وهل يستوي الشعران
بسم الله الرحمن الرحيم
شعر يموت وآخر يتسكع
وإلى الفتات على الموائد يسرع
هذا يمد على السحاب جناحه
وسواه في حمإ الرذيلة يرتع
هل يستوي الشعران شعر مؤمن
ومدجج بالكفر لا يتورع
هل يستوي السيف الذي هتك الدجى
والآخر المتزلف المتصنع
هل يستوي البحران هذا ماؤه
عذب وذاك الإسن المستنقع
ومن الغرائب أن هذا رائج
تغدو به الصحف الزمان وترجع
وله من العشاق إلف قبيلة
وله من الأبواق جيش مفزع
ما أكثر الرايات في أعراسه
فلكل عرس راية تتطوع
والشعر مرآة الشعوب فأن سمت
فالشعر أسمى ما يقال ويبدع
والشعر قنديل الهداية تارة
والشعر إعصار يهز ويصرع
لكننا نأبى القصيدة حرة
ونودها فلا تأبى ولا تتمنع
أن القصائد كالرجال فبعضهم
شم الأنوف وبعضهم متميع
ولقد تموت إذا تموت شهيدة
ويزورها المطر الحنون فتمرع
وقصائد مثل العرائس مهرها
غال وآخر ليس فيه مطمع
فوق النجوم تعيش بعض قصائد
والبعض في عفن القمامة يقبع
حسب القصائد أنها لا تنحني
إلا لجبار السماء وتركع
((مجهول))
|