هل غادر الرؤساء ..
			 
			 
			
		
		
		
		هل غادر الرؤساء من متردم -- أم هل عرفت حقيقة المتكلم 
 
سنة على سنة تراكم فوقها -- تعب الطريق وسوء حال المسلم 
 
سنة على سنة و أمتنا على -- جمر الغضى و الحزن يشرب من دمي 
 
قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا -- أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟! 
 
يا دار مأساة الشعوب تكلمي -- و عمي صباح الذل فينا واسلمي 
 
إنا على المأساة نشرب ليلنا -- سهراً وفي حضن التوجس نرتمي 
 
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى -- شبحاً يعبر عن خيال مبهم 
 
التوصيات تنام فوق رفوفها -- نوم الفقير أمام باب الأشأم 
 
شجب و إنكار و تلك حكاية -- ماتت لتحيا صرخة المستسلم 
 
أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب -- و أمام خيمتها حبائل مجرم 
 
أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل -- فينا ينادي : ويك عنترة أقدم 
 
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة -- تشكو إليك بعبرة و تحمحم 
 
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى -- وعزفت في الميدان ركض الأدهم 
 
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي -- عن قبح وجه الخائن المتلثم 
 
و أرحتنا من كل صاحب زلة -- يوحي إليك بقصة ابني ضمضم 
 
أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم -- سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم 
 
لو أبصرت عيناك وجه محمد( صلى الله عليه وسلم )و رأيت ما يجري بدار الأرقم 
 
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها -- بالنور من آثار ليل مظلم 
 
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا -- جبريل من آي الكتاب المحكم 
 
ورأيت ميزان العدالة قائماً -- يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم 
 
و رأيت كيف غدا بلال سيداً -- ومضى الطغاة إلى شفير جهنم 
 
لو أن عينك أبصرت إسلامنا -- لخرجت من كهف الضلال المعتم 
 
وحملت عبلة و الحجاب يزيدها -- شرفاً و أطفأت اللظى في زمزم 
 
لو عشت في الإسلام ما عانيت من -- لون السواد ولا نضحت بمنشم 
 
أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً -- حق الجوار تغض طرف الأكرم 
 
ولقد رأيتك في خيالي و الوغى -- تشتد حين كررت غير مذمم 
 
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى -- في عصرنا وجه الشجاع المقدم 
 
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر -- إلا بصورة خائف متوهم 
 
كم فارس من قومنا لما رأى -- لهب الرصاص أدار مقلة غيلم 
 
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى -- قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!! 
 
أ أبا الفوارس قف مكانك إننا -- لنعيش في زمن الخداع المبرم 
 
لم يدرك العربي في أيامنا -- كرم الجدود ولا يقين المسلم 
 
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها -- ليس الكريم على القنا بمحرّم 
 
و صراخ أسئلتي يجسد ما حوى -- قلبي من الجرح العميق المؤلم 
 
يا أمة الإسلام هل لك فارس -- يغشى الوغى ويعف عند المغنم 
 
إني ذكرتكِ و الجراح نواهل -- مني وحرفي قد تلجلج في فمي 
 
فوددت تمزيق الحروف لأنها -- وجمت وجوم جبينكِ المتورم 
 
يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا -- إن كنت جاهلة بما لم تعلمي 
 
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا -- بتنا على حال الأصم الأبكم 
 
يا أرض داكار المشوقة ربما -- رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم 
 
ولربما فتحت لكِ الباب الذي -- يفضي إلى الأقصى الجريح فيممي 
 
ولربما أفضى إليك البحر في -- زمن السكوت بسرّه فتفهمي 
 
وتأملي كل الوجوه ورددي -- ما تسمعين من الهتاف ، ونغّمي 
 
وإذا رأيت بشائر الفرح التي -- ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي 
 
يا قادة الدول التي لم تتخذ -- لغة موحدة أمام المجرم 
 
في الكون دائرتان واحدة لها -- ألق و أخرى ذات وجه أسحم 
 
يا قادة الدول التي لولا الهوى -- وخضوعها لعدوها لم تهزم 
 
القمة الكبرى ، صفاء قلوبكم -- لله نصْرُ الخائف المتظلم 
 
القمة الكبرى ، خلاص نفوسكم -- من قبضة الدنيا وأسر الدرهم 
 
القمة الكبرى ، انتشال شعوبكم -- من فقرها .. من جهلها المستحكم 
 
القمة الكبرى ، جهادٌ صادق -- وبناء صرح إخائنا المتهدم 
 
أما مطاردة السراب فإنها -- وهم يجرعنا كؤوس العلقم 
 
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما -- خابت يد تمتد نحو المنعم 
 
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما -- خابت يد تمتد نحو المنعم 
 
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما -- خابت يد تمتد نحو المنعم 
 
 
د. عبدالرحمن العشماوي 
		
	
		
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |