتها الخلاقة))..
ان ادونيس يكرر ماقاله (رولان بارت) من ان الشعر يجب ان يتمركز حول اللذة والشهوة والمتعة،وتتصادم فيه الموجات الشعورية بدون نظام ثوابت..وتضيع فيه الحدود بين العلم والحلم والتخيل..ولذلك رفض الامام سعيد النورسي مثل هذا الشعر الذي يفتري على الواقع،ويتعدى حدود الله،ويتنكر للعلم،ويتبع الهوى والرغبة اللامحدودة،ولا يمارس التقوى.
ويعتبر"رولان بارت"اباً للبنيوية الحديثة واحد كبار مؤسسي النقد الحديث وعاش طفولة محرومة في فرنسا،واصيب بمرض السل وهو صبي،يعتبر واحدا من اربعةٍ هدموا ما بقي من ثوابت الفكر الغربي،وكشفوا سيئات واقع الحضارة الغربية وهم:ماركس،فرويد،نيتشه..تأثر بـ(ساد وفورييه).
اقر باعتقاده بالمتعية مذهبا في الحياة..من كتبه:درجة الصفر في الكتابة..وهو مؤسس لعلم العلاقات.وقد اعترف بتخليه عنه فيما بعد.ولمزيد من التفاصيل عنه اقرأ كتاب"متاهات" لكاتبه حسونة المصباحي،وكتاب"حوارات مع مفكري الغرب"للكاتبة حميدة نعناع.

( نقلا من مجلة الايمان)
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م