مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2001, 06:29 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb أهمية العلم بالحقوق وخطورة الجهل بها، ودور العلماء الربانيين في النهوض بالأمة.

أهمية العلم بالحقوق وخطورة الجهل بها، ودور العلماء الربانيين في النهوض بالأمة.


بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد لله المبعوثِ رحمة للعالمين وبعد:


أن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى التفقه في دينها، لأن المعاناة التي عيشها عامةُ أبناءها في هذا الزمان تتمحور حول الجهل، هذه النقيصة المدمرة.


فإن الله علمنا أن الجهل السبب والدافع لكل سوء فحذرنا من الوقوع في دوائرهِ، ومن الآيات الكثيرة في هذا المعنى : قول الله تبارك تعالى {... قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون. } ( الأعراف: 138) ، { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاَ ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون } (الأنعام: 111) ، { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } ( الزمر: 64 ).

ولقد كان العرب قبل البعثة المحمدية يعشون في جهل مطبق، تسبب في تهميشهم فيما بين شعوب الأرض، فلم يكن لهم ذكر متميز بالرغم من توفر الكثير من العوامل المؤثرة لتحقيق هذا التميز. فقد أحبوا بالفطرة الكثير من مكارم الأخلاق، مثل الجود والمحافظة على الأعراض وحفظ الأنساب وغيرها، إلا أنهم من جهلهم شطوا في التطبيقات عند ممارسة هذه الفضائل، وعلى سبيل المثال لا الحصر : فبينما كان أحدهم يأبى أن يُزنى بنسائية فإنه لا يرى مذمة، في أن َيزنى بنساءِ الناس، بل وقد ينصب الرايات الحمر لبعض إمائهِ لتكسب المال، ولا يجدُ في ذلك نقيصة.

كانوا لا يعرفون معنى للحياة والموت وأسرارهما، فنجد أن الخنساء التي بكت أخويها معاوية وصخر بحرقة ولازالت تُبكي كل مَن يقرأُ مراثيها فيهما وبخاصة في صخر، التي تتعجب فيها (أي في القصائد) كيف يَتجرأُ الموتُ على تغيبهِ عنها، وهو الجوادُ الحرُ المِفضالُ، ويتركُ الأراذلَ. فلما ظهر الإسلام وأجاب على كل تساؤلاتها وعرفت كل أسرار الكون، لم تذرف دمعة واحدة عند استشهاد أبنائها الأربع دفعة واحدة، بل ما زادت على أن قالت الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، ولم يسجل لنا التاريخ رثاءها لهم ببيتٍ واحدٍ من الشعر.

كما أنهم كانوا لا يدركون أسرار الرزق ومراتبه، لدرجة أنهم يغزون بعضهم البعض ليلاً، فيقتلون الرجال أو يسلبونهم ويسبون ونساءهم ويروعون الأطفال وقد لا يثمرُ كل هذا إلا بعض الطعام، لذلك كان واحدهم يفضل أن يئد أبنته أو ابنه ولا أن يرى أيً منهما يباع أمةً أو عبداً. ومنشأ كل هذا الجهل. وأنا على قناعة بأن الكوكبة الكريمة المشاركة في الكتابة في هذا الموقع والزائرة له، تتمتع بثقافة عالية، لذلك فلن أُسهب في الأمثلة، أكثر مما سلف.

فلما بعث الله عزََّ وجلَّ، رسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بالحق الذي قضى على جهلهم وأنار عقولهم، وعرفهم بدقائق وعظائم الأمور، ومن أهمها الحقوق. دانت لهم الدنيا وفازوا بالنعيم المقيم في الآخرة. عرفوا حق الله سبحانه وتعالى عليهم وعرفوا حقهم عند الله، كما عرفوا حقوقهم على بعضهم البعض، حتى أن الإنسانية قاطبة تعرفت لأول مرة من خلال الشريعة الإسلامية أن للأجنة في أرحام أُمهاتها حقوق مصونة، من انتهكها ترتبت علية عقوبات.... حقوق في الحياة والإرث وحفظ النسب، بل ومن قبل ذلك أي عندما كان نطفة في ظهر والده، ألزمت الشريعةُ السمحة والدَهُ بحسن اختيار والدته، للصغير حقوق وللكبير حقوق، للأحياء حقوق وللأموات حقوق، للرجال حقوق وللنساء حقوق، للعقلاء حقوق وللمجانين حقوق، للأصحاء حقوق وللمرضى حقوق، للأصدقاء حقوق وللأعداء حقوق، للأيتام حقوق، وللرقيق حقوق، بل أن للحيوانات حقوق، كما أن لأعضاء البدن حقوق فما تحريم الخمر إلا لحفظ حق العقل من الامتهان، والذي يُؤدي تضيعهُ إلى كوارث ........

