مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-09-2005, 04:29 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي التشوهات الاقتصادية .. كيفية حدوثها !

التشـــــوهات الاقتصـــــادية.. كيفية حدوثها ؟

كما ان بعض المخلوقات تولد مشوهة كأن يخلق كائن حي حيوان كان او إنسان برأسين او ان تكون بعض أطرافه تنمو باضطراد أكثر من باقي جسمه ، كأن يصبح ذراعه اليمين مثلا بطول أربعة أمتار ، أو رأسه يساوي وزن باقي الجسم ان ذلك سيكون مرعبا و غير مألوف نهائيا ..

قبل أربعة عقود كان حوالي ثلاثة أرباع سكان الوطن العربي يعيشون كما كان يعيش أجدادهم قبل مئات السنين .. بعاداتهم بتقاليدهم ، بطرائق كسبهم ، بتصريف أمور حياتهم اليومية .. وكان السكان متشابهون في ذلك .. لم تكن فوارق ضخمة بين الطبقات الغنية و الفقيرة .. و هناك تشابه بالملبس والمأكل والمسكن ، ونوع العمل ..

فكان المال له طعم مختلف عن مال اليوم .. لأنه كان يأتي بعد جهد شاق ، فكان يصرف بعد تمحيص شديد ، وتوضع أولويات الصرف بعناية شديدة .. وكانت معظم قطع النقد ملساء من تمسك أصحابها بها أثناء الدفع .. ولم يكن وقتها كتابة الشيكات و الكمبيالات و التقسيط تحدث بالشكل الذي تحدث به اليوم ، وكانت السلع المطلوبة للأفراد محدودة و معروفة .. وكانت أنواع الأقمشة التي تصنع منها الأزياء الموحدة للمواطنين معروفة أيضا ..

أما اليوم فحدثت طفرات سرطانية بالاستهلاك ، و أنواع المقتنيات ، و ارتفعت قوائم طلبات الفرد .. ونشأ علم الدعاية لسلع كثيرة .. في حين لم يرتفع مدخول الأسرة قياسا بقدرتها الشرائية كثيرا .. و أصبح من كان يعيش في تلك الفترة ، اذا دخل متجرا يكاد لا يعرف عن 90% من موجوداته كسلع ، لا من حيث أسمائها ولا من حيث غرض وجودها ..

وتدافع الناس لتقليد بعضهم البعض ، فنمت نزعة الاستهلاك نموا سرطانيا حتى أصبحت بمثابة تشوه مرعب قياسا بثبات الدخل أو ضموره .. مما أثر بالتالي على اختلال بوظائف اقتصادية ، أثرت بدورها على منظومة النمو الاجتماعي .. من تأخر سن الزواج .. واضمحلال المدخرات الأسرية .. وبيع العقارات و ممتلكات الأسر من أجل مواكبة ومشابهة الآخرين في شرائهم ..

أليس هذه الظاهرة بتشوهات اقتصادية خطيرة ، كما أن آثارها لن تتوقف عند هذا الحد بل ستؤثر على منظومة القيم الوطنية .. اذ انها ستولد مولدات الفساد والرشوة والانحراف الأخلاقي و غيره من الأمراض التي كثرت بالمجتمع العربي!


يتبع
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 08-09-2005, 04:32 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

عندما كان اعتماد الناس على الدولة محدودا ، كان رب البيت يمارس دور رئيس الوزراء ، ووزير التموين ووزير الداخلية ووزير الزراعة ووزير الأوقاف وكل الوزراء ..

فكان يقوم بتخزين مؤونة الأسرة ، دون الاعتماد على الخزين الاستراتيجي للدولة ، فيضع حبوب الطحين والطعام لموسمين على الأقل في مخازن بيته .. ليس له ولأسرته فقط ، بل وكذلك للحيوانات التي يقتنيها ، من حيوانات نقل الخيل أو البغال أو الحمير ، أو الجمال .. وحيوانات العمل واللبن واللحم كالأبقار والأغنام وغيرها .. ولا يطمئن الا أن يؤمن ذلك المخزون ، وبذار موسمين على الأقل ، ومن ثم يفكر بالمسائل الأخرى ، كالبناء والملبس و زواج أحد أبناءه .

كان الإدخار له ضرورة ووظيفة .. كان كل فرد من الأسرة يسهم بما يقدر عليه .. فالأب الذي يحمي الأسرة ويخطط لها و يؤمن رزقها .. والمرأة التي ترعى أفراد الأسرة وتصنع طعامهم وملابسهم وتهتم برعاية وادامة الحيوانات في البيت وحلب الماعز أو الأبقار ..وحتى الأطفال يجدون لأنفسهم عملا .. كسقي الحيوانات أو جمع البيض أو مساعدة الحصادين ..

