هل يكون الرئيس نجاد صلاح الدين الثاني
وقف الرئيس الإيراني تحت لافتة كبيرة كتب عليها بأكثر اللغات انتشارا في العالم ( WORLD WITHOUT ZEWNISM) أو بالعربي ( عالم بدون الصهيونية). أقول وقف هذا الرئيس قصير القامة بين مجموعة من شعبه و هو يردد أمام وسائل الإعلام و شاشات التلفزيون : الموت لإسرائيل . . الموت لأمريكا. لا شك أن أحمدي نجاد يعرف ما ستكون عليه ردة فعل الغرب الصليبي و ابنته الغير شرعية إسرائيل حيال تصريحاته و دعواته لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود. و لكن على ماذا كان يستند و ما مصدر القوة لديه حتى يتجاوز المحظور الأهم في عالم اليوم و هو التجرؤ بكلمة تهديد ضد إسرائيل؟ لقد انتهجت إيران و منذ قيام ثورتها نهجين متوازيين شكلا أساس سياستيها الداخلية و الخارجية. ففي الداخل حفزت روح الشعب عقائديا و وطنيا معطية هذا الجانب جل اهتمامها مسخرة له كل إمكانياتها طيلة العقدين اللذين تليا قيام الثورة مطورة أساليب التحفيز هذه بتطوير وسائله و عناصره متجاوبة مع تطور الزمن بل و سابقة له في بعض الأحيان. وأما على صعيد السياسة الخارجية: فقد رفعت الثورة الإيرانية شعار لا للشرق و لا للغرب و نعم للإسلام. و غرست هذا الشعار في عقول و قلوب الشعب الإيراني حتى أصبح نشيدا يتغنى به في المدارس و المعسكرات و حديثا يتلى من على المنابر و وسائل الإعلام. هذه السياسة الخارجية لإيران جلبت لها عداء المعنيين بهذا الشعار في الغرب و الشرق و لكن و سائل التصدي له عند الغرب كانت أوضح و أبين. حيث لم يأل جهدا في فرض الحصار الإقتصادي و العسكري عليها بل و مشعلا أزمات كبرى على حدودها في الشرق و الغرب. فما كان من القيادة في إيران إلا ان اتجهت لروح الشعب الذي هو نتاج غراسها و ثمرة زرعها فخططت و هيأت و وفرت وسائل النهوض و الإعتماد على الذات. فعملت بصمت سنوات و سنوات و كأن لسان حالها يقول رب ضارة نافعة من هذا الحصار. و استفادت من إنشغال العالم بمغامرات صدام لعدة سنوات تلت نهاية حربه معها حتى إذا ما التفت الأعداء لها و جدوا أن إيران العام 2005 غير إيران الثمانينات و التسعينات. فإيران 2005 تستعرض بعضلات قدراتها الذاتية في كل مجال و خصوصا الصناعي و العسكري منها على الأخص. كل ذلك مسنودا بولاء شعبي و حصانة و طنية منيعة و وعي لما يدور في العالم من سياسات تقوم على مبدأ لا مكان للضعيف بيننا. اليوم يقف الرئيس أحمدي نجاد و يعد باليوم الذي تمحى فيه إسرائيل و أمريكا من الوجود و هو يعي و يدرك خطورة ما يقول. و لكنه يستند و بكل ثقة على شجاعة شعب غرس فيه روح العقيدة و الوطنية متسلحا بما يمتلك من و سائل إرهاب لردع العدو . فصناعة الصواريخ و صلت مرحلة متقدمة و متطورة. كما أن الصناعة النووية محلية من ألفها إلى يائها و تتم بشكل لا يعلم عن مدى تقدمه سوى احمدي نجاد . أما وسائل الردع الاخرى فهي لا تقل عن ما سبق. فسلاح البترول و مضيق هرمز يكفيان لخنق العالم في حال اللجوء إليهما. كما أن مصير 160 ألف عسكري أجنبي في العراق سيكون في خطر أكبر لو صدرت أوامر لشيعة العراق بالتحرك ضدها نصرة لشيعة إيران في حال أي تهديد حقيقي ضدها. إن الرئيس الإيراني يعطي درسا للحكام المتسلطين الذين لم يوفروا لشعوبهم لا الأمن و لا العيش الكريم. و الذين تتزلزل الأرض من تحت أقدامهم قبل الإتيان بكلمة واحدة ضد إسرائيل أو أمريكا. لأنهم يعلمون أن بنيانهم الذي بنوه معلق في الهواء لا أساس له. تحية للرؤساء الشجعان : أحمدي نجاد - موغابي - مهتير محمد-هوغو شافيز -
--------------------------------------------------------------------------------
|