رواية " القران المقدس "

[يتيم الشعر]

رواية "القِران المقدس" لكاتبة تقول إنها سعودية اسمها طيف الحلاج، رغم أن هذا الاسم غير متداول بين أوساط المثقفين السعوديين. هذه الرواية "من الأعمال التي تناولت بجرأة واقع المرأة الاجتماعي، وانعكاس هذا الواقع على مختلف مفاصل الحياة، وهناك مقولات كثيرة حول اسم الكاتبة، ان كان حقيقيا أم مستعارا، فإن كان حقيقيا فهذا أمر يدعو للتفاؤل، وان كان مستعارا ـ وهو الغالب ـ فأرى أن الكاتبة قد قرأت الحلاج كثيرا، وتأثرت بصوفيته، وهذا ما نلمحه من خلال حديثها عن فلسفة الحياة والموت، الخير والشر، وربما من هنا اطلقت على نفسها (طيف الحلاج)"، وفق "تشرين السورية".

تتحدث الرواية بشكل عام عن واقع المرأة ومعاناتها ضمن منظومة من العادات والتقاليد والمذاهب المتشعبة، والمتعددة في تأويلاتها، وذلك من خلال الشخصية المحورية "ليلى" ابنة الثانية والعشرين، سمراء جميلة، ذات وجه مستدير وأنف شامخ، وعينين عربيتين واسعتين تتفقان بانسجام مع شعرها في لونه الداكن، لكنها مثل سائر النساء، العباءة السوداء تجعل من الصعب التعرف عليها.

توفي زوجها سامي الذي لم تكمل عامها الأول معه، وبعد انقضاء شهور العدة بقليل، شعرت ليلى أن كل الأمور باتت بلا ملامح.

أما شقيقها ابراهيم، فهو رمز ذكوري للسلطة العائلية وغيرها، والذي يتصرف طوال الرحلة على أنه السيد في كل شيء، بما في ذلك التحكم بمصير شقيقته التي حاولت مرارا لفت نظره غلى تخفيف سرعته في القيادة، ولكنه لم يبال لقولها، تسافر معه كجسد، أما المخيلة فهي في أماكن أخرى بعيدة، ومقصية ومنفية في الاعماق.

وفي الطريق تتعرض السيارة لحادث سير تصاب ليلى من جراء ذلك باغماء يتم من خلاله استعادة حياة طويلة وعميقة لتخفف من عبء الاعراض الدونية والهامشية، من خلال منادمة "عشتار" التي تجيد مس الروح، وتحسن تخفيف أوجاع الذاكرة، في إشارة إلى قدرة الكائن على مقاومة القهر، وانبعاثه من جديد، وهذا ما تفترضه إرادة الإنسان لانبثاق الحياة واستمرارية تعاقب الفصول على الأرض والاحتجاج على ما تسميه الرواية (بؤس الحريم) للوصول بليلى إلى حالة من الصفاء كمياه النهر المتدفقة من الجبال الشاهقة.

وكانت دور نشر عربية عديدة تهربت من مسوؤلية نشر رواية يعتقد أنها سعودية ولكنها غير معروفة المؤلف/ المؤلفة، وذلك بعد أن بدأ الجدل يدور حول الهدف من تأليفها، خصوصا وأنها صنفت على أنها عمل مليء بالجنس والإساءة لإحدى الطوائف الإسلامية، كما ذكرت "الوطن" السعودية في تقرير سابق لها.

والرواية المثيرة للجدل أخذت عنوان "القِران المقدّس" وكتب على غلافها اسم مستعار (مؤلف/ مؤلفة) هو "طيف الحلاج"، ويحمل شعار دار نشر مصرية تسمى "دار ليلى" في حين تباع عن طريق الإنترنت عن طريق شركة "النيل والفرات" وشركة توزيع أخرى تحت اسم "أدب وفن" وبداري نشر مختلفتين إحداهما "دار الحرف العربي" في بيروت والأخرى غير معروفة حيث يرمز لها عادة بـ (N/A).

في مصر نفى صاحب ومدير دار ليلى للنشر محمد سامي أن تكون الرواية من إصدارات داره على الرغم من أن غلاف الرواية يحمل شعارها. أكد سامي أن هذه الرواية تباع عن طريق شركات متخصصة ببيع الكتب من خلال شبكة الإنترنت كشركة (النيل والفرات)، وأنها لا تحمل تسجيل الترقيم الدولي لأي دار نشر، كما أنها رواية جنسية مخجلة لا يمكن أن تكون من إصدارات دار نشر محترمة.

من جهته نفى صاحب "دار الحرف العربي" إسماعيل الأمين في رده على اتصال "الوطن" بهذا الشأن صدور هذه الرواية عن طريق الدار التي يملكها، وأكد أن دوره يقتصر على التوزيع فقط، وليس لديه أية معلومات عن "دار ليلى" للنشر أو مؤلفة الرواية.

ولكن مالك "دار فراديس للنشر" في البحرين موسى الموسوي، نفى هو الآخر أن تكون الرواية من منشوراته، وأكد أن دوره يقتصر على توزيع الرواية فقط، أما الناشر فهو دار ليلى للنشر التي لا يملك لها عنواناً سوى (البريد الإلكتروني) الخاص بها كما يقول.

وحول معلوماته عن مؤلف الرواية قال: "مؤلفة الرواية فتاة سعودية تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، و(طيف الحلاج) اسم مستعار اتخذته برغبتها لنشر الرواية، ولا يمكنني تزويدكم بأي معلومات إضافية حول هذا الموضوع".

يذكر أن رواية (القِران المقدس) لاقت رواجاً كبيراً خلال الشهرين الماضيين وكتب عنها بعض النقاد العرب، وأثارت الكثير من علامات الاستفهام حول الأحداث المثيرة التي تضمنتها من جهة واسم مؤلفتها من جهة أخرى.