ان هذا النمط من الحياة وان كان يبدو قاسيا انما كان يجعل كل فرد من أفراد الأسرة عضوا حقيقيا في مجموعة طبيعية .. تنمو أحلامه مع الأسرة ، ويتخلق بأخلاقها ، ويدافع عنها ، ويلتزم بنواميسها , ويكون دائما تحت سلطة حكمها ..

من هنا نجد أن الأجواء السابقة لم تكن لتسمح بظهور تشوهات على أي مستوى من مستويات الأسرة التي كانت تشكل عينة صادقة عن المجتمع الكبير .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 08-09-2005, 04:34 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأصل في تصنيف حاجات الناس :

تتدرج حاجات الناس في ثلاث مجموعات ، هي حاجة المنفعة الحدية ، وحاجة الرمزية ، وحاجة الأستيطيقية .. و عندما تكتمل الأولى يتم الانتقال الى التي تليها تلقائيا ..

فيحتاج الانسان مثلا الى البيت .. لحمايته من الأخطار و العوامل الجوية ، وليتوقف الفضوليون عن مراقبته .. وهذا ممكن ان يتم بأربعة جدران وسقف وباب .. ولكنه بعد أن حقق تلك المنفعة الحدية كمرحلة أولى أصبح يزيد من الغرف والأقسام التي تؤدي أغراض مساعدة .. مطبخ حمام الخ ..

وفي المرحلة الثانية ، أصبح لكل حضارة نمط من البناء يتماشى مع الأحوال الجوية السائدة لدى أهل تلك الحضارة كأمة فيصبح هذا النمط كرمز يختص بتلك الأمة ..

وعندما يحس الإنسان بالتميز ، سواء بثقافته أو غناه فإنه يضيف خصائص للبناء لم تكن مطروحة أصلا عندما نشد المنفعة الحدية .. ولا عندما أراد أن يتماشى مع رمز أمته .. كأن يدخل القرميد ، أو يضيف نمط من الحجارة أو الرخام ، أو يضيف نتوءات إضافية .. كل ذلك ليعلن عن نفسه بطريقة استطيقية
مختلفة .. وقد أبدع المعماريون في هذا المجال .. وعندما يحاول معظم الشعب تقليد هذا النمط من البناء ، يضاف لرمزية البناء .. ليتم البحث عن تميز ( استيطيقي) جديد .. وهكذا ..

يمكن ان ينسحب هذا القول على الطعام الذي غاية المنفعة الحدية فيه ، هو تقوت الجسم وإمداده بالطاقة ، ثم يتم فيما بعد ليتطور الى رمزية في الطعام لكل شعب .. فتجد الكبة في شمال العراق ، وتجد المنسف في بلاد الشام والكسكس في بلاد المغرب الخ .. وبعد ذلك تصبح بعض سيدات البيوت او المطاعم التميز بصنف من المطيبات او البهارات ، او أي اضافة ما ..

وبإمكان القارئ أن يتتبع ذلك التدرج بتطور المنفعة ، في الملبس ، ووسائل النقل وحتى الزواج .. اننا اذ نقدم هذا التبسيط .. فاننا نمهد لتتبع كيفية حدوث التشوهات التي أربكت تطور حضارتنا .. فلا بأس من التأمل والصبر ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 02-10-2005, 08:59 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موائمة الإمكانات مع الحاجات :


لم يكن الناس قبل اختراع النقود .. باستطاعتهم التفكير الا بحجم مقتنياتهم من الحيوانات ، و ان أرادوا شيئا اضافيا فانهم سيفكرون بمبادلة جزء من ممتلكاتهم البسيطة بالحاجة التي قد تكون عند غيرهم .. وهذا الشيء لا يزال ساريا ببعض أرياف البلاد العربية .. كتقديم قطعة أرض أو مجموعة من الأبقار مهرا لعروس ..

ولو أخذنا أنماط المنازل لوجدنا أنها تتفق مع ما نقول .. فموادها الأولية من طين وقش و أخشاب ، هي متوفرة بالطبيعة و دون ثمن تقريبا .. وكانت تلك المواد تنقل على ظهور الحيوانات المنزلية .. وكان البناء يتم بتعاون الأقارب والجيران لإنجازه ..

أما تصميم البيت والحي والقرية .. فلم يضعه معماريون في كثير من الأحيان ، بل تضعه الضرورة الأمنية والثقافية والاجتماعية ... فكنت ترى أن عرض الشارع لا يزيد عن ثلاثة أمتار .. ليسمح بتقابل بعيرين محملين دون أن يعيقا حركة بعض .. وكانت الأسوار المطلة على الشارع عالية لتمنع السطو ..

