جواهر في قصيدة ... والدعوة عامة ....!!
بسم الله ... وبه نستعين
أم بعد :-
شاعرنا اليوم .....
اسمه / أبو الفتح علي بن محمد البستي . المتوفي سنة 400هـ
أشتهر في عصره بكتابة الشعر والنثر
أجاد نظم الشعر المحتوي على ( درر ) النصائح والحكم
وله بيت من الشعر سارت به الركبان ويقول فيه :-
لا تحسـبن سروراً دائمــــــــــاً أبداً *** من سره زمن ســــاءته أزمـــانُ
وسأورده هنا في جزء من قصيدته ( النونية ) الرائعة
وإن رأى الإخوة الأعضاء أن أقوم بنشر بقية القصيدة فسأفعل ( بإذن الله )
وما اقتصرت على هذا الجزء إلا خوفاً من الإطالة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيادة المرءِ في دنيـاه نقصــــانُ *** وربحهُ غيرَ محضِ الخير خسرانُ
وكل وجــدان حــــظٍ لا ثبات لهُ *** فإن معنـاه في التحقيــــــق فقـــدانُ
يا عامراً لخــرابِ الدهر مجتهداً *** بالله هل لخـــرابِ الدرب عمرانُ
ويا حريصاً على الأموال يجمعها *** أنسيتَ أن ســرور المال أحزانُ
دع الفؤاد عن الدنيــا وزخرفـــها *** فصـفوها كدرٌ والوصل هجرانُ
وراعِ ســــــمعك أمثالٌ أفصـــلها *** كما يفصّلُ ياقـــوتٌ ومرجـــــانٌ
أحسِنْ إلى الناس تســتعبد قلوبِهمُ *** فطالما استعبد الإنسان إحســـــانُ
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ *** يرجو نــداك فأن الحر معـــوانُ
من جاد بالمال مال النـاس قاطـبةً *** إليه والمال للإنســـان فتـــــــانُ
من كان للخير مناعــاً فليس لــــه *** عند الحقيقة إخـــوانٌ وأخـــــدانُ
لا تخدشـن بمطلٍ وجـه عارفــــة *** فالبر يخدشــــه مطل وليــــــــان
يا خادم الجسم كم تسـعى لخدمتهِ *** أتطلبُ الربح مما فيه خســــــران
أقبِل على النفس فاستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجســم إنسانُ
من يتقى الله يُحمـد في عـواقبـــه *** ويكفه شر من عزوا ومن هانـوا
حسب الفتى عقـله خِلاً يعاشـــره *** إذا تحـــــــاماه إخوانٌ وخـــــلانُ
لا تستشر غير ندبٍ حـازمٍ فـطنٍ *** قد اســـتوى منه إســرار وإعلانُ
فللتدابير فرســانٌ إذا ركضـــــوا *** فيها أبروا كمـا للحربِ فرســــانُ
وللأمــــــــورِ مواقيت مقـــــدرةُ *** وكـل أمـرٍ لهُ حـــــــــدٌ وميـــزانُ
من رافق الرفق في كل الأمور فلم *** يندم عليــــه ولم يذممـه إنســانُ
ولا تكن عجــلاً في الأمرِ تطلـــبه *** فليس يحمـد قبل النضج بحـرانُ
وذو القناعـــة راض في معيشـتهِ *** وصاحب الحرص إن أثرى فغضبانُ
كفى من العيشِ ما قد سد من رمقٍ *** ففيه للحـــــر إن حققتَ غنيــــانُ
هما رضــيعا لبــانٍ حكمــــة وتُقى *** وســـاكنا وطن مال وطغيـــــــانُ
من مد طرفاً بفرطِ الجهلِ نحو هوى *** أغضى عن الحق يوما وهو خزانُ
من اسـتشار صروف الدهرِ قــام له *** على حقيقــة طبــع الدهر برهانُ
من عاشـر الناس لاقى منهم نصـــباً *** لأن طبعــهم بغـيٌ وعـــــــدوان
ومن يفتش على العــدوان مجتـــهدا *** فجُلّ إخــوان هذا الدهر خـــوّانُ
من يزرعِ الشـرّ يحصد في عواقبـه *** ندامةً ولحصد الـــزرع إبّــــــانُ
من استنام إلى الأشــرار نـــامَ وفي *** قميصــــــهِ منهم صلٌ وثعبــــانُ
من سالم الناس يسلم من غـــوائلهم *** وعاش وهو قرير العين جـــذلانُ
من كان للعقل ســــلطان عليه غدا *** وما على نفسـه للحرص ســلطانُ
وإن أسـاء مسيء فليـــــكن لك في *** عُروض ذلــته صــفحٌ وغفـــرانُ
ــــــ يتبــع ـــــــــ
ودمتــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
|