رفض بلير لطلب برلمانين الكشف عن اعداد القتلى العراقين من المدنين؟
قدمت مجموعة مكونة من 46 شخصية سياسية وفكرية ودينية طلبا الي رئيس الوزراء البريطاني(بلير) حول التحقيق والاعلان عن عدد من قتل من العراقيين من قبل قوات الاحتلال منذ بداية غزوها للعراق. وكما هي العادة رفض التابع بلير الطلب وصرح أمام برلمانه بأن المسؤول عن ذلك هم الارهابيون حسب وصفه, وتناسى هذا التابع ان من وصفهم بالارهابين (المقاومين) كانت نتيجة تمادي قوات الاحتلال باخضاء الناس للعبودية والطغيا والاعتقال والقتل العشوائي بعد اكثر من ثمان شهور من الاحتلال . لقد تناسي الافاك بلير أن الحقائق لا يمكن أن تطمس بالخداع والادعاء ولا حتي بالكذب المستمر. وربما كان يحاول أن يغطي عما ارتكبته القوات البريطانية والأمريكية من جرائم حرب خلال غزوها للعراق , والتي بداءت تتكشف معالمها بايديهم بعد مرور عامين من الاحتلال. ولا بد لنا هنا أن نذكر بلير ومن يسير في ركبه بالحقائق الآتية: ـ
لقد استهدفت القوات المحتلة بالقصف العشوائي مناطق سكنية عديدة يسكنها مواطنون أبرياء. ومثال ذلك دور سكنية في حي المنصور في وسط بغداد ودور عديدة في الرمادي والقائم والفلوجةومازل هذا القصف العشوائي ليومنا هذا, وحتي أن خيم البدو الرحل في اطراف العراق من الشمال او اتجاه الصحراء بين الحدود مع الاردن والسعوديه لم تسلم من القصف. لقد وصل عدد الضحايا في بعض الحالات الي أكثر من 30 شهيدا من أفراد عائلة واحدة تم قتلهم دفعة واحدة، ولم يكن في ذلك الوقت مقاومة ولا ارهابيون كما تسميهم قوات الاحتلال. واستمرت تلك الممارسات لتشمل قصف حفلة عرس في قرية بالرمادي اضافة الي موكب تشييع جثمان أحد الشهداء في الفلوجة. وكانت حصيلة عمليات القصف تلك استشهاد أكثر من خمسة وسبعين عراقيا حيث وثقت ذلك قنوات فضائية عديدة.
في الأشهر الأولي لاحتلال العراق بادر العراقيون الي التظاهر للتعبير عن رأيهم وهذا هو الأسلوب الديمقراطي الذي طالما ادعت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما جاءتا الي العراق لتشجيعه. غير أن تلك المظاهرات جوبهت باطلاق النار وسقط في كل منها بين 10ـ 20 شهيدا في كل من مدن الرمادي، الفلوجة، بغداد، الموصل وآخرها كانت المظاهرة في بغداد. لقد تم قتل جميع أولئك المدنيين برصاص القوات المحتلة ولم تكن هناك أية مقاومة مسلحة ولا ارهاب حسبما تسميه قوات الاحتلال.
لقد اتهم بلير الذين لا يريدون الانتخابات ومن اسماهم بالارهابيين بقتل العراقيين متناسيا انهم لم يقوموا بذلك قبل غزو العراق. أن من لا يمتلك السلطة لا يخشي الانتخابات بل يخشاها الذي نصبته الادارة الأمريكية في السلطة الحالية والذي قد يفقدها بسبب الانتخابات. لم نتوقع من بلير غير النكران. أو لم يكن بلير من بين الذين سبق وان شددوا الحصار علي الشعب العراقي؟ ذلك الحصار الذي أدي الي وفاة أكثر من نصف مليون عراقي من الأطفال وكبار السن والمرضي. ماذا نتوقع ممن ساهم في ذلك الحصار الجائر أن يفعل خلال الحرب وماذا سيقول عن أفعاله؟.
ومايزيد تمادي قوات الاحتلال بزيادة عدد قتلى الشعب العراقي هو سكوت الحكومات العربيه والاسلاميه على مايجري بارضها . فهل وصل بالمسلمين درجة انهم لايطالبون بالكف عن قتل المسلمين بغير وجه حق ؟؟فهل هذه صورة الاسلام انهم قوم جبناء لايستطيعون حتى المطالبة بحقوق ابناء جلدتهم وحقوقهم.
__________________
من اعان الظالم على ظلمه ابتلاه الله بظلمه
|