تحليل إخباري: مستقبل البعث في العراق في رسالة الدوري إلى أعوانه وشيخه!
كتب زهير الدجيلي
السبت 12/3/2005 "القبس"- تتعرض وزارات الدولة العراقية ومنشآتها الى عمليات تخريب، وتدمير نتيجة تفجيرات ارهابية متنوعة. ولا تقتصر هذه التفجيرات والاغتيالات على الوزارات، انما تشمل مرافق الخدمات من مخابز ومستشفيات ومستوصفات ومراكز ومخافر ومقرات احزاب ومنظمات، يقوم بها بعثيون وانتحاريون اسلاميون تابعون لتنظيمات الزرقاوي وحزب البعث العراقي الذي فقد السلطة، وبات يعمل سرا مستعينا بأنماط متنوعة من المجرمين والارهابيين، وينسب الى نفسه في بيانات على الانترنت، وفي بعض وسائل الاعلام العربية كل هذا التخريب والارهاب بدعوى المقاومة.
وهذه المقاومة التي يفتخر بها البعثيون العراقيون وحلفاؤهم الذين اختاروا هذا الطريق، باتت تسفر يوميا عن قتل عشرات العراقيين الذين يدعي حزب البعث انه يعمل من اجلهم، ويريد بناء الوحدة والحرية والاشتراكية لهم، لكنه في الوقت نفسه يستسهل قتلهم وتدمير كل شيء في العراق (حسب مضمون رسالة عزت الدوري الى اتباعه والى شيخه الذي لم يسمه في الرسالة الاخيرة، لكن بعض الذين قرأوها قالوا انه يقصد بن لادن او يقصد الزرقاوي)، حتى وصل عدد الذين راحوا ضحايا التفجيرات والاغتيالات البعثية الزرقاوية، الى اكثر من ثلاثين الف عراقي منذ ان بدأ حزب البعث ما يسميه بالمقاومة، مدعيا ان كل هؤلاء العراقيين الذين سقطوا ويسقطون ضحايا عمليات الاغتيال والتخريب يوميا هم عملاء لأميركا.
فإذا كان كل هذا العدد من العراقيين وغيرهم ممن سقطوا ضحايا التفجيرات التي طالت ايضا المخابز والتجمعات السكانية والاسواق ومواقف سيارات النقل العام والمستشفيات ومخازن الاغذية، ومجالس الفاتحة عملاء لأميركا، واذا كان افراد الشرطة والجيش والحرس الوطني ومديرو المستشفيات والاطباء والقضاة والمدرسون والاكاديميون والصحافيون والاعلاميون الذين اغتيلوا بأيدي المقاومة البعثية الزرقاوية هم عملاء اميركا، واذا كان هؤلاء الـ 8,5 ملايين الذين شاركوا في الانتخابات هم عملاء اميركا ايضا، فماذا بقي للبعث يا ترى لكي يبني دولة الوحدة والحرية والاشتراكية في المستقبل؟ وكيف يبنيها يا ترى من دون هذه الجماهير التي يستهدفها ويعتبرها عملاء لأميركا؟ وماذا بقي للزرقاوي والسلفيين لكي يبنوا دولة الاسلام الطالبانية في العراق حين باتوا يقتلون كل هؤلاء المسلمين واهل الكتاب؟
هذا يعني، وفق هذه الحسبة التي يعتمد عليها حزب البعث وحلفاؤه الزرقاويون، ان اميركا حائزة على رضا وتأييد كل الشعب العراقي الذي بات عميلا لها، لذلك يجب قتله، ويجب ايضا تدمير كل منشآت الدولة العراقية، وهدر كل الثروات، ويبدو حسب منطق البعث الدوري وحلفه الزرقاوي، ان عزت الدوري والذين معه من الزرقاويين وانصار السنة وجيش محمد اذا بقوا احياء، فإن عددهم الذي لا يتجاوز بضع مئات يكفي للتعويض عن فقدان الشعب العراقي، ويكفي لبناء دولة البعث الاسلامية الدورية.
وحسب منطقهم يمكن التعويض عن الشعب ببضع مئات من المجرمين الذين يستسهلون الجريمة، او ببقايا طالبان في افغانستان او الهاربين من البعثيين واعوان النظام السابق الذين حملوا معهم المليارات من الاموال العراقية، واستوطنوا بها بعض البلدان المجاورة، وراحوا يدعمون قتل العراقيين بأموالهم.
هذا هو مستقبل البعث في العراق، كما يريده البعثيون بقيادة عزت الدوري. لكن الشعب العراقي عنده مثل يقول: «اللي ما اله اول ما اله تالي».
والمجد والخلود لشهدائنا الابرار والعزة والشموخ لاخوتنا في الحرس الوطني البطل وأخواننا في قوات مغاوير الداخلية الشجعان وقوات الشرطة الابطال .
القمر الشجاع