أما بوابة المنزل فكانت بارتفاع يسمح لبعير ( جمل ) محمل بالدخول دون تعب ، فكان ارتفاعها أقل من ثلاثة أمتار وعرضها حوالي مترين ونصف .. وكان في البوابة فتحة تفتح كنافذة .. تعلو نصف متر عن الأرض وعرضها حوالي ذراع وارتفاعها ايضا يزيد عن الذراع قليلا .. يسمح للأشخاص الدخول الى المنزل دون الحاجة الى فتح البوابة الكبيرة ..

واذا دخلت الى باحة الدار ، فان أول ما يصادفك قرب الباب ، من أحد جهتيه اليمنى أو اليسرى ، حسب اتجاه الريح .. سيكون هناك غرفة واسعة يجلس بها رب البيت ، في وضع يسمح له برؤية الباب الخارجي و باحة المنزل .. وعلى الجهة الأخرى ، ستجد حظيرة لإيواء حيوانات الأسرة ، و لكي تكون قريبة من أجل استضافة حيوان الركوب للضيف .. وبجانب الحظيرة ستجد مخزنا للأعلاف ، وبجانبه مخزن الوقود ( حطب ، مخلفات الحيوانات والبيدر ) ، وبجانبها تجد الفرن أو ( الطابون ) ، الذي يحاذيه بيت ( العائلة أو المؤونة ) ..

وفي صدر المنزل ستجد غرف تعتلي مصطبة ومسورة بسور حوالي المتر ، تكون بمثابة غرف نوم توزع على الأبناء المتزوجين في الأسرة الكبيرة .. وفي الباحة يكون بئرا أو أكثر لجمع مياه الأمطار ..

تختلف تلك الصورة من القرية الى المدينة ومن بلد عربي الى آخر .. لكن مع ثبات وظيفة البناء و أداءه الذي يصنع حرمة للمنزل ونساءه .. ويحفظه من تطفل المارة .. وحتى الضيوف ، لا يستطيعون ان يحرجوا أهل المنزل .. بل بالعكس ، كان الضيف باستمرار مرحبا به .. نتيجة التكوين الأصلي للبناء ..

حاولوا الآن مقارنة تلك الصورة التي و ان بدت بسيطة ، الا انها تشكل مع منازل الحي أو القرية أو المدينة وحدة منسجمة مع غيرها .. في حين نجد اليوم تناقض بين طراز المنزل و المنزل الذي يجاوره ، فتكون القرية أو الحي ، وان كانت مواد بناءها أكثر حداثة ، لكنها تعتبر تشوهات مع ما يستوجب أن تكون .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 02-10-2005, 09:00 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الكهرباء لها الأثر الأكبر في إحداث التشوهات :



عندما كانت تتقدم أحد الدول العربية لصندوق نقد خارجي .. بطلب قرض من أجل سد ، فان المعاملة ستطول عشرات السنوات لدفع الدولة العربية لليأس وعدم متابعة الطلب .. وحتى لو كان التمويل من الدولة العربية التي تفكر ببناء سد فإن الدراسات الفنية ستدخلها بمتاهات قد تصل الى ثلاثين عاما ، كما حدث في سد ( الموصل ) بالعراق .. والذي تم انجازه بدراسات عراقية و تمويل عراقي ، وكانت سعة حجمه تساوي مرتين ونصف ما يساوي السد العالي في مصر .. وأثناء العدوان على العراق عقب دخوله للكويت .. تم توجيه ضربات جوية هائلة بقصد تدميره !

ولو تم طلب تمديد كهرباء لقرية صغيرة ، لتمت موافقة الدول الأجنبية المانحة بسرعة هائلة .. لماذا تلك السرعة في تلبية طلبات تمديد الكهرباء .. و الإبطاء أو الالغاء في حالة بناء السدود ؟

كانت الجهات الأجنبية تدفع باتجاه إحداث التشوهات الإقتصادية في البلدان العربية ، فتعمد الى جعلها تنمو نموا غير طبيعي ! حيث أن السدود تؤمن التوجه نحو الاكتفاء الذاتي الغذائي .. وتوقف هدر المياه .. فلو عرفنا بالمثال السابق أن العراق يتواجد به سنويا أو يتدفق اليه حوالي 82 مليار متر مكعب من الماء .. وهو غير مكتف غذائيا قبل التوجه الى بناء السدود .. فسنعرف مدى خبث الأجانب في إعاقة هذا التطور ..

أما في حالة مشاريع الكهرباء .. فان التشوه سيحدث بشكل يفرح الجهات الأجنبية و يحقق تحميل الدول العربية مديونيات كبرى ..

