من هم ((المؤمنون))؟

[الخالدى]

بسم الله الرحمن الرحيم
((أنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم أيمانا وعلى ربهم يتوكلون))صدق الله العظيم.س الانفال2
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الامين الطاهر الزكى وعلى آله ومن والاهم الى يوم الدين.

بعد التفكر مليا وجدت ان نلتقى فى مواضيع لها علاقة جادة تمس روح المؤمن الطيب بعد أن أعيانا تعب ومشقة تقديم الاجتهادات
والاطروحات المبنية على الشريعة الاسلامية الغراء عن فطاحل علماء وأكابر فقهاء المسلمين جزاهم الله عنا خيرا جزيلا ..لآثبات
وجوده تعالى مع عدم الزمان والمكان الذين خلقهما تعالى ليربح عليهما عباده ودون ان يربح تعالى منهما مازال هو خالقهماومما أدى ذلك الى طويل من المناقشات الحادةمنها وغير المجدية منها طالة أخرى..هدانا الله جميعا الى سواء السبيل..آمين

وكأن قسما من أخواننا فى الحوار قد أنهوا وأكملوا مايرمون اليها من البدع وفواحش الكلم معه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا..بدأت المناقشات والمحاورات تتجه صوب رسوله الاكرم وحبيبه الاصفى وصديق ملئكته الاوفى سيدنا -جبرئيل-عليه وعلى جميع الملئكة والمقربين أفضل الصلاة والسلام ..فتارة اتهموه بالغفلة وأخرى بجعله بشرا ككل البشر(وشتان مابين الثرى والثريا!!)ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم ..فقلنا لنتنفس قليلا ونزيل هم الاستفهام والتعجب والتشنج الفكرى والجدل البيزنطى الذى لايخلو من الكره والعجب والرياء للمناظر أو المحاور.. وباقى آفات القلب الذى خصصه تعالى سعة لنوره الذى أودعه تعالى اليه ما لم تسعه السموات السبع ولا الارضون .

فقلنا وقبل أن يستلمها الاولياء الصالحين وعباد الله المتقين
من الذم وآفات الالسنة الحادة نبقى فيه تعالى ونتطوع بالبديل الاحسن ..صفات المؤمن وكيفية التقرب اليه تعالى جل شأنه بالاستناد الى الايات والذكر الحكيم..كما وحبذا ان يطرح كل مؤمن بالله ورسوله رأيه وأسلوبه وأين هو من هذه الايةالكريمة ..وجزاكم الله خير الجزاء.

يقول القرطبى رحمه الله تعالى ..وصف الله المؤمنين بالخوف والوجل
عند ذكره لقوة مراعاتهم وأيمانهم بربهم وكأنهم بين يديه تعالى
.ونظير هذه الاية هى ((وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم))فى سورة الحج34-35 وقال((وتطمئن قلوبهم بذكر الله))الرعد 28.وهذا يرجع الى كمال المعرفة وثقة القلب،والوجل هو الفزع من عذاب الله وقد جمع بين المعنيين فى قوله تعالى ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله))الزمر 23
أى تسكن نفوسهم من حيث اليقين الى الله وان كانوا يخافونه تعالى
..فهذه حالة العارفين بالله،الخائفين من سطوته وعقوبته،لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير..فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم ان ذلك وجد وخشوع لم تبلغ ان تساوى حال الرسول ولا حال أصحابه فى المعرفة بالله،والخوف منه والتعظيم لجلاله،ومع ذلك فكانت حالهم عند ذلك الفهم عن الله والبكاء خوفا من الله .ولذلك وصف الله تعالى أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره
وتلاوة كتابه فقال((وإذا سمعوا ما أنزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين))المائدة 83

فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم..ومن لم يكن كذلك فأنه ليس على هديهم ولا على طريقتهم.ومن كان مستنا فليستن؛ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالا؛والجنون فنون..الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -محمد- صادق الوعد الامين وعلى آله والصحب أجمعين.