Man9ool
www.alquds.co.uk/url
ايران ستحصل قريبا علي وظيفة جديدة: شرطي الخليج العربي
يجب تغيير السياسة فيها وتحويلها الي شريك بدلا من عضو محور الشر
20/11/2006
ايران قد حققت مبتغاها. هي حتي ليست بحاجة للمزيد من آلاف ألواح الطرد المركزي، أو الحصول علي السلاح النووي حتي يتم اعتبارها دولة نووية عظمي. ايران موجودة هناك. هي مخيفة، رادعة لأن لديها تكنولوجيا وقدرة كاملة لانتاج السلاح النووي. وهي هناك لأن الجميع يصدقون أنها ستقوم ايضا بانتاج السلاح النووي. ولديها "ميزة" صغيرة ومخيفة: رئيس يبدو مثل شاعر وتُسمع كلماته وكأنها كلمات مجنون وتنطلق في الهواء مثل سحابة اشعاعية. خطابه التهديدي ينجح حتي في اخفاء حقيقة أنه ليس هو المسؤول عن المشروع النووي، وانما سلفاه هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، هذان الرئيسان اللذان اعتبرا معتدلين في نظر الغرب.
التجديد الذي جلبه محمود أحمدي نجاد هو صراحته. قبل سنة من الآن أوضح لكل من يريد أن يسمع، أنه ينوي تحويل ايران الي دولة عظمي مثل كل الدول الكبري، وإن كان محك العظمة هو القدرة النووية، فستمتلك ايران هذه القدرة ايضا. هذا بالنسبة له تقويم لتاريخ ايران. لا مزيد من التسويف الكولونيالي ولا حتي الشخص اللطيف الذي يسعي لنيل رضي الغرب، كما تصرف سلفه خاتمي. نجاد الذي تراسل مباشرة مع جورج بوش، يعتقد أن علي الغرب أن يحترم ايران لكونها كذلك: دولة كبري وقوية ومخيفة.
عندئذ يبدأ العمل. من يصغ جيدا لبوش ولأعوانه، بدلا من تهمات وتهديدات اولمرت، يدرك أن ايران ستلعب دورا هاما في حملة الولايات المتحدة الانسحابية من العراق، لأن أي دولة عربية لا تستطيع أن تُقدم القوة التي تُقدمها ايران، أو التأثير السياسي الذي تمتلكه علي القيادة الشيعية العراقية. لا يمكن لأي ائتلاف عربي أن يُجبر حتي دولة هامشية مثل سورية، علي مساعدة الولايات المتحدة كما يمكن لايران، ولا تملك أي دولة غربية الآن أمرا جذابا يمكنه أن يعرقل تطوير السلاح النووي الايراني.
من الصعب قبول هذا الوضع الذي نشأ وتبلور تحت أنف الجميع، خصوصا لأن ايران ما زالت تعتبر مخلوقا همجيا دونيا، سواء أكان قادتها يرتدون العباءة أو يلبسون البدلات الحريرية كما كان في عهد الشاه. الآن، حيث تمر عملية اعادة تربية الغرب في الموقف من ايران، في ذروتها - والمخاض أشد صعوبة من جراء ذلك.
التصريحات المدوية - مرة حول الهجوم المحتمل علي ايران، واخري تقويما للخط مع السياسات الامريكية المتجهة نحو المصالحة - تدلل علي هذه البلبلة والاضطراب، ذلك لانه ليست هناك فقط صعوبة تكتيكية في اكتشاف موقع كل المختبرات النووية الايرانية وعلمائها المركزيين، وانما، وبالأساس، نحن أمام فقدان للاجماع الدولي بصدد طريقة التحرك الصحيحة. ويبدو أن صرخات اسرائيل المدوية تحديدا تعزز شعور الأسرة الدولية بأن من الأفضل التصرف بضبط للنفس، ذلك لأن قطاعات واسعة من الأسرة الدولية تعتبر أن اسرائيل ايضا مصابة بدرجة غير بسيطة من الجنون، وأن القضية الايرانية تُستخدم فيها للأغراض السياسية بدرجة لا تقل عن القلق علي وجودها.
في ظل غياب الاجماع الدولي حول الحل العسكري، من الأفضل محاولة توجيه ألواح الطرد المركزي في طهران، وتبني الافتراض القائل بأن ايران ستمتلك القدرة النووية، والانطلاق من ذلك: اعادة ايران الي أحضان الأسرة الدولية الي جانب دول مثل الهند وباكستان. اجراء حوار معها ليس فقط حول كمية ألواح الطرد المركزي وعدد كاميرات الفيديو التي ستراقب العملية، وانما إشراكها في المجريات الدولية ومساعي إحلال السلام. اذا كانت ايران جيدة كشريك في القضية العراقية، فربما تكون جيدة ايضا في القضية السورية، وربما بصدد صراعات اخري. بدلا من السجاد أو الفستق التي يحق لايران أن تصدرها للولايات المتحدة، ربما من الأفضل السماح للشركات الامريكية بتطوير حقول النفط فيها، وبصورة أساسية: التفاوض حول شروط إزالة مصطلح محور الشر الذي تسبب حتي الآن بميلاد السياسة الضارة جدا للأمن العالمي،
ذلك لانه يبدو أن ايران توشك علي الحصول علي وظيفة جديدة: مراقبة أمن الخليج العربي.تسفي برئيل
مراسل الشؤون العربية
(هآرتس) ـ 19/11/2006