إلى السندباد - قصيدة-
			 
			 
			
		
		
		
		
                               
                                 | 
                                | 
                                 | 
                                
                               
                                | 
                                
إلى السِندِباد مَدَدْتُ شِراعِي= وَأَلفَيْتُ قَلْبِي يريدُ السفَر 
وَيَعْلَمُ قَلْبِي صُروُفَ الدُروبِ= وَظُلمَ البِحارِ وبُعْدَ القَمْر 
 ويَمْضِي بِبَحْرِ العَوالِم حَتَّى =يُلاقِي مَعَ البَحْرِ بَعْضَ السَمَر 
وَمَوْجُ البِحَارِ تُرَاقِصُ قَلْبِي =عَلى نَغْمَةِ الحُورِ نبضُ الوَتَر 
وهَذي الَلآلِئ في المَوْجِ تبدو= تَغَزَّلَ في حُسْنِها منْ نَظَر 
وَقَلْبِي المُتَيَّمُ في العِشْقِ أضحَى= سَلِيْبَ القَرَارِ رَهِيْنَ القَدَر 
يُغَازِلُ رَمْلَ الشَواطِئ حَتَّى= سَمِعْتُ الرِمالَ تُغَنِّي الوَطَر 
وذا المَوجُ غازَلَ في الَصَمْتِ قَلبي= تَدَلَلَ بالوَصْلِ حتى انْتَصَر 
وأضحَت رِمالُ الشَواطِئ تَبكي= وبالعِشقِ قَلْبُ الرِمالِ انفَطَر 
وذَا الموجُ يأتي الشواطئَ دوماً= ويَأخُذُ مِن  رمله ما انْكَسَر 
وإنِّي وقَلْبِي كَما الشَطِّ صِرْنا= وقلبي يمورُ بموجِ البَحَر 
********** 
وفي غَمْرَةِ الصَمْتِ أسمعُ صَوتَاً= خفيفَاً طلياً رَقيقَ الفِكَر 
يًُغني كلاماً كما السِحرِ حَتى= تُذيبُ القصائدَ هذي الصوَر 
ومِنْ بَعْدِ ما قَدْ سَمِعْتُ فإِنِّي= رأيْتُ خيالاً ولكِنْ حَضَر 
عَوالِمُ لا ما رَواها كِتَابٌ = ولا خَطَّ في وصفِها مَن سَطَر 
وفِيها جَمالٌ يَفوقُ الجَمالَ= ويغدو الجَمالُ بها قد سُحِر 
وفيها النَوارِسُ غيرَ النوار=سِ والشوقُ يبدو بنبضِ الأثر 
تُعانِقُ فيها الجبالُ البوادي= وعانقَ فيها الترابُ الشجَر 
وفيها الينابيعُ تعزِفُ لحناً= وفيها الطيورُ تُجافي السَفَر 
وفيها الشتاءُ يُعانقُ صيفاً =وعانقَ فيها الربيعُ المَطَر 
وذاكَ الفراشُ على الغصنٍ يغفو = كأنَّ الفراشَ يُطِيلُ السهَر 
وذاكَ الندى قد تدللَ شوقاً= على الغُصْنِ حتَّى أطالَ السَمَر 
*********** 
وفي غَمْرَةِ السِحْرِ أَلْفِي فُؤادِي=يداعِبُ في الروضِ بعضَ الثَمَر 
ويَسألُ فيهِ الحَساسينُ هلَّا = رأيتُمْ سِوانا يُطيلُ النَظَر 
وهلْ سِندِبادُ المسافِرُ دَوماً= أتى منْ بِحارٍ عَلاها الخَطر 
فَقَلْبِي المُتَيَّمُ يَشكو سُهادِي= ويَرجو مِنَ السِندِبادِ الخَبَر 
ونَقَّلْتُ قَلبِي بهذي الفيافي= ونَقَّلْتُ في الرَوْضِ ذاكَ البَصَر 
وكَم من عَجِيبٍ هُناكَ رأيتُ= فوانِيِسَ جِنٌّ بها ينتَظِر 
وجئتُ أُزِيْلُ الغبارَ وقَصدي= أُحاكِي بِشوقٍ أسيرَ الوَتَر 
أيا مارِداً قد أطالَ البقاءَ= بِقُمْقُمِهِ كيفَ تَلقى البَشَر 
وكَيفَ بِفانُوسِكَ القُرْمُزيِّ= قَضيتَ الليالي ولم تَنكَسِر 
************ 
وفي ضِحْكَةِ الهازِئ المسْتَبِدِّ=أجابَ وفي قَولِهِ لي عِبَر 
أما كُنْتَ تَعْلَمُ يا صَاحِ أنْي= على الحبِّ قلبي هناكَ انفَطَر 
ولَستُ أبالي إذا كانَ بيتي= حَدِيداً قَديماً عَلاهُ القَذَر 
وإن كُنتُ فيهِ أسيراً وقلبي= من الشَوقِ دهراً غدا يحتَضِر 
وإني كَفاني أعيشُ بأرضي= ولو عِشتُ في مَوطٍني مُحْتَقَر 
فذا موطني قدْ عَشِقتُ وإنِّي = بِفُرْقَتِهِ إنَّني مندَثِر 
ورَغمَ احتجازي وقيدي وأسري= ففي مَوطِنيِ ما ألذَّ الشّذَر 
وأنت الغريرُ أتيتَ بِقَلبٍ= يُريدُ الهُدُوء وبَعضَ الأثَر 
قَطَعْتَ بِحاراَ ولَمَّا تُداري= وأفنيتَ عمراً لِكَي ْ تَسْتَقِر 
وفارقتَ أرضاً وأهلاً ولكن= سراباً تَبِعْتَ ولمْ تنتَظِر 
فَقُلْ لِيْ أمَا حَنَّ قلبُكَ يَوماً= لأرضٍ هنالِكَ بعدَ السَفَر 
************ 
فقلتُ وكُلِّي حَنينٌ وشوقٌ=وحزنٌ على البعدِ لَمْ يَسْتَتِر 
كَواني من الشوقِ سهمٌ وإني=عَرَفْتُ مَعَ الحُزنِ معنى السهَر 
فيا أيُها الوَطَنُ المستَباحُ= عَشِقْتُكَ حتى يغارَ القمر 
وقلبي المُتَيَّمُ مِنْ بَعدِ عُمري= أتاكَ بِحُزنٍ بهِ يُعْتَصَر 
فَهَلَّا عَفَوتَ عَنِ الصبِّ حَتَّى= يداوي جراحاً غدَتْ تَستَعِر 
وإني الشَقِيُّ منَ البُعْد دَهراً= وإني الفقيرُ ومَنْ قَدْ فَقَر 
فيا قُدسُ عُذراً وعُذري سَقيمٌ = وشِعْرِي رَكِيكٌ كَمَن قد شَعَر 
فَهَلَّا عَفَوتَ عَنِ الصَبِ حَتَّى=  مِنَ الشَوقِ يَوماً ينالُ الظَفَر | 
                                | 
                                
                               
                                 | 
                                | 
                                 | 
                                
                                 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				يا أيها القلب الذي في أضلعي 
               هلا هفوت لجنة الرحمن
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |