ولهان ذو خـــــــافقٍ رقــــــتْ حـــــواشــيه
يصــــبو فتنشـــــــره الذكــــرى وتطــــــويه
كأنه وهـــــو فـــــوق الغـــصــــن مضــطربٌ
قلبُ المشـــــــــــــوقِّ وقد جد الهوى فيهِ
رأى الربــيـــــع وقد أودى الخــــــــــريفُ به
بــيـــن الطـــيــور كــمــيتٍ بــيـــن أهـــليهِ
فــــراح يرســـــــلها أنـــــاتُ مـــحـــتـــضــرٍ
إلى الســـــــمـــاء ويشــــــكـــو ما يعـانيه
لا الروضُ زاهٍ ولا الأكـــــمـــــامُ باســـــمــةٌ
ولا عــــــــرائــســـــه ســـــكــــرى فتلهيهِ
يُــحـــيلُ ناظــــره فــيه ويُطــــــــــــرق في
صـــــمــتٍ فيشـــجـــيه مــــرآه ويــبــكـيهِ
مـــاذا رأى غـــيــر أعــــــوادٍ مــبــعــــثــــرةٍ
عـــلــى هــــشـــــــــيـمٍ به وارى أمـــانيه
فللخـــــــريف صـــــــراخ فـــيه يذعــــــــــره
والريح تــزفِـــــرُ في شــــتـــى نـــواحـــيهِ
حــــيران ما انــفــك مذهـــــولاً كــمــــتهمٍ
لم يجــــنِ ذنباً ولم يــنــجــــح مــحـــامـيهِ
تُـــطِــــل مــن كــــوة الماضــــي عليه وقد
أشـــجــــاه حـــاضــــره أطـــيــافُ ماضــيهِ
يـــرنـــو إلــيـــهـا كــمــا يرنــو المـريضُ وما
أبَلَّ بـــعـــدُ إلى عـــيـــنــي مــــداويـــــــهِ
فــيــســـتـمـــر نــواحـــاً كــالفـطـــيم رأى
ثدياً فصــــــــــــــــــاح وأين الثدي من فيهِ؟
وإن غـــفـــا راحــــت الأحـــــلام عـــــــابثةً
به فــتــدنــيــه أحـــيــانــاً وتــقــصــــــــــيهِ
وكــــم تــــراءت لــه من خــلــفــها صـــــورٌ
يــخــتال فيه الربــيــع البــكــــــــرُ في تيهِ
فــيــســـتــفــيــقُ فــلا الأغـــصــان مورقةُ
كلا ولا الســــــامــــر الشـــــادي يــناجيـهِ
فــيــســـكـبُ اللـحــن أنــاتٍ يــغــص بـهـا
ويْحَ الشــــــتاء فما أقســــــــــــــى لياليهِ