هوامش
1ـ في الوضع العراقي هناك تموقع سياسي جديد يتمثل في ظاهرتين مفارقتين لا يمكن علي المدي المنظور سوي التوافق بينهما للبقاء: من جهة هناك اعادة تشكل الخارطة السياسية علي أساس التركز الطائفي والقومي ومن جهة أخري هناك تباين طائفي وقومي حول مفهوم الوطن العراقي.
وعلي سبيل المثال هناك تيارات طائفية وقومية معادية لفكرة الوطن الجامع في حين هناك تيارات طائفية وقومية تدافع بشراسة عن مبدأ الوطن العراقي. ان هذا نموذج آخر، ينضاف للنموذج اللبناني مفاده القاعدة التالية: يمكن للتركز الطائفي أن يكون مقوضا للوحدة الوطنية ولكن ذلك ليس أمرا ضروريا. حيث يمكن للتنظيم المشروط بقاعدة طائفية أن يكون قاطرة للوحدة الوطنية علي أساس دوره الدقيق في معادلات وتوازنات الداخل القطري والامتداد القومي. وفي هذه الحالة يصبح الحفاظ علي الوطن مصلحة طائفية.
2 ـ كان مفهوم الامة القطرية في الأساس مفهوما دفاعيا ضد الالغاء الاستعماري. وهكذا مثلا كانت صرخة الشيخ عبد العزيز الثعالبي والذي لا يشك في اخلاصه للانتماء العربي-الاسلامي لتونس من خلال كتابه تونس الشهيدة . كما يجب فهم اصرار الزعيم الوطني من الحــــزب الدستوري الجديد علي البلهوان علي نفس الصيغة كما هو معـــــروف في مؤلفه نحن أمة في ذات الاطار. وفي الحالتين لم تكن الأمة التونسية في ذلك الاطار مفهوما مناقضا للانتماء العربي ـ الاسلامي بقدر ما كانت مفهوما ضروريا لاعادة استكشاف الهوية العربية الاسلامية المميزة للأمة القطرية والتي تم تهميشها في ظل الهيمنة الاستعمارية. غير أن الصراعات بين القطرية في ما بعد الاستقلال وخاصة بين بعض الزعماء المغاربيين والرئيس عبد الناصر أدت الي التأثير علي أصول مفهوم الأمة القطرية ليصبح اطارا مفهوميا للانعزال، ليس عن الانتماء العربي ـ الاسلامي في المطلق ولكن عن القيادات القومية في المشرق العربي. من المهم تتبع اعــــادة التركيز علي هذا المفهوم لدي بعض القيادات التقليدية المحلية ومعاني ذلك، وبشكل عام لا أعتقد أنها تأتي بالضرورة علي الضد من رؤية مغاربية وعربية واحدة.
.
آخر تعديل بواسطة خاتون ، 15-05-2007 الساعة 07:58 AM.
|