فالأسرة التي كانت في أواسط خمسينات أو ستينات القرن الماضي .. كانت قد رتبت سلوكها المعيشي على نمط امتد الى آلاف السنين .. و فجأة تدخل الكهرباء التي تعني وضع قوائم لا تنتهي من الطلبات المستجدة ، فعلاوة على الإضاءة ، فان الثلاجة والمكوى والسشوار والتلفزيون و آلاف السلع التي ستدفع الشعب لإستيراد تلك الكهربائيات من الخارج !

ومن هنا كان أول اختلال و تشوه في حياة الأسرة ، قد حدث مع دخول الكهرباء .. فتم ابتداع التقسيط والكفالة لمعظم أسر المجتمع .. وتلك سلوكيات تمت فجأة مع دخول الكهرباء .. والتي قادت بالتالي لمديونية الدول نفسها !!


قد يقول قائل : ما هذا الكلام ؟ هل هي اعلان حالة ندم لدخول تلك النعمة للبلاد العربية .. والتي لا يستطيع أحد أن ينكر فوارقها .. فنقول : أيضا فالزواج نعمة ولكن لا يتم عقد قران أطفال بعمر خمس سنوات .. كما لا يمكن أن نتخطى مراحل النمو الطبيعي في المجتمع والدولة !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 02-10-2005, 09:02 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أثر التطور بالأدوات الزراعية على ظهور التشوهات الاقتصادية :



لا بد من التأكيد بدءا ، على عدم الظنون بخلط ما بين وصف ما حدث وتحليله .. وبين ما يجب الإقرار به من ضرورة لإستخدام أحدث المكائن والآلات للحاق بالأمم التي نهضت .. لكننا سنعيد التأكيد على أننا نشخص حالة ارتباك النمو بين نزعة الاستهلاك و النزوع لتطوير الانتاج ..

لقد شاهدت بأم عيني استخدام الحيوانات في الحراثة والدرس والنقل .. وشاهدت أيضا الحراثة بواسطة (المر ) وهو أشبه بالكاروك ذو رأس مدبب حاد ، كان يستخدمه بعض أهالي المنطقة الكردية شمال العراق ، لوعورة المكان ، بسفوح الجبال ، حيث لا يمكن أن تتم الحراثة بواسطة البغال او الحمير ، فكان من يحرث هو الآدمي ( الانسان ) ...

لقد دخلت مكائن الحراثة في نهاية الخمسينات وبداية الستينات ، ثم تلتها في أواخر الستينات وأوائل السبعينات مكائن الحصاد للحنطة والشعير والعائلة النجيلية بشكل عام .. ثم دخلت في التسعينات مكائن ضغط بالات القش .. وكان الأثر العام على ادخال تلك المكننة متمثلا بما يلي :

1 ـ تقلصت أيام العمل السنوي في حياة الفلاحين الذين كانوا يشغلون حوالي 270 يوما من السنة بالعمل الشاق لكل الأسرة .. الى يومين أو اسبوع بأحسن الاحوال .. فاصبح يوم للزراعة ويوم للحصاد ..في حين كان موسم الحراثة يتم لمدة خمسة شهور من أغسطس/آب حتى يناير /كانون الثاني .. ويليها أيام عمل للتعشيب وازالة الغرائب من الأدغال من بين نباتات المحصول .. ثم يأتي موسم الحصيد والدرس والتذرية والقطاف و التخزين .

2 ـ تم الاستغناء عن حيوانات العمل .. وحظائر مبيتها .. ثم تعدى ذلك التخلص من حيوانات الحليب و اللحم ..

3 ـ تغيرت معالم المساكن ، التي كانت مخصصة لنمط شبه أزلي قديم ، الى مساكن حديثة تتم بالتقليد والمشابهة ، فتغير معها النمط العام لرمزية المكان ، حيث أصبح يقطن في البيت أجيال لا تنظر نفس النظرة لمفهوم المسكن الجديد.

4 ـ تغيرت الأدوار في الأسرة التي كانت تتقاسم العمل فيما بينها ، الى كومة من الأشخاص الضجرين الذين لا يروا مصيرهم بوضوح .. فكثر بين أفراد الأسرة التنافر والتذمر وحتى حالات الطلاق ..

5 ـ بدخول تلك الأنماط من الحياة العملية ، وظهور أصناف من المهن التي تعتمد على الراتب وبالذات الراتب الحكومي ، أخذت النظرة الى الأرض تنقص أهميتها شيئا فشيئا ..

6 ـ تبخر تراث عملي كامل ، ولم يحل محله الا حالة من عدم الاستقرار لقطاعات كبيرة من المجتمع .. فأصبح التنقل من مهنة الى مهنة هو السائد بين كثير من المواطنين العرب ..

7ـ تدهورت خصوبة الأرض وزال غطاء رعوي من النباتات المستساغة رعويا حتى انقرض الكثير منها كالعنجل و النفلة و القحوانة البرية واللزيق ، وانتشرت نباتات كالشلوة و المقرة والسعد والحليان والتي تنخفض قيمتها الرعوية ..

8 ـ تدهورت أصناف البذور التي عمل عليها أجدادنا آلاف السنين .. وحل محلها أصناف مستوردة لا ثبات بانتاجها .. حتى اتسم القطاع الزراعي بسمة (اللايقين) ، حيث لم يعد أي فلاح يتيقن من مستقبل محصوله ..

9 ـ تدهورت جودة التربة من خلال حرثها باتجاه واحد فتعرت التربة و ذهب الوجه الخصب المتجدد .. مما جعل التصحر يزحف شيئا فشيئا نحو الحقول الخصبة ..

10 ـ نتيجة لزوال جزء هام من الغطاء النباتي .. انخفضت معدلات الأمطار ..

11 ـ طرح كميات هائلة من المواطنين في الشوارع و الأسواق لا يمكن تصنيفهم على أي مهنة ..

12ـ باع الكثير من المواطنين أراضيهم للتمتع بالحياة .. وبعد ان انتهت تلك الأثمان ، من خلال توظيفها في بناء بيت حديث و سيارة .. حتى أصبح معظم المواطنين يعيشون حياة مرتبكة .. أدت الى ارتفاع أعمار الزواج ، مما أحدث خللا عاما في المسلكية الخلقية ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 02-10-2005, 09:04 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أثر التطور الصحي في إحداث التشوهات الإقتصادية :



ما بين عام 1927 وعام 1954 م ، بعد أن قمت بلملمة قصص الأهل من كبار السن ، تبين أن أعداد سكان قريتي ، لم يزدد بشكل يذكر ففي عام 1927 كان عدد السكان 2750 نسمة وعام 1954 كان 4700 نسمة ، في حين يبلغ عدد سكانها الآن حوالي 100 ألف نسمة ، فعندما كانت تأتي الحصبة مثلا تأخذ من هم دون الخامسة ، ويبقى أطفال قليلون جدا ، كما أن متوسط أعمار الناس كان ينخفض كثيرا عما هو عليه الآن ، فلم يكن في المنطقة أي طبيب ،بل كان التداوي يتم بطرق بدائية جدا .. في حين يوجد اليوم من أبناء المدينة أكثر من 330 طبيبا .
ان التطور الصحي الذي حدث على مستوى اللقاحات ، و طرق المعالجة ، اضافة الى تحسين مستوى التغذية قد أدى الى زيادة نسب النمو السكاني الذي أثر بشكل أو بآخر على حدوث تشوهات نذكر منها :
1 ـ زيادة عدد أفراد الأسرة ، و أعداد سكان الوحدة الجغرافية ، مع ثبات في كمية الدخل ، مما أدى الى ارتباك في تهيئة الطعام والشراب ، والمساكن ، وكلف التعليم والمعالجة ، والزواج وغيرها .

2 ـ الهجوم على الأراضي الزراعية ، لتأمين المساكن للزيادات الحاصلة ..
3 ـ التدقيق بوصايا الثقافة الصحية الجديدة و محاولة تطبيقها ، مما استوجب التوجه لماء ذا نوعية أفضل و غذاء ذا نوع أفضل و مسكن ذا نوع أفضل ، وهذا أدى الى اضطراد في كلف إضافية .. مما جعل الهجرة للبحث عن مال أو بيع عقار الأسر لمسايرة الوضع الذي طرأ على ضوء التطور الصحي .

4 ـ عندما دقق المواطن في مردود أرضه المتواضع ، و قارنه بمردود الوظائف الجديدة ، فوجد أن هذا المردود لا يلبي حاجة مسايرة الحياة الصحية الجديدة و متطلباتها ... هجر العمل الزراعي ، مما جعل الزيادة الهائلة في أعداد الأسر بلا عمل ، بل تستهلك ما يأتيها من دخل متواضع منتظرة فرص لتشغيلها .. وهيهات ..

5 ـ ان الأعداد الهائلة التي تم ضخها للقرى و المدن ، و أخر معدل أعمار الزواج فيما بينها ... جعل هذه الأعداد تحتك ببعضها ، لتنال ما بيد غيرها حتى لو بأساليب نصب و حيلة ، لتأمين زواج واستقرار ، غالبا ما يكون مؤقتا وكاذبا بعد عدم قدرة الزوج على الوفاء بالتزامات أطلقها كوعود بفترة الخطوبة .. والتي تم التساهل بها من خلال رغبات الأسر بزواج بناتها التي أصبحت ظاهرة العنوسة تشكل عبئا اضافيا على حياة الأسرة المرتبكة أصلا ..

6 ـ لقد كان في التطور الصحي ، الذي ظاهره نعمة و هو كذلك في حالة النمو المتوازن للشعوب و مؤسساتها .. لقد كان يرافقه خطر صحي لم تعهده المجتمعات فيما قبل حدوثه .. كمشاكل صحية أتت من سوء المساكن ، كالربو والأمراض التنفسية الأخرى ، ومشاكل تأتي من سوء الصرف الصحي في الأحياء الشعبية الملاصقة للمدن كما في المغرب و مصر وكثير من المدن العربية ، بالاضافة لانتشار حالات لم ترصد بشكل صادق من أمراض الاتصالات الجنسية غير الشرعية ، والتي ظهرت على هامش تأخير سن الزواج ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 02-10-2005, 09:06 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أثر التطور العلمي بإحداث التشوهات الاقتصادية :



العلم في الشيء ، يساعد على التعامل مع هذا الشيء .. فالذهاب الى مكان يستلزم معرفة اتجاه التحرك و بعد المسافة ، و ما سيلقى المتحرك من مخاطر ومفاجئات في الطريق للاستعداد لتجنب تلك المخاطر .. الخ

والعلم هو وسيلة لتحقيق ما بعده ، وليس غاية بحد ذاته ، فقد يتاح للدول العربية ان تعرف كم رأس نووي عند الكيان الصهيوني .. وهذه المعلومة لا قيمة لها ان لم يتبعها استعداد ..

وعندما كان المجتمع الزراعي ، لا يحتاج الى علوم أكثر من معرفة العد والجمع و الطرح ، عندما كانت وسائل الانتاج والتخزين بدائية .. فكانت حاجة الناس لجهود عضلية لإنجاز أعمالهم الحياتية الضرورية .. فكانت الكتاتيب تعتبر كافية في تلك المرحلة ..

وفجأة ازداد الإقبال على العلم دون تمهيد مدروس .. ففرغت الحقول والمزارع ، و امتلأت المدارس و الجامعات .. وقلت أعداد العمال المهرة و غير المهرة ، فاضطرب كيان المجتمع ، و القوى المنتجة فيه بشكل خطير ..

لقد وضعت لجنة من جامعة أمريكية دراسة عامة على أحد الأقطار العربية عام 1962 فوجدت أن نسبة القوى المنتجة في ذلك القطر هي 27.5% .. فأرادت ولأسباب معروفة ، تخفيض تلك النسبة ضمن توصيات للبنك الدولي حتى وصلت عام 1987 الى 4.5% فقط ..

ومعروف أن المنتج أقرب للحرية ، ممن يكون مربوطا ضمن عجلة الحكومة .. حيث تولت الحكومات العربية ، مسألة الأمن الغذائي واستيراد عناصره وربط تسعيرتها بالدولة .. وفتحت باب الوظائف ، فأصبح المخبر يتقاضى راتبا في الشهر يساوي ما كان ينتجه طيلة عام من عمل شاق في الزراعة ..

نستطيع تلخيص أشكال التشوهات التي حدثت على هامش التطور العلمي ب :
1 ـ قتل روح حب العمل ، والركون الى وظيفة غير مضمونة ..
2 ـ تدهور انتاجية الأراضي .. كونها تركت دون عناية أصحابها ..
3 ـ خروج ملايين من أبناء الأمة للدراسة في الخارج ، وما ترتب عليها من استيراد نظم استهلاكية وسلوكية ، وغيرها مما خلق بيئة خصبة لنمو أعراض جانبية لأمراض هذا التطور المرتبك ، وغير المسيطر عليه .. هذا بالإضافة لبقاء الكثير من تلك الكوادر التي صرف عليها بمال عربي ، لتبقى في المهجر تستفيد منها أمم أخرى !

4 ـ ضخ أعداد هائلة من المواطنين المتعلمين ، تعليما جامعيا و معهديا ، لكي يستخدموا في أعمال إدارية غير ضرورية ، وبرواتب لا تكفي لتنقلهم ، مما خلق بيئة خصبة لنمو الفساد من رشوى وغيرها .

5 ـ إرهاق ميزانيات الدول .. في صرف رواتب لجهود غير مفيدة في أغلب الأحيان مما خلق البطالة والبطالة المقنعة !! . حيث لو وفرت تلك المبالغ لتم تأسيس مشاريع نافعة بها ، قد تسهم في حل البطالة بشكل أكثر عمقا .