ثم نتساءل بعد، كيف ضُيعت الحقوق بين المسلمين، في هذا الزمان؟ لولا أن عامتهم أو جمهورهم أصبح جاهلاًًَََ بها جهلاً مشيناً معيباً، وعالمهم جاهلاً بحقوق العامة عليه، أو أنه يؤثر السلامة من بطش الحكام به وتخلي المحكومين عنه، إلا من رحمَ اللهُ، مؤثراً ذلك على بلوغ رضوان الله..... بينما كان غاية السلف بلوغ رضوان الله الحكم العدل، لا يبخلون بنفس ولا مال ولا ولد، قال الحق تبارك وتعالى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً } ( مريم: 59 )،...... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لذلك أرى أن على العلماءِ الأمةِ الربانيين مسؤوليةٌ عظيمة في تعريفِ الناسِ بكافة حقوقهم الإسلامية، ومنها حقوقهم على من ولي الأمر فيهم، بأدق تفاصيلها، إبراءً لذممهم. فشأنهم كشان الأطباء إذا ما رأوا وباءً قد عمَ، استنفروا أنفسهم وجندوا أعوانا ( طلاب العلم ) يساندونهم ويتمون ما شرعوا هم في عملهِ، لا يألون جهداً ولا يتهاونون في صغيرة ولا كبيرة، حتى يطمئنون على بُرء الأمة مما اعتراها. كما يتوجب على كافة أصحاب القلم والمثقفين المساهمة المؤثرة في تنوير العامة، ومساندة العلماء ونصرتهم، ونشر آراءهم، كلٍ على قدر علمه وفهمه, " بلغوا عني ولو آية " وعلى أهل اليسار مدهم بالمال الذي ييسر نشر مجهوداتهم والتعريف بها، فمتى ما صدقت النوايا وصفت الفطر، بارك اللهُ الكريم العظيم في الجهود، ونجحَ اللهُ المقاصد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم من ولي من أمر أُمتي شيئاً فرفق بهم، اللهم فرفقَ بهِ، واللهم من ولي من أمر أُمتي شيئاً فشق عليهم، اللهم فشق عليه. " وقال صلى الله عليه وسلم: " كلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته."

وذلك، والله أعلم خيرٌ من التخاصم فيما بيننا حول حقائق واقع الحال الذي نعيشهُ. فإذا ما انتشر العلم والوعي، فستجد عامة الناس تقف بحزمٍ وقوةٍ مؤثرتين خلفَ أيِّ أمرٍ بمعروف, وأيِّ إنكارٍ لمنكرٍ، متفهمةًً لأهميةِ الأمرِ، مشفقةًٍ من التخلي عن المعلنين عنهُ أو المنبهين لوقوعهِ. سَيَعُون معنى قوله تبارك وتعالى { يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرءِ وقلبه وأنه إليه تحشرون (24) واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب (25) واذكروا إذ كنتم قليلٌ مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون (26)}( الأنفال )، فسيستجيبون له عزَّ وجلَّ، ويخافون نقمةَ الإعراضِ عنهِ، ويدينُون لهُ وحدَهُ بالفضلِ والمنةِ لا لغيرِهِ.

وإلا فسنكون اعظم شقاءً من أجدادنا الذين كانوا على فترةٍ من الرسل، فقد يجدون ما يعتذرون به لله الرحمن الرحيم، وهو أعلم بحالهم وأرحم بهم من أنفسهم. هذا والله أعلم وأكرم.


أخوكم المحب في الله / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م