http://neveen.virtualave.net/ubb/For...ML/000244.html
كتب جيفارا
ترى بماذا يشعر السجين عندما يرى انعكاس الشمس على جدار معتم ؟ .. هل يشعر بالاسى ؟ بالحنين ؟ بالفرح ؟ بالالم ؟
.. من جرب السجون يعرف ان للشمس طعم خاص عندما تتسلل في الصباحات الشتائية .. لترسم مربعا على جدار زنزانة .. مربع يشبه تماما نافذة الزنزانة الضيقة لكنه مربع من ضوء ..!!
اذكر مرة انني رسمت اطارا لمربع الشمس على الجدار .. رسمته بقلم رصاص صغير جدا .. وصرت اتابع مربع الضوء وهو ينزل رويدا رويدا رويدا .. الى ان يختفي ..خطر ببالي سؤال .. اليست هذه نفس الشمس التي تشرق الان على العالم الخارجي ؟؟ على الحقول .. والتلال .. والبحار والجداول .. نعم هي ذات الشمس ..عندها حسدت الفراشات والطيور والنباتات والحشرات .. لانها تستطيع ببساطة ان تتابع الشمس حتى تغرب تماما مخلفة ذلك الشفق الاحمر الجميل .. كانت لي امنية رعناء شقية وهي ان ارى الغروب ...!!
..واول شيء عملته بعد خروجي للحياة هو انتظار اول غروب للشمس ... بكيت يومها من الفرح .. وهتفت يومها بقوة .. شمس واحدة تكفينا جميعا .. شمس واحدة تكفي الجميع .. فلماذا يحرم البعض من الشمس ....
..الشمس والحرية وجهان لشيء واحد .. قد لا يوافقني الا من جرب شعور العطش الى الشمس
-----
كنتَ في سجنٍ صغيرٍ
.................ربما كنتَ أسيرْ
فتحوا للشمسِ فيه
.................كوّةً فهي تنيرْ
وطني يا صاحِ هذا
............وطنُ العُرْبِ الكبيرْ
فيه شمسٌ فيه مرعى
............ترتعي منه الحميرْ
وكراسٍ وعروشٍ
............كل عرشٍ فيه زيرْ
كلّ فكرٍ ليس فيه
..............فهو تفكير حقيرْ
وله في كلِّ شيءٍ
.............كلُّ تدبير الأمورْ
فبه للبدر نورٌ
..............وبه الشمس تدورْ
وهو لا ينفك يأتي
........مثل إعلان ((الجذور))
موطني قد صار فيه
...............كم وزير وأميرْ
وعقيدٍ ومشيرٍ
................ووكيل وسفيرْ
وحدودٍ قدّسوها
.............فوقَ آياتِ القديرْ
وجيوش حشدوها
..............ليمينٍ تسديرْ
ويسارٍ ثمّ خلفٍ
............وأماماً لا تسيرْ
بل تسيرُ بل تسيرْ
........فإذا الشعبُ كسيرْ
حرست أمنَ يهودٍ
..........فلهم حقّ المسيرْ
عبر أوطان شعارٍ
......سلمِ شجعانِ الشعيرْ
وإذا قلتَ جهاداً
........قيل إرهابي خطيرْ
ولنا شبرٌ يسمى
.........بفلسطين الكبيرْ
ما به حيفا ويافا
............بل سموعٍ وسعيرْ
بشمالٍ وجنوبٍ
.............وحدودٍ وثغورْ
نحرس المستوطنينا
............كلنا صار غفيرْ
من محيطٍ لخليجٍ
...........خيرنا هذا الوفير
موّل الحرب الضروسا
.........ألفَ مليونِ (دَليرْ)
ولهذا ولذاكا
........أوتدري كم قصورْ
وفتاتاً علفوهُ
.......للضحايا ذا كثير!!!
ثم قالوا دونَ خزيٍ
..........إنها حربُ المصيرْ
بجهاد حرّفوه
........فرضَ عينٍ للأسيرْ
وإذا، (والجيش؟) قُلْـتا:
.........أنت إرهابي خطيرْ
هكذا الأشياخُ أفـتَوا
.............لمكاريّي الأمورْ
لم يروْا آلافَ جُنْدٍ
...........وأساطيلاً تدورْ
لم يروا إلا الـبُكيمُنْ
...........ثمَّ ذا شعرٍ قصيرْ
منذ قرنٍ يا صديقي
...........في متاهات ندورْ
خطّها سيْكِسْ وبيكو
............متشلن أو بلّفورْ
آهِ جيفارا تبصّرْ
.........تدرك الأمر الخطيرْ
كنت في سجنٍ صغيرٍ
......صرتَ في سجنٍ كبيرْ
[ 01-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: سلاف ]