ان تلك الصورة لم تكن موجودة في أذربيجان و لاتفيا ، حيث بلغت نسبة حملة البكالوريوس بهما أكثر من 52% من المجتمع و هي أعلى نسبة في العالم .. لكن كان هناك توازن في التخطيط للتعليم و التخطيط لاستيعاب الخريجين ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 02-10-2005, 09:07 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أثر الإعــــــلام في التشوهات الاقتصادية :



الإعلام باللغة مصدر من الجذر (علم) أي أخذ علما بالشيء .. وإعلام ، يعني إحداث هذا العلم بالشيء .. و أخذ العلم بالشيء ، يفترض وجود الشيء نفسه ، وعندما تحدث عملية التساؤل و يأتي الجواب ، يعني جاء العلم بالشيء !

عندما كان المجتمع بمحدودية حركاته و طلباته و حتى أحلامه فان العلم بتلك الحركات و الأحلام والطلبات قد تكون بالفعل نتيجة تناقل الخبرات من جيل لجيل حتى أحس المواطن بأن لديه معلومات كافية لتمشية أمور حياته .. فكان يعرف ماهية مواد البناء البسيطة و كيفية الحصول عليها ، وكان يعرف كيفية تحضير الأرض للزراعة والبذار ، والحصيد الخ .. وعرف كل شيء عن الزواج وبروتوكلاته البسيطة ..

وكان من يسافر ينظر اليه على أنه انسان اطلع على تجربة جديدة .. ومن قرأ كتابا أو استمع لقصة ، فانه يقدم خدمة إعلامية لمن حوله .. والغريب أن هذا المسافر أو القارئ ، كان يخضع ما تم الاطلاع عليه الى مخزونه من المعرفة ، فلا يذهب بعيدا في سرد غرائب ما رأى أو قرأ .. بل يحذف من ذاكرته كل شيء بعيد عن المعقول فيما يجب تصديقه !

وعندما حدثت ثورة سريعة في الإعلام خلال خمسين سنة بكل وسائله ، الصحف و الإذاعة والتلفزيون والسينما و المسرح والكتاب .. وحتى السفر ووسائله .. من تطور النقل بالطيران والنقل السريع .. عندما حدث كل هذا ، رأى المواطن أن العالم عرض عليه بمعظم تفاصيله العامة ، و أحيانا تفاصيل خاصة ..

فحدث فجوات هائلة بالنواحي الإيبستمولوجية ، فتمزقت حالة التجانس المعرفي ، حتى في الأسرة الواحدة .. و أصبح المجتمع العربي كأنه أرخبيل من الجزر الهائلة التي لا تتواصل مع بعضها البعض كفريق ، أو حتى كمجتمع ينمو نموا طبيعيا ..

وكان لا بد للمواطن أن يتخذ موقفا مما حوله ، ونتيجة لهذا الطوفان من المعلومات التي اقتحمته ، دون أن يقدر على التعامل معها بشكل عقلاني طبيعي ، ونستطيع أن نؤشر على بعض مظاهر التشوهات التي حدثت :

1 ـ عدم إحترام الأجيال القديمة .. كمصدر منزه للنظر للحياة .. مما خلق فجوة واضحة بمسألة النمو الطبيعي للمجتمع ..

2 ـ خلق ارتباك بطرز العمارة و التغذية واللبس و التعليم .. فتجد في حي واحد طرز بناء غربية وشرقية و اسلامية .. وتمشي في الأسواق فتجد من يلبس الجلباب ومن يمشي ببنطلون ضيق وقصير .. و تذهب الى المطاعم فترى من يطبخ الضفادع و الكوارع و الهمبرجر ..

3 ـ اختلال نظم الانضباط ، فلم يعد الشيخ الواعظ له تلك المكانة السابقة ، بل أصبح كأنه جزء من فلوكلور قديم .. وكذلك مكانة الجد بالأسرة ، والمعلم المحافظ .. وحتى الدولة تركت دون مناقشة ، لأن أحد واجباتها الوعظ و حفظ الانضباط .. فتركت حتى أصبحت مصدرا إضافيا لخلق عوامل التشوه ..
فمن يعد الى أربعين عاما ، كان يجد وقارا وجلالا و انضباطا لدى رئيس الدولة ووزراءه ومدراءه العامين ومدراء المدارس .. رغم عدم قدرتهم على الابداع .. لكن الصورة الآن مختلفة ..

4 ـ ضعف حالة الانتماء الوطني .. وظهرت الرغبة بالهجرة .. والسخرية من الوطن والمواطنين والقيم والعادات الخ ..

5 ـ تم استغلال الثورة الإعلامية لتهيئة المجتمع بحسن نية أو سوء نية للوصول الى ما وصلت اليه الأمة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 02-10-2005, 09:09 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ظهور النفط في المنطقة العربية أسهم في حدوث التشوهات الاقتصادية :



الأساس بالمصاريف التي يدفعها الإنسان أن تكون تدفع بوجه حق ، ويكون قد بذل جهدا مسبقا في الحصول على تلك الأموال التي يدفع منها مصاريفه . فمن كان يربي بقرة أو أكثر للحصول على حليبها و التصرف بقيمته من خلال التبادل بالحليب أو ما تنتجه تلك الأبقار مع سلع أخرى ضرورية وموضوعة على سلم أولويات قاسي جدا .. هذا الكلام ينسحب على من يزرع قطعة أرض بمحصول زراعي .. أو يقوم ببعض الجهود العضلية والحرفية ..

ظهر النفط أو آثاره المالية في منطقتنا العربية في أواسط القرن الماضي ، وظهر معه النزوع للإنفلات من ما كان سائدا ومستقرا لآلاف السنين .. حقا ان النفط قد ظهر في أماكن بعينها من الوطن العربي ، لكن آثاره قد انتشرت حتى عمت كل أصقاع الوطن العربي من خلال الطرق التالية :
1 ـ انتقال بعض المهنيين من بلدان لم يظهر بها النفط كمصر وبلاد الشام الى الأقطار التي ظهر بها النفط كبلدان الجزيرة والخليج العربي ، التي كانت تتخلف عن نظيراتها العربية في مجال كثير من المهن كالبناء و التعليم و التخصصات الجامعية المختلفة .. مما جعل هاجس الانتقال من دول اللانفط الى الدول النفطية ماثلا باستمرار ..

2 ـ فتح خطوط للتجارة الى تلك البلدان التي تطلب معظم السلع اللازمة لتلبية احتياجات التغير التي حدثت بها نتيجة لظهور النفط وريعه ..

3 ـ التشارك بين أبناء الدول النفطية و أشقاءهم العرب ، في مصالح مشتركة أحدث انتقال من الفوائد النفطية بطرق غير مباشرة الى الدول غير النفطية ..

4 ـ التبرعات التي كانت تتبرع بها الدول النفطية الى شقيقاتها الدول العربية وبالذات تلك التي تحيط بالكيان الصهيوني .. حيث استفادت شعوب تلك الدول بشكل غير مباشر من تلك التبرعات ..

5 ـ انتقال بعض الرساميل من دول النفط الى الدول العربية فيما بعد ، في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي ، حيث امتلك أبناء تلك الدول حصصا هامة في قطاع المصارف و العقارات في الدول غير النفطية ..

6 ـ بعد أن تطورت الكوادر المحلية في الدول النفطية ، و بعد معارك الخليج ، عاد بعض العرب العاملين في الخليج ليستثمروا ما قد جمعوه طيلة فترة غيابهم في دول النفط ..

ان تلك الصور جعلت من مردودات الأعمال الكلاسيكية التي كانت تمارس ما قبل ظهور النفط ، جعلت منها مردودات تافهة غير ذات شأن أمام المردودات التي كانت تأتي من خلال التنقل والتعامل مع دول النفط مما أدى الى :

1 ـ ضمور قطاع الزراعة حيث أن مردوداته باستمرار هي الأقل ..وانتقال العاملين به للعمل في قطاع النقل والبناء و التجارة مع دول النفط ..

2ـ نتيجة تفوق دخول العاملين مع الدول النفطية ، ازدهر حجم بيع الأراضي والعقارات من الفقراء الطامحين الى تحسين أوضاعهم وتعليم أبناءهم .. الى أيدي من يملك المال المتأتي من التعامل مع الدول النفطية ..

3 ـ حدث خلل كبير في معروضات الأسواق ، فهناك من يقدر على الشراء يطلب التنوع بالبضائع من الملعقة الفضية الى السيارة الفاخرة .. ومن لا يملك قوت يومه ، ولكنه يرى ما يعرض بالأسواق .. و هذه المسألة أحدث خللا في تصنيف الرغبات و اختلال الطبقات من حيث القدرة الشرائية ..

4 ـ نتيجة المراهنة على الهجرة والانتقال الى وضع أفضل .. فقد ظهرت أعداد هائلة من المواطنين العرب ، تقدر على الشغل ولكنها تتعفف لممارسة أي شغل ، لأنها لا تزال تراهن أن هناك فرصة أفضل تنتظر هؤلاء المراهنين .. مما صنع منهم جيوشا عاطلة عن العمل وتستهلك ما بأيدي أهلها ، وحتى ممتلكاتهم ، أو تتحول الى بيئة خصبة لظهور النصابين والمحتالين .. بالإضافة لظهور الانحلال الخلقي الآتي من عدم تأمين العمل واستقرار الدخل والقنوع بما هو متيسر ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م