نعم لماذا هذه البحور
في كتاب (العيون الغامزة على خفايا الرامزة ) (ص – 141) ورد في الحديث عن الطويل :" يلزم في هذا الضرب المحذوف ( أي الذي ضربه مفاعي = فعولن = 23) أن يستعمل مردوفا على الأشهر" وبالتالي فمهما كان روي هذا الطويل ( 3 2 3 4 3 1 3 2 ) همزة أو غير همزة فيغلب عليه أن يأتي مردوفا وإذن فإن للأمر وجها آخر غير الهمزة أو مع الهمزة .
وإليك على سبيل المثال مطالع بعض ما ورد على ذلك في ديوان أبي تمام من بعض صنوف الروي غير الهمزة
ألا يا خليليّ الذين كلاهما يلبيك عند النائبات نجيب
أأحمدُ إنّ الحاسدين كثيرُ وما لك إن عدّ الكرامُ نظيرُ
سلامي على من لا يردّ سلامي ومن لا يراني مُوضعاً لكلامي
لعمري لئن قرّت بقربك أعينٌ لقد سخرت بالبعد عنك عيونُ
وهذا لا يعني أن الطويل غير المحذوف أي الذي ضربه ( مفاعلن 33 أو مفاعيلن43) لا يأتي مردوفا.كما أننا نلاحظ أن الردف هنا في حال كون الروي غير همزة يكون بالألف كما يكون بالواو والياء.
نرى أن الموضوع قد تشعب إلى البحث فيما يلي:
1- الهمزة تأتي غالبا مردوفة بالألف
2- الطويل المحذوف غالبا مردوف بالهمزة أو سواها
3- البحور التي يكثر فيها ردف الهمزة هي الكامل والوافر والرجز والخفيف والطويل
4- لطالما خطرت العلاقة بين الضرب والقافية ببالي وهذه فرصة لمناقشة ذلك.
5- طرح الأستاذ يتيم الشعر لزوم ما لا يلزم :
وكما يرى القارئ فقد أسميت هذه استطرادات لأننا تسير بنا في شؤون العروض دون سابق خطة، وتذكر بالبرنامج الأدبي الشهير ( قول على قول)
نعود الآن لنتفحص وجه الشبه بين هذه البحور التي يغلب عليها بشكل كبير مجيء الهمزة مردوفةبالألف
ونبدأ بمطالع للبحتري حسب ترتيب القصائد في فهرس ديوانه :
1- ظلم الدهر فيكمُ وأساءَ........فعزاءٌ بني حُمَيْدٍ عزاءَ
العجز = 1 3 2 3 (3) 2 3 2
وسفاهٌ أن يجزع المرؤ مما .......كان حتما على العباد قضاءَ
البحر : الخفيف
الضرب=دنْ عزا ءا – دِ قضا ءا : 2 3 2 أو 1 3 2
القافية =زا ءا – ضا ءا=
2=1آ-
2
2- أمواهبٌ هاتيك أم أنواءُ ........هُطُلٌ وأخذٌ ذاك أم إعطاءُ
العجز = 1 3 3 4 (3) 2 2 2
إن دام ذا أو بعض ذا من فعل ذا .......فنيَ السّخاءُ ففلا يُحَسُّ سخاءُ
البحر : الكامل
الضرب = 2 2 2 أو 1 3 2
القافية = 2=1آ- 2
3- أَلانَ علمتَ أنّ البعثَ حقٌّ ........وأنّ الله يفعل ما يشاءُ
العجز = 3 4 3 1 3 3 2 = 3 4 3 1 1 (2 3 2)
البحر: الوافر
الضرب : 3 2 ( الضرب + مقطع قبله =ما يشاءُ = 2 3 2)
القافية = 2=1آ- 2
4- ومستضحكٍ من عبْرتي وبكائي .......بكفّيه دائي في الهوى ودوائي
البحر: الطويل
الضرب = 3 2 ( الضرب + مقطع قبله = ودوائي= 1 3 2)
القافية = 2=1آ- 2
5- لأبي تمام
ألا ترى ما أصدق الأنواءَ..........قد أفنت الحجرة واللأْواءَ
إن هي عادت ليلة عداءَ..........أصبحت الأرضُ إذن سماءَ
العجز (البيت الأول)= 4 3 2 1 (3) 2 2 2
العجز البيت الثاني + مقطع = 2 1 3 2 1 1 ( 2 3 2)
البحر : الرجز
الضرب = 2 2 2 أو 3 2
القافية = 2=1آ- 2
الملاحظة : تنتهي أغلبية هذه البحور ب 1 3 2 أو 222 فكأن بينهما تكافؤا خببيا
أي أن أواخرها سواء الضرب أو الضرب والمقطع الذي قبله = 1 3 2 =(2)22تك222
وانظر إلى المقطع بين قوسين الذي يسبق هذه الثلاثة مقاطع فإنك تجده دائما الرقم (3) ويصح بعده التكافؤ الخببي إلا في الوافر فهو في صيغته 3 4 3 4 3 2 إن جعلنا آخره 1 3 2 معنى ذلك مجيس 3 4 الثانية فيه على 3 2 1 وهذا ثقيل
وفي صيغته3 4 3 1 3 3 2 = 3 4 3 1 1 (2 3 2) لاتتحول 2 في أول (2 3 2 ) إلى 1 لأنها إنتحولت صار لدينا خمسة متحركات ولا يجوز هذا.
فكل 2 3 2 في آخر هذه البحور ( عدا الوافر وسنأتي للرجز) تأتي بالزحاف 1 3 2 ثم 2 2 2 بالتكافؤ الخببي حسب ما ورد في الفاصلة:
http://www.geocities.com/khashan_kh/50-alfaselah.html
أما الرجز والعجز فيه 2 2 2 فقد صار بالزحاف 1 2 2 = 3 2 مسبوقة بوتد فتعذر مجيء 1 3 2 في البيت الثاني
أما في البيت الأول
ألا ترى ما أصدق الأنواءَ..........قد أفنت الحجرة واللأواءَ
فالعجز = 4 3 4 3 222 ويجوز لنا حسب التنظير الرقمي أن نفترض صحة التكافؤ الخببي في الضرب 222=(2)2 2 = 231 بحيث تأتي الأبيات على النحو التالي
ألا ترى ما أصدق البلغاءَ..........قد أقنعوا الزوّار والنزلاءَ
ولا يكون في هذه الحالة إلا الكامل بعينه.
كما يرى القارئ الكريم فإن أهمية العروض الرقمي هي في نظرته ومعالجته الشموليتين لمسائل الوزن والقافية.
وللحديث بقية بإذن الله.[/align][/size]