( قواعد الايمان بصفات الله عز وجل ) (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ احمد فريد حفظه الله تعالى في كتابه الموسوم
بـ( الثمرات الزكية في العقائد السلفية )
( قواعد الايمان بصفات الله عز وجل)
أولا : تنزيه رب العالمين عن مشابهة الخلق ، دل على ذلك قوله عز وجل : { ليس كمثله شيء } وقوله عز وجل : { هل تعلم له سميا } وقوله عز وجل : { ولم يكن له كفوا أحد }.
ثانيا : إثبات صفات الله عز وجل التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، دل على ذلك قوله عز وجل :
{ وهو السميع البصير } بعد قوله { ليس كمثله شيء } .
ثالثا : قطع الطمع عن ادراك حقيقة كيفية هذه الصفات لقوله عز وجل : { ولا يحيطون به علما }
قال نعيم بن حماد شيخ البخاري : " من شبه الله بخلقه كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله تشبيه ولا تمثيل " .
قال الامام الشافعي رحمه الله : آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله .
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله : مذهب السلف في هذا الباب واضح كغيره من الأبواب وهو وسط بين التشبيه والتعطيل ، وهو تسليم كامل لله ورسوله وإيمان بنصوص الصفات من الكتاب والسنة، وعدم التعرض لها بالتأويل بحيث تكون تلاوتها تفسيرها ، ولا يحاولون إدراك حقيقتها وكيفيتها ، لأن ذلك علم استأثر الله به ، ولا ًٌٍَُِتوهم عندهم تشبيها ولا تجسيما ، بل هي تدل على الحقائق التي تليق بالله وحده { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، { ولا يحيطون به علما } ، { ولم يكن له كفوا أحد } ، { هل تعلم له سميا } ، كانوا ينزهون الله تعالى على ضوء هذه النصوص ولا يكادون يفهمون من الاثبات التشبيه ، ولا من التنزيه التعطيل ، هذه هي القاعدة عندهم إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل ، وإنما لجأ أهل الكلام الى التعطيل والتأويل
لأن قلوبهم المريضة قد فهمت الإثبات على أنه تشبيه لله عزوجل لخلقه فقالوا بالتعطيل والتأويل .
قال الأوزاعي : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله ـ تعالى ذكره ـ فوق العرش ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات ، وهذا التصريح من الأوزاعي يعني الإجماع ( إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند الى صريح الكتاب والسنة ) .
والإمام الأوزاعي أحد الأئمة الأربعة الذين كانوا في عصر تابع التابعين وهم مالك بن أنس بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، والليث بن سعد بمصر ، والثوري بالعراق ، وذكر الأوزاعي ذلك عندما ظهر الجهم بن صفوان منكرا كون الله تعالى فوق العرش ، وناف لجميع صفات الرب تعالى .
وسئل الزهري ومكحول عن تفسير أحاديث الصفات فقالا أمروها كما جاءت ، وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك والثوري والليث فقالوا في أحاديث الصفات أمروها كما جاءت بلا كيف .
والأوزاعي ومالك والليث والثوري أئمة المسلمين في عصر تابع التابعين ، فكيف يسع مسلما أن يترك طريفة أئمة المسلمين ويتبع غير سبيل المؤمنين الذين أعرضوا عن كتاب الله وذكره واتبعوا أهوائهم { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله } .
وقال رحمه الله : وجماع الأمر أن الأقسام الممكنه في آيات الصفات وأحاديثها ستة أقسام، كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة .
يتبع
|