الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فإن شرائع الله مبناها الرحمة الشاملة ، فالحق سبحانه يشرع لعباده ما يعود عليهم بالخير المحض وما يكفل مصلحتهم .
إن الإنسان بدأ نفخة من روح الله ، فالحفاظ على هذا النسب الشريف ، وهذه الصلة الرفيعة هما سر القوانين التي تضبط سلوك الإنسان ، وتعصمه من الدنايا ، وتلزمه التقوى ـ ولو ترك الناس لأهوائهم لتدلوا إلى الحضيض ، وعاشوا في المظالم والظلمات .
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ورحمة كلها .
فالشريعة عدل الله في عباده ، ورحمته بين خلقه وظله في أرضه وفكرة الناس عن شرائع الله تحتاج إلى تصحيح ، فجمهور الناس يحسبها شواظا من الغضب يلسع ويروع ، وهذا كله خطأ فالدين نفحة من روح الله ، ينبغي استقبالها بالبشاشة التي تستقبل بها النعم .
إن الدين حق وجمال ، ألا تسمع قوله تعالى (( تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين )) إن ما احتوته الشريعة من رفق ويسر يجعل حاجة البشر حاجة العليل إلى الدواء .
إن الله ليشرح أكناف العطف والمواساة والبركة التي حددت طبيعة النبوة العامة في قوله (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) الأنبياء : 107 . كما يشرح أهداف القرآن الكريم وسعادة الآخذين بها في قوله (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )) الإسراء : 82